السؤال
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
أنا فتاة منتقبة، وعلى دين -ولله الحمد- تقدم لخطبتي رجل حسبته على دين كما قيل لي من الوسطاء، وكما بدا لي من الحديث معه في يوم الرؤية.
أعجبني كثيرا، لأنه كان يوافقني الرأي في كل الأسئلة التي سألته إياها عندما تحدثت إليه، وكانت كلها أسئلة تبين مدى التزامه بأوامر الله و نواهيه، وليس إلا ذلك.
ولقد سألنا عنه في مكان عمله، وأخبرونا بأنه رجل خلوق، ومحبوب من كل الناس،
والله يعلم أن نيتي في الزواج كانت إنشاء بيت مسلم يعبد الله، وأن أجد زوجا يعينني علي طريق الجنة.
تزوجنا -ولله الحمد- ورزقنا الله بالأبناء، ولكن منذ أول يوم في زواجنا وأنا أراه يتساهل في أمور كثيرة، منها: أنه يتساهل كثيرا جدا في الحديث مع النساء، ويلقي النكات، ويضحك بصوت مرتفع معهم، مما أثار دهشتي وحزني، وأيضا يتساهل في سماع المعازف ومشاهدة الأفلام، مع أنه يعلم أنها محرمة.
حاولت كثيرا أن أنصحه بالحسنى تارة، وأبين له أن هذا الفعل لا يرضي الله بالأدلة من القرآن والسنة، وأحيانا أغضب وأستنكر، ولكن كان رده دائما: أنه يتعامل مع زميلاته في العمل بتلقائية، ولا ينوي بأي كلمه يقولها شيئا محرما، وأنه لا يستطيع التعامل معهم بشدة بعد أن رأوا منه اللين في المعاملة، لأن هذا سيعني بالنسبة لهن أن مزاجه متغير، وليس لأنه يتقي الله!
أما عن المعازف والأفلام، فيرد: بأنه لا يداوم عليها، بل أنه فقط يشاهدها عندما يريد أن يفرغ ذهنه، وأحيانا يقول لي: أن بيئة العمل كلها كذلك، ولا يستطيع الانفصال عنها ويطلب مني أن أدعو الله له بأن يرزقه العمل في مكان آخر به أشخاص لا يعرفونه، حتى يستطيع أن يغير نفسه.
هو لديه في العمل صحبة صالحة من رجال نحسبهم على خير، يحبهم ويحبونه، ويعينوه على الخير، ولا يعلمون عما يفعله مما ذكرته لكم، وعندما يكون معهم تجده وكأنه منهم, ولكن مع ذلك له أيضا صحبة فاسدة، تزين له المعاصي، وتعطيه الأفلام الجديدة ليشاهدها على الكمبيوتر، وأيضا يحبهم ويحبونه، وإذا رأيته حسبته منهم أيضا وهذا تناقض عجيب.
وللأسف تعلقه بالصحبة الصالحة لا يحجبه أبدا عن التعلق بالصحبة الفاسدة والخروج معهم.
حاولت كثيرا نصحه، ولكن بلا استجابة، واستمر الحال إلى أن شاهدته يوما - وهو يحسبني لا أراه - يمزح مع إحدى قريباته، ويضرب كفه بكفها، حينها صدمت كثيرا، وأيقنت أن المشكلة في نفسه هو وليست في محيط العمل، ولم أتحدث معه في شيء، ولم أخبره بأني شاهدته، وتعاملت معه وكأن شيئا لم يكن، وفي قلبي حسرة وضيق شديدين، وأنا الآن لا أعلم ماذا أفعل؟
هل أترك نصحه وأنه إن شاء الله سيهديه الله، وإن أراد أن يضله فلا أملك له من الله من شيء؟ أم كيف أتعامل معه؟
أنا أخشى على أبنائي عندما يكبرون أن يروا والدهم يفعل ذلك، حينها سيكون قدوة سيئة، ولن أتمكن من تربيتهم على طاعة الله وتقواه في كل شيء.
أخبرني كيف أتعامل معه؟ وجزاك الله خيرا.