الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  8422 - حدثنا محمد بن النضر الأزدي ، ثنا معاوية بن عمرو ، ثنا زائدة ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، وعن خيثمة بن عبد الرحمن ، عن قيس بن مروان ، قالا : أتى رجل عمر ، فقال : يا أمير المؤمنين ، قد تركت بالعراق رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلب ، فغضب عمر رضي الله عنه حتى احمر وجهه ، فقال له عمر : اعلم ما تقوله . مرارا ، فقال : ما أنبئك إلا بالحق ، فقال عمر رضي الله عنه : من هو ؟ قال : ابن أم عبد ، قال : فسكن حتى ذهب عنه الغضب ، ثم قال : ما أصبح على ظهر الأرض أحد أحق بذلك منه ، وسأحدثكم عن ذلك ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمر في بيت أبي بكر رضي الله عنه ذات ليلة لبعض حاجة حتى أعتم ، ثم رجع بيني ، وبين أبي بكر حتى انتهيت إلى المسجد ، إذا رجل من المهاجرين يصلي ، فقام يستمع لقراءته ما أدري أنا وصاحبي من هو ؟ قال : فلما قام ساعة قلت : يا رسول الله ، رجل من المهاجرين يصلي لو رجعت وقد أعتمت . قال فغمزني وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يستمع لقراءته ، قال : فركع وسجد ثم قعد يدعو فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " سل تعطه ، [ ص: 71 ] سل تعطه " ولا أدري أنا وصاحبي من هو حتى سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ كما يقرأ ابن أم عبد " ، قال : " فذلك حين علمت أنا وصاحبي من هو " ، قال : " فغدوت إلى عبد الله لأبشره ، فقال قد سبقك أبو بكر ، وايم الله ما سابقت أبا بكر إلى خير إلا سبقني " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية