الكتابة للراديو

17/11/2013| إسلام ويب

في الصحافة وفي الإعلام تختلف صياغة الكلام من جهة إلى أخرى.. فليست ضوابط الكتابة للجريدة هي نفسها عند الكتابة لمشاهد التلفاز، وليست كتابة نشرة في نفس المكان (الراديو أو التلفاز) كصياغة خبر فيه، أو ككتابة سيناريو أو كتابة تقرير.. فهناك أمور مهنية تتحكم في طريقة الكتابة لكل مصدر من مصادر الإعلام حتى تناسب المشاهد أو السامع أو القارئ وحتى يمكنها اجتذابه إليها وإلا فسيذهب ربما من أول لحظة ومن أو جملة، وربما إلى غير رجعة..

والكتابة للإذاعة واحدة من صور الكتابة في وسائل الإعلام والتي تعتمد على الأذن لا على البصر، ولهذا تختلف في طبيعتها عن الكتابة لوسائل الإعلام الأخرى.

وتتطلب الكتابة المسموعة بالأذن أساليب مختلفة عن الكتابة لما يشاهد بالعين، كما هو الحال في المطبوعات أو الصور المتلفزة. فجماهير الراديو تتعامل مع الإذاعات وتكوّن صورًا ذهنية لها في سياق استماعها. وعلى الراديو لا يوجد ما يعرف بالفرصة الثانية. فمعظم الإذاعات ليس قابلا للاسترداد والاستعادة. لذا يجب بث وإيصال المعلومة بوضوح وجلاء وإيجاز في الفرصة الأولى.

جاء في مقال مقتطف من مطبوعة بعنوان: مكتب صحفي مسؤول في العصر الرقمي، صادرة عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية بعض الضوابط التي ينبغي أن تلاحظ جاء في المقال:
يجب توخي ما يلي عند الكتابة للراديو: 

• اجذب اهتمام المستمع وانتباهه من البداية.

• أكتب بأسلوب المحادثة ولكن دون إطناب في الكلام.

• تجنب استخدام الكثير من الأرقام والإحصائيات. وقرّب الأرقام إلى عدد صحيح كأن تجعل العدد 2,785 "نحو 3,000."

• تجنب استعمال الاختصار بالرموز والأحرف.

• اكتب مستخدمًا الأفعال المجرّدة وفي صيغة الحاضر المعلوم قدر الإمكان.

• تجنب الإسهاب في التفاصيل الوصفية.

• لا تكرّر المعلومات التي أدلى بها مقدم الأخبار في التقديم.

• استخدم التهجئة للألفاظ والأسماء التي تلتبس صوتيًا أو يصعب لفظها، لا سيما الأجنبية مثل مدينة La Jolla في كاليفورنيا التي تلفظ لاهويا أو اسم Jose الإسباني الذي يلفظ خوزيه.

• استعمل النقط والفواصل والمسافات بين الجمل والكلمات في كتابة النصوص الإذاعية.

• اجعل فقراتك قصيرة. فكل ثلاثة أسطر تستغرق قراءتها نحو 10 ثوان.

بي بي سي أيضا:
وقد أقامت بي بي سي العربية ورشات عمل ودورات حول الإعلام والصحافة وطرق تطوير العمل فيها اشتملت على عدة محاور، تعلق بعضها بموضوع مهنية الكتابة للراديو.. جاء فيها بعض التنبيهات والملاحظات الهامة وكان من تلك التنبيهات:
"جرت العادة عند الحديث عن الكتابة للراديو أن ننتبه للاءات الثلاث: لا للجملة الطويلة، لا للجملة الاعتراضية، لا للمبنى للمجهول.

ويمكن إجمال أهم قواعد الكتابة للراديو في النقاط التالية التي تنطبق على جميع الأشكال الإذاعية بدرجات متفاوتة ما عدا الخبر الذي يعد أكثرها التزاما والتصاقا بالقواعد التقليدية:

أولا: الصوت جزء أصيل وأساسي من النص وليس مكملا أو مجملا له، فكثيرا ما يولي الصحفي الإذاعي اهتمامه لمضمون المادة التي يعمل عليها. وعندما ينتهي من كتابة النص يبدأ التفكير فيما يمكن أن يلحقه بالنص.

وقد تكون هذه الأصوات مقتطفات صوتية لمتحدثين، أو أصواتا مجسدة للأجواء المحيطة بالموضوع، كضجيج القطارات أو الطائرات إلخ، بينما إن أراد الصحفي أن يكتب نصا إذاعيا جيدا عليه أن يبدأ بالبحث عن الأصوات المحتملة.

هذه هي الخطوة الأولى في الكتابة الاذاعية. ومن ثم يتمحور النص على هذه الأصوات وليس العكس.

والنتيجة نص إذاعي متكامل العناصر وليس نصا صحفيا مكتوبا للصحافة المقروءة. فالصوت هنا هو المعادل للصورة في التلفزيون أو في السينما. وهو ضروري لمادة إذاعية جيدة كما أن الصورة ضرورية للتلفزيون.

القاعدة الذهبية للكتابة للراديو:
اكتب للراديو كما لو كنت تكتب للتلفزيون، وابدأ بتخيل الصورة الأولى في التقرير ثم حول هذه الصورة إلى صوت.

ثانيا: تطويع اللغة، واللغة العربية خصوصا لغة ثرية وقادرة على التعبير بدقة، وليست لغة جامدة في قوالب تقليدية متكررة، ولكن تكرار استخدام بعض التعبيرات جعل هذه التعبيرات الجامدة تبدو وكأنها ضرورية للنص الإذاعي وهو ليس بالأمر الصحيح.
من الأمثلة على هذه التعبيرات الشائعة في الكتابة الإذاعية جملة "وأضاف قائلا....". وهو تعبير يمكن الاستغناء عنه بسهولة دون أدنى تأثير على النص، وإلغاؤه يجعل النص متحركا ويبتعد به عن القوالب الجامدة التي ملتها الأذن من كثرة تكرارها.

ويرتبط بتطويع اللغة أيضا استخدام الجملة الإسمية بدلا من الجملة الفعلية في بعض المواضع مما يجعل اللغة أقرب إلى اللغة المحكية.

ثالثا: الإلقاء، عندما تكتب موضوعا للإذاعة تخيل صديقا وقد جلس أمامك وبدأت "تحكي له" ما تكتب عنه. تخيل الجملة الأولى التي عليك استخدامها لكي تجذب انتباهه، وتذكر أن قراره الاستمرار في الاستماع إليك يتوقف على هذه الجملة. فبها يمكنك أن تجذب المستمع لكي يتابع القصة أو تفقده إلى الأبد إن وجد الجملة الأولى مملة أو عديمة الأهمية.

ابتعد عن التمهيد الذي يستهلك الوقت ويكرر ما ذكره المذيع عند تقديمه للمادة. وهو فارق رئيسي بين الكتابة للراديو والكتابة للصحافة المقروءة. في الراديو تكون الثواني معدودة وثمينة ولاحاجة على الإطلاق للتمهيد.

حافظ على البناء بسيطا وسلسا قدر الإمكان، مع التركيز على الزاوية التي اخترتها للمادة من دون الانزلاق إلى زوايا أخرى أو جوانب إضافية للموضوع.

تذكر أنها مادة مسموعة من السهل ان تفقدها الأذن من دون أن تكون هناك فرصة للعودة إليها مرة أخرى على العكس من المادة في الصحافة المكتوبة.

www.islamweb.net