الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما ذكر نسيانهم وجحودهم ذكر حالهم عند ذلك فقال : ولقد أي : فعلوا ذلك والحال أنا - وعزتنا - قد جئناهم أي : على عظمتنا بإتيان رسولنا إليهم عنا بكتاب ليس هو موضعا للجحد أصلا. ثم بين ذلك في سياق مرغب للمؤالف مرهب للمخالف فقال : فصلناه أي : بينا معانيه لم ندع فيها لبسا ، وجعلنا لآياته فواصل حال كون ذلك التفصيل على علم أي : عظيم ، فجاء معجزا في نظمه ومعناه وسائر علمه ومغزاه ، وحال كونه هدى أي : بيانا ورحمة أي : إكراما ، ثم خص المنتفعين به لأن من لا ينتفع بالشيء فهو كالمعدوم في حقه فقال : لقوم يؤمنون أي : فيهم قابلية ذلك ، وفيه رجوع إلى وصف الكتاب [الذي هو أحد مقاصد السورة على أبدع وجه في أحسن أسلوب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية