الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم فسر جزاء الكل فقال : لهم من جهنم مهاد أي : فرش من تحتهم ، جمع مهد ، ولعله لم يذكره لأن المهاد كالصريخ فيه ومن فوقهم غواش أي : أغطية - جمع غاشية - تغشيهم من جهنم. وصرح في هذا بالفوقية لأن الغاشية ربما كانت عن يمين أو شمال ، أو كانت بمعنى مجرد الوصول والإدراك ، ولعله إنما حذف الأول لأن الآية من الاحتباك ، فذكر جهنم أولا دليلا على إرادتها ثانيا ، وذكر الفوق ثانيا دليلا على إرادة التحت أولا. [ ص: 401 ] ولما كان بعضهم ربما لا تكون له أهلية قطع ولا وصل ، قال عاما لجميع أنواع الضلال : وكذلك أي : ومثل ذلك الجزاء نجزي الظالمين ليعرف أن المدار على الوصف ، والمجرم : المذنب ومادته ترجع إلى القطع ، والظالم : الواضع للشيء في غير موضعه كفعل من يمشي في الظلام ، يجوز أن يكون نبه سبحانه بتغاير الأوصاف على تلازمها ، فمن كان ظالما لزمه الإجرام والتكذيب والاستكبار وبالعكس .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية