الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان تعليلهم بأمر الله مقتضيا لأنه إذا أمر بشيء أتبع أمره أن يبلغهم أمره الذي جاء به دليل العقل مؤيدا بجازم النقل فقال : قل أي : لهؤلاء الذين نابذوا الشرع والعرف أمر ربي المحسن إلي بالتكليف بمحاسن الأعمال ، التي تدعو إليها الهمم العوال بالقسط وهو الأمر الوسط بين ما فحش في الإفراط صاعدا عن الحد ، وفي التفريط [هابطا منه. ولما كان التقدير : فأقسطوا اتباعا لما أمر به ، أو كان القسط] مصدرا ينحل إلى : أن أقسطوا ، عطف عليه وأقيموا وجوهكم مخلصين غير مرتكبين لشيء من الجور عند كل مسجد أي : مكان ووقت وحال يصلح السجود فيه ، ولا يتقيدن أحد بمكان ولا زمان بأن يقول - وقد أدركته الصلاة - : أذهب فأصلي في مسجدي وادعوه عند ذلك كله دعاء عبادة مخلصين له الدين أي : لا تشركوا به شيئا .

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان المعنى : فإن من لم يفعل ذلك عذبه بعد إعادته له بعد الموت ، ترجمه مستدلا عليه بقوله معللا : كما بدأكم أي : في النشأة الأولى فأنتم تبتدئون نعيدكم بعد الموت فأنتم تعودون حال كونكم فريقين :

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية