الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      1068 أخبرني عمرو بن هشام أبو أمية الحراني قال حدثنا مخلد عن سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس عن قزعة بن يحيى عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول حين يقول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد خير ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا ينفع ذا الجد منك الجد

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      1068 ( أهل الثناء ) بالنصب على الاختصاص أو منادى حذف حرف ندائه ( والمجد ) هو غاية الشرف وكثرته ( خير ما قال العبد ) مبتدأ ( وكلنا لك عبد ) جملة معترضة بين المبتدأ وخبره ، والعبد جنس العباد العارفين بالله - تعالى - فكأنه قال : أولى ما يقوله العباد العارفون بالله - تعالى - هذه الكلمات لما تضمنته من تحقيق التوحيد ، وتمام التفويض ، وصحة التبرؤ من الحول والقوة ( ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) قال القرطبي : رواه الجمهور بفتح الجيم في اللفظين وهو بمعنى الحظ والبخت ، ومعناه لا ينفع من رزق مالا وولدا وجاها دنيويا شيء من ذلك عندك ، وهذا كما قال تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وحكي عن الشيباني في الحرفين كسر الجيم ، وقال : معناه لا ينفع ذا الاجتهاد والعمل منك اجتهاده وعمله قال القرطبي : وهذا خلاف ما عرفه أهل النقل ، ولا نعلم من قاله غيره ، وضعفه ، وقال غيره : المعنى الذي أشار إليه الشيباني صحيح ، ومراده أن العمل لا ينجي صاحبه ، وإنما النجاة بفضل الله ورحمته كما [ ص: 200 ] جاء في الحديث لن ينجي أحدا منكم عمله




                                                                                                      الخدمات العلمية