الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين

                                                                                                                                                                                                                                        (55) يخبر تعالى عن حالة الكفار، وأنهم لا يزالون في شك مما جئتهم به يا محمد؛ لعنادهم وإعراضهم، وأنهم لا يبرحون مستمرين على هذه الحال حتى [ ص: 1110 ] تأتيهم الساعة بغتة ؛ أي: مفاجأة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم ؛ أي: لا خير فيه، وهو يوم القيامة، فإذا جاءتهم الساعة، أو أتاهم ذلك اليوم، علم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين، وندموا حيث لا ينفعهم الندم، وأبلسوا وأيسوا من كل خير، وودوا لو آمنوا بالرسول واتخذوا معه سبيلا، ففي هذا تحذيرهم من إقامتهم على مريتهم وفريتهم.

                                                                                                                                                                                                                                        (56 -57 الملك يومئذ ؛ أي: يوم القيامة لله تعالى، لا لغيره، يحكم بينهم بحكمه العدل، وقضائه الفصل، فالذين آمنوا بالله ورسله، وما جاءوا به وعملوا الصالحات ليصدقوا بذلك إيمانهم في جنات النعيم نعيم القلب والروح والبدن، مما لا يصفه الواصفون، ولا تدركه العقول.

                                                                                                                                                                                                                                        والذين كفروا بالله ورسله، وكذبوا بآياته الهادية للحق والصواب فأعرضوا عنها، أو عاندوها، فأولئك لهم عذاب مهين لهم، من شدته وألمه وبلوغه للأفئدة، كما استهانوا برسله وآياته أهانهم الله بالعذاب.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية