الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              [ ص: 113 ] 253 - خيثمة بن عبد الرحمن

              ومنهم المطعم للإخوان ، والمكرم للخلان ، خيثمة بن عبد الرحمن .

              كان بالنعم واثقا ، وللقائه تائقا .

              وقيل : إن التصوف والانتفاء من الأعراض ، للابتغاء من الأعواض .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أبو جعفر بن ماهان الرازي ، ثنا سفيان بن وكيع ، ثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، قال : ورث خيثمة بن عبد الرحمن مائتي ألف درهم أنفقها على الفقراء والفقهاء .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا أبو همام ، قال : ثنا عيسى بن يونس ، ثنا الأعمش ، قال : كان خيثمة يصنع الخبيص والطعام الطيب ثم يدعو إبراهيم - يعني النخعي - ويدعونا معه ، فيقول : كلوا ما أشتهيه ما أصنع إلا من أجلكم .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا الفضل بن سهل ، قال : حدثني أبو نعيم ، قال : قال مسعر : كان لخيثمة سلة فيها خبيص تحت السرير ، إذا جاء القراء وأصحابه أخرجها إليهم .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن شبل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : ثنا أبو خالد الأحمر ، عن الأعمش ، قال : كنا إذا دخلنا على خيثمة جاء بالسلة من تحت السرير ، وقال : كلوا فوالله ما أشتهيه وما أصنعه إلا لكم .

              حدثنا علي بن أحمد بن محمد ، وعبيد الله بن إسحاق ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا أبو كريب ، ثنا أبو أسامة ، عن الأعمش ، قال : ربما دخلنا على خيثمة فيخرج السلة من تحت السرير فيها الخبيص والفالوذج ، فيقول : ما أشتهيه كلوا أما إني ما جعلته إلا لكم ، وكان يصر الدراهم وكان موسرا فإذا رأى الرجل من أصحابه منخرق القميص أو الرداء أو به خلة تحينه ، فإذا خرج من الباب خرج هو من باب آخر حتى يلقاه فيعطيه فيقول : اشتر قميصا ، اشتر رداء ، اشتر حاجة كذا .

              حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، قال : ثنا جرير ، [ ص: 114 ] عن الأعمش ، قال : رأيت على إبراهيم ثيابا بيضاء ، فسألته عنها ، فقال : كسانيها خيثمة .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، حدثني العباس بن محمد ، ثنا سعيد بن محمد ، ثنا حفص ، عن الأعمش ، قال : كان خيثمة يجيء إلى المسجد ومعه صرار في خرقة ، فيجلس مع أصحابه فإذا رأى أحدا من أصحابه قد تخرق قميصه أو رداؤه فقام الرجل فخرج من المسجد اتبعه من باب آخر يعارضه ويقول : يا أخي خذ هذه الصرة فاشتر بها رداء ، اشتر بها قميصا .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، ثنا معمر ، ثنا عبد الله بن المبارك ، ثنا سفيان ، عن العلاء بن المسيب ، قال : كان خيثمة يحمل صرارا وكان موسرا فيجلس في المسجد فإذا رأى رجلا من أصحابه في ثيابه - يعني خرقا أو رقة - اعترض له فأعطاه صرة .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا أبو همام ، ثنا عيسى بن يونس ، ثنا الأعمش ، قال : نفست امرأة المسيب بن رافع فاشترى لها خيثمة خادما بستمائة .

              أخبرنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد في كتابه ، قال : حدثني إسماعيل بن عبد الله ، قال : ثنا محمد بن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن الأعمش ، قال : كان خيثمة يجري على المسيب بن رافع في كل شهر خمسين درهما واشترى له خادما .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية