[ ص: 278 ] قال شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى وتقدس : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون } { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون } { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم } { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } قال ابن عباس وغيره : تبيض وجوه أهل السنة والجماعة ، وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة { فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون } { وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون } .
[ ص: 279 ] وفي الترمذي عن { أبي أمامة الباهلي الخوارج أنهم كلاب أهل النار } وقرأ هذه الآية { عن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } قال الإمام : صح الحديث في أحمد بن حنبل الخوارج من عشرة أوجه ، وقد خرجها مسلم في صحيحه وخرج البخاري طائفة منها .
قال النبي صلى الله عليه وسلم " {
يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية - وفي رواية - يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان } " . يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم .
والخوارج هم أول من كفر المسلمين يكفرون بالذنوب ، ويكفرون من خالفهم في بدعتهم ويستحلون دمه وماله .
وهذه حال أهل البدع يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم فيها .
وأهل السنة والجماعة يتبعون الكتاب والسنة ويطيعون الله ورسوله فيتبعون الحق ويرحمون الخلق .
الخوارج والشيعة حدثتا في أثناء خلافة أمير المؤمنين وأول بدعة حدثت في الإسلام بدعة فعاقب الطائفتين . علي بن أبي طالب
أما الخوارج فقاتلوه فقتلهم وأما الشيعة فحرق غاليتهم بالنار وطلب قتل عبد الله بن سبأ فهرب منه وأمر بجلد من يفضله على أبي بكر وعمر .
وروي عنه من وجوه كثيرة أنه قال : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ، ورواه عنه البخاري في صحيحه .