السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عشرينية توفيت والدتي قبل أشهر، وكانت هي كل حياتي، ولا أعرف كيف أكمل حياتي بدونها؟! أشعر بألم شديد ودائم بقلبي، صدمتي على رحيلها قوية جداً، دائماً أحاول أن أشغل نفسي بقراءة القرآن والدعاء لها عندما أشعر برغبة بالبكاء، ولكن لا أشعر أني بخير أبداً، كذلك أيضاً أعاني من الناس الذين حولي كثيراً منذ وفاة أمي، فهم يزيدون همومي بكلامهم وإحباطهم من جميع النواحي.
علماً أنه ليس لي سواها، فكنت أعيش معها لوحدنا، أشعر بحمل ثقيل وهموم وأفكار لا تهدأ في بالي، ودائماً أشعر أن مستقبلي انتهى، فقبل وفاتها كانت لدي أحلام وطموحات كبيرة، لكن منذ وفاتها اسودت في عيني الحياة وأشعر أنه ليس هناك سبب للعيش من أجله ولا حتى هدف! رغم أني محافظة على صلاتي وقراءة القرآن، ودائماً أستغفر وأذكر الله عندما تأتيني هذه المشاعر إلا أني أشعر باليأس من وقت لآخر.
أحياناً أبكي كثيراً لدرجة أشعر أني لن أستيقظ غداً من شدة همومي وضيق قلبي، وأحياناً أحاول أن لا أفكر أبداً لكن فجأة أتذكرها وأشعر أني بحلم، وأسأل نفسي حينها كيف ما زلت على قيد الحياة بعد وفاة أمي؟!
أفقدها في جميع تفاصيل يومي، كنت متعلقة بها بدرجة كبيرة وأغلب وقتي كان معها، وكل شيء وكل مكان لي ذكرى معها، وأشعر بالذنب الآن إن ضحكت أو حاولت أن أعيش مثل أي إنسان طبيعي.
أنا مؤمنة وراضية بقضاء الله لكن فقد أمي كسرني جداً، أشعر أنه لا أحد بجانبي ولا سند أيضاً، أنا لا أشتكي لأحد همومي ومخاوفي لأنني أخاف من نظرات الشفقة، وأحياناً أشعر أنهم لن يطيلوا الاستماع لي، لأن الكل لديه همومه ولا أرغب أن أزيد هموم أحد.
علماً أني غير متزوجة، وأعيش لوحدي مع شقيقي، فقدانها أصبح يقتلني، وتفاصيلها وذكرياتها لا تغيب عني، أصبحت أحب العزلة جداً، وأفضل الجلوس لوحدي ولا أحب مخالطة الناس، لأني فعلاً لا أستطيع الضحك أو أن أعيش كأن شيئاً لم يحدث.
بدأت أشعر أن من حولي لا يحبون الجلوس معي لأني أغلب الوقت صامتة، ولا أتحدث وكأنهم يشعرون بالنكد معي، ولا أعرف إلى متى سيستمر وضعي هكذا؟ ولا أعرف ماذا أفعل؟