منى: أكثر مناطق التجمعات السكنية كثافة وتكلفة

08/02/2002| إسلام ويب



تعتبر مدينة منى السعودية الواقعة بين جبلين عظيمين القريبة من مكة المكرمة والتي يمكث بها الحجاج عدة أيام، من أكثر مناطق التجمعات السكانية كثافة في العالم - وأكثرها تكلفة إذ بلغت تكلفتها أكثر من 206 مليار ريال (54.93 مليار دولار).

ومدينة منى مدينة مبنية من الخيام، ونظرا للزيادة المضطردة في أعداد الحجاج كل عام ومحدودية مساحة الارض، وهو ما جعل إسكان الحجاج في الخيام العادية ينتج عنه الكثير من المخاطر خاصة الحرائق، وكان آخرها الحريق الذي حدث في موسم حج عام 1998 وأدى إلى مقتل 343 من الحجاج.

وقررت حكومة المملكة العربية السعودية مؤخرا إسكان الحجاج في منى في خيام غير قابلة للحريق وتم تكليف وزارة الاشغال العامة والاسكان بتولي هذه المهمة.

وبعد دراسات مكثفة تم اختيار الخيام المصنعة من الانسجة الزجاجية المغطاة بالتفلون غير القابلة للاشتعال والتي لا تتصاعد منها أبخرة سامة. وقد تم تنفيذ هذا المشروع على ثلاث مراحل انتهت في سنة 2000 حيث تم تنفيذ المشروع على مساحة 200 مليون مترا مربعا من مساحة منى بتكلفة إجمالية بلغت اكثر من 206 مليار ريال.

ويشتمل المشروع على حوالي 1.350.000 خيمة مطورة ذات مواصفات خاصة مقاومة للحريق تصل الطاقة الاستيعابية لها إلى حوالي مليون وثلاثمائة ألف حاج وتقوم وزارة الحج من خلال اللجان الموسمية المتخصصة بتوزيع مساحة الخيام المطورة ما بين مؤسسات الطوافة وحجاج الداخل آخذة في الاعتبار أعداد الحجاج لكل مؤسسة.

وصممت الخيام الجديدة وفق نموذج نمطي 8 في 8 مع تجميع كل ثمان خيام في شكل مجموعة نمطية.

كما اختير شكل الخيام ليكون ملائما للطابع الإسلامي ومماثلا للشكل التقليدي وجرى تقسيم المساحات إلى مجموعات تحتوى على عدة مخيمات تحدها أسوار وترتبط مع بعضها بعضا بواسطة ممرات متناسبة.

وزود المشروع بشبكة متكاملة لمياه إطفاء الحريق في كافة أنحاء منى بالإضافة إلى المرافق والخدمات والتسهيلات اللازمة.

وأنشئت دورات المياه في وسط كل مخيم وخصصت خيمة عند المدخل لمؤسسة الطوافة وبجوارها وضعت تجهيزات توزيع الطاقة الكهربائية كما زودت الخيام بكشافات للانارة الليلية والمكيفات الصحراوية ومقابس للطاقة الكهربائية ورشاشات للمياه تعمل تلقائيا وأجهزة إنذار وطفايات الحريق وخصصت مواقع لجمع النفايات.

وتضمن المشروع تطوير نظرية أمنية ذات أربعة مستويات تضمن "استحالة حدوث حريق كبير في المستقبل".

وتشتمل هذه النظرية على إقامة مخارج مياه لاطفاء الحريق على جوانب و مسار كل الطرق والشوارع كل 90 مترا بخراطيم بطول 120 مترا مما يسهل لرجال الاطفاء مهمتهم ويعفيهم من استعمال سيارات الاطفاء والاجهزة التابعة.

كما تم كذلك تأمين صنبور حريق مزود بخرطوم للاطفاء داخل كل خيمة متصل بالمياه ليمكن استعماله من عامة الناس وفوق ذلك تم إقامة شبكة إطفاء ذاتي بالرشاشات ذات الحساسية الحرارية داخل كل خيمة وكذلك توفير طفايات حريق يدوية داخل كل خيمة.

وللتغلب على العواصف الممطرة صممت الخيام بحيث لا تتسرب مياه الامطار إلى داخلها وعلى أن تستخدم الممرات فيما بين الخيام لتجميع المياه ودفعها للطرق أو الشوارع المجاورة وسيتم إنشاء مشروع لتصريف السيول في منى الاعوام القادمة.

وأنشأت اكثر من 60 ألف قاعدة خرسانية لتثبيت الخيام الجديدة بها لمقاومة أعتى العواصف.

وكان 53 حاجا بينهم 23 امرأة قد قتلوا العام الماضي في تدافع للحجاج خلال رمي الجمرات.

وطبعت وزارة الشئون الاسلامية والاوقاف اكثر من ثمانية ملايين من الكتب الاسلامية لتوزيعها على الحجاج.

وكانت السعودية قد استقبلت خلال موسم الحج الماضي 1.5 مليون مسلم انضم إليهم 500 الف آخرين من السعوديين أو من المقيمين في المملكة.

ويفترض أن يصل الحجاج إلى مكة المكرمة في موعد أقصاه السادس عشر من الشهر الجاري.


www.islamweb.net