حدث في مثل هذا الأسبوع (13 - 19 ذو القعدة)

12/07/2020| إسلام ويب

 وفاة الشيخ عبد الرحمن الدوسري 16 من ذي القعدة 1399 هـ :
كان الشيخ عبد الرحمن الدوسري مثالاً للعالم الصادع بالحق، الواعي للواقع، المهتم بأمور أمته، المجاهد بلسانه و قلمه، والمعتز بدينه.
كما كان الشيخ رحمه الله يتميز بسعة علمه وعميق فهمه ووضوح رؤيته وتنوع عطائاته فله في كل ميدان سهم، كتب في التفسير ونظم في الفقه وخطب على المنابر ودعا إلى الله بلسانه خطيبا ومحاضرا وشاعرا وبقلمه كاتبا في الصحف والمجلات وبماله منفقا في طبع الكتب والمجلات النافعة وتوزيعها على طلبة العلم.
الشيخ عبدالرحمن الدوسري رجل سبق زمانه وفاق أقرانه، وكان يرى بنور الفراسة ما صدقه الواقع بعد وفاته بعقود، أدرك هذا الشيخ الفاضل مخططات العلمانيين والماسونيين في زمان كمونهم وتخفيهم، فحذر وأنذر من الماسونية ودهاليزها السرية وارتباطها الوثيق بأندية الروتاري! و بين أنهم يستعينون بالمنافقين المحسوبين على الاسلام وبواسطتهم يعملون مناهج مخالفة للعقيدة وقيادات محاربة لها. 
نشأته :
هو الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن خلف بن عبد الله الدوسري.
ولد في البحرين أثناء زيارة والديه لجده لأمه الشيخ علي بن سليمان اليحيى، كان ذلك سنة 1332هـ.
وبعد ولادته بأشهر عاد به والده إلى الكويت التي كان والده اختارها من قبل للإقامة فيها، حيث نشأ وترعرع في حيِّ "المرقاب" الذي كان معظم ساكنيه من أهالي نجد.
وقد تلقى العلم في "المدرسة المباركية" بالكويت، حيث درس الفقه والحديث والتوحيد والفرائض والنحو، ومن العجيب أنه حفظ القرآن الكريم كله في أسابيع معدودة بسبب ضعف أصاب بصره فخشي أن يفقده قبل أن يحفظ القرآن فرابط في منزل حتى أتم حفظ القرآن في شهرين وقد كان وقتها يحفظ 7 أجزاء، كما يقول عن نفسه، وتلك ولاشك ملكة في الحفظ نادرة، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، وكان يلقب بالفهرس لقوة حافظته وذاكرته.
تلقى الفقه والتوحيد على يدي الشيخ عبد الله بن خلف بن دحيان وهو من مشاهير علماء الكويت، وكذلك على يد الشيخ صالح بن عبد ا لرحمن الدويش، وتلقى على يد مؤرخ الكويت الشيخ عبد العزيز الرشيد، وعلى يد عالم الكويت الشيخ محمد بن أحمد النوري الموصلي الأصل، وكذلك تلقى العلم على يد الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وكان من مشاهير أهل العلم والفضل، كان رجلاً حسن السمت كثير الصمت مشهوراً بالفضل والعِفَّة والنزاهة وتولى القضاء، فكان من أحسن القضاة قضاءً وعِفَّة ونزاهةً، وقد تلقَّى عنه الشيخ كثيراً وأخذ عنه.
ثم كان الشيخ كثير التنقل فتنقَّل في أثناء حياته إلى البحرين للتجارة، و لأن فيه أهل والدته وهناك تلقى العلم على يد الشيخ قاسم بن مَهْزَع - وهو علامة البحرين في وقته - وقد لازمه وانتفع به كثيراً ومما أرشده به الشيخ أن يُعنى بتفسير القرآن الكريم، ووجهه إلى كتب التفسير وتنبَّأ له بمستقبل باهر في العلم والعمل والدعوة، وكانت هذه الفراسة صادقة في الشيخ رحمه الله.
ولد الشيخ في البحرين عام 1332هـ وعاش 50 سنة في الكويت وانتقل للمملكة عام 1381 هـ وأقام بها حتى وفاته ومات في لندن عام 1399هـ و دفن بالرياض.

من كلامه
- أن الإنسان لا بد أن يستنبط من القرآن ما يفيد في الواقع المعاصر..وأن يتدبر ويستنبط منه كل ما يحتاجه، .. وهذا ثمرة التدبر الصحيح للقرآن التي تجعل المتقين على حالة عظيمة من الوعي السياسي والاجتماعي في الحياة كما كان عليه الصحابة، لا كما كان عليه دراويش المتصوفة وما يسمون مطاوعة في هذا الزمان.
- إن كيد إسرائيل لا يرد إلا إذا رُدتْ الكرامة للمواطن العربي المسلم ووفرت له.
- من ترك الجهاد خوفاً على نفسه وشحاً به على الله سيبتليه الله بالخوف على يد أعدائه الذين فسح لهم المجال بشحه وجبنه.
- ما بالُنا نخاف من لصوص الجيوب.. و نغفل عن لصوص القلوب.
- إن مصر لا يُنكر تأثيرها على العالمين العربي والإسلامي ولذلك صارت أكبر هدف للغزو الفكري والعسكري قبل هذا القرن.
- قال ردا على مقولة "نحن نساير الركب": "الله أوجدك لتكون مسيراً لا مسايراً، قائدا لا مقودا، سيدا لا مسودا ".
- كان يردد "الصراحة صابون القلوب". 
- إن لم تغز تغز (إن لم ندعوهم إلى الحق فحتما سيدعوننا إلى الباطل).
- كان من وجهة نظره البعيدة أننا لا بد أن نحارب أعداء الإسلام بكل ما حاربونا به، إذا حاربونا بالمدرسة فلننشأ مدرسة، وإذا حاربونا بكتاب فلنصدر الكتاب الإسلامي، و إذا حاربونا بالنوادي فلنجعل النوادي الإسلامية، إذا حاربونا بالإذاعة فلنجعل الإذاعة الإسلامية، ودعا إلى ذلك في كلمات جامعة وافرة، فإن الأعداء غزوا الأدمغة باسم العلم والفن فمقابلتها بغيره شطط لا يجدي نفعاً، ولا بد من تكريس الجهود لمقاومة المذاهب الفكرية مقاومة علمية عميقة.

مؤلفـاتــه
تنوعت مؤلفات الشيخ الدوسري في مختلف العلوم من التفسير والعقيدة والفقه والأصول والردود ، وشأنه في التأليف الإسهاب والإطناب غالباً، كما نلحظ ذلك في تفسيره لسورة الفاتحة، حيث استغرق تفسيرها ثلاثمائة صفحة، و قد بلغت مؤلفاته أكثر من ثلاثين مؤلفاً، نذكر منها: 
1- صفوة الآثار والمفاهيم في تفسير القرآن العظيم في تسع مجلدات وهو أكبر وأهم كتبه.
2- الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة.
3- الجواهر البهية في نظم المسائل الفقهية (وهي اثنا عشر ألف بيت).
4- إيضاح الغوامض من علم الفرائض (نظم يبلغ ألف و ثمانية و أربعين بيتا).
5- الجواب المفيد في الفرق بين الغناء والتجويد.

6- إرشاد المسلمين إلى فهم حقيقة الدين. 
7- معارج الوصول إلى علم الأصول. 
8- مشكاة التنوير على شرح الكوكب المنير في أصول الفقه.
9- الحق أحق أن يتبع.
10- مسلمَّ الثبوت في الرد على شلتوت.

11 - السيف المنكي في الرد على حسين مكي.
12- اليهودية و الماسونية. 
13- النفاق آثاره و مفاهيمه. 
14- للحق و الحقيقة من كلام خير الخليقة. 
15 – الصوم مدرسة تربي الروح و تقوي الإرادة.
16- الحج : أحكامه – أسراره – منافعه.
17- تربية الإسلام و ادعاءات التحرر.
18- فلسطينيات " قصيدتان من الشعر " تصوير لأسباب النكسة سياسيا واجتماعيا.
19- نفثات داعية "شعر"

وفاته: 
كانت وفاة الشيخ في السادس عشر من شهر ذي القعدة عام 1399 هـ، 1979م كان ذلك بلندن حيث ذهب إليها للعلاج، و دفن بالرياض رحمه الله رحمة واسعة. 
ورثاه الكثيرون ومنهم تلميذه الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن اليحيي و مما قاله شعرا:
تبارك من أحيا وأفنى وقدرا وأرسل هذا الموت حقاً على الورى
نعت أمة الإسلام حبرا مجاهدا   وقد كان في أقرانه سامي الذرا

ورثاه الشيخ عبد الرحمن البرغوثي بقصيدة قال فيها: 
يا داعي الحق إن الدمع مدرار  على فراقك إذ شطت بك الدار
فاضت دموع الأسى من كل ناحية لما نعتك من المذياع أخبار
رحم الله الشيخ عبد الرحمن الدوسري، وغفر الله لنا وله وأدخلنا وإياه في عباده الصالحين. 

www.islamweb.net