الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
فصل

ثم ذكر الرازي في نهايته الحجة الثالثة لمثبتي الجهة، وهي الاستدلال برفع الأيدي في الدعاء وقد تقدم ذكرها، ثم قال: "ورابعها التمسك بظواهر الآيات كقوله تعالى: الرحمن على العرش استوى ، يخافون ربهم من فوقهم وقوله: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقوله تعالى: تعرج الملائكة والروح إليه وقوله تعالى: وهو القاهر فوق عباده قال: "ومما تمسكوا به على اختصاصه بجهة فوق [خاصة] بعد أن بينوا كونه في الجهة، هو أن فوق أشرف الجهات، فيجب أن يكون مختصا به".

[ ص: 305 ] قال: والجواب عما تمسكوا به رابعا: أنا نعارضهم بقوله تعالى: وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم وبقوله تعالى: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا وبقوله: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد وبقوله: إنني معكما أسمع وأرى قال: "وأما التفصيل في تأويل كل واحدة من الآيات فقد صنفوا فيه كتبا فلا حاجة بنا إلى ذكره".

التالي السابق


الخدمات العلمية