الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  9185 وبه ، حدثنا أبو قرة ، قال : ذكر زمعة ، عن زياد بن سعد ، عن أبي الزبير ، قال : حدثني يونس بن خباب الكوفي ، قال : سمعت أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود ، يذكر أنه . سمع عبد الله بن مسعود ، يقول : إنه كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر إلى مكة ، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج إلى الغائط أبعد حتى لا يراه أحد ، قال : فبصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشجرتين متباعدتين ، فقال : " يا ابن مسعود ، اذهب إلى هاتين الشجرتين فقل لهما : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركما أن تجتمعا له ليتوارى بكما " فمشت إحداهما إلى الأخرى ، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجته ، ثم رجعتا إلى مكانهما ، فمضى حتى أتينا أزقة المدينة ، فجاء بعير يشتد حتى سجد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قام بين يديه تذرف عيناه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من صاحب هذا البعير ؟ " قالوا : فلان ، فقال : " ادعوه لي " ، فأتوا به ، فقال له رسول الله [ ص: 89 ] - صلى الله عليه وسلم - : " ما شأنك وهذا البعير يشكوك ؟ " فقال : يا رسول الله ، هذا البعير كنا نسنوا عليه منذ عشرين سنة ، ثم أردنا نحره ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " شكا ذلك ، بئسما جازيتموه ، استعملتموه عشرين سنة حتى إذا رق عظمه ورق جلده أردتم نحره ، بعنيه " قالوا : بل هو لك يا رسول الله ، فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجه به مع الظهر ، فقال له أصحابه : يا رسول الله ، سجد لك هذا البعير ونحن أحق بالسجود ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " معاذ الله أن يسجد أحد لأحد ، لو سجد أحد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " .

                                                  لم يرو هذا الحديث عن زياد بن سعد إلا زمعة ، تفرد به أبو قرة .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية