الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإسلام والمسلمون في البرتغال

الإسلام والمسلمون في البرتغال


يقدر عدد المسلمين في البرتغال حاليا بنحو ثلاثين ألف نسمة وهم من أعراق مختلفة ، قدموا من عدة بلدان وخاصة من المستعمرات البرتغالية السابقة ، ويمكن تقسيم المسلمين في البرتغال إلى فئات متعددة منها مسلمون من موزامبيق من أفريقيا ، ومسلمون من ماكاو ، وجزيرة غوا في الهند ، وتيمور في إندونيسيا ، أو أحفاد المسلمين الهنود الذين كان يعمل أجدادهم وآباؤهم في المستعمرات البرتغالية في موزامبيق وغيرها ، ومسلمون من غينيا بيساو المستعمرة البرتغالية السابقة ، ومسلمون مهاجرون من الدول العربية ، مثل مصر والمغرب والجزائر وغيرها ، ومسلمون برتغاليون أعتنقوا الإسلام حديثا وعددهم قليل .
وقد تأسست أول جمعية إسلامية رسمية في البرتغال الحديثة في لشبونة عام 1968م باسم الجماعة الإسلامية للشبونة ، حيث أستأجروا شقة وجعلوها مقرا للجماعة ومكانا لآداء الصلاة جماعة ، وبعد تزايد عدد المسلمين القادمين إلى البرتغال من مستعمراتها السابقة ، وبعد مطالبات متعددة وافقت بلدية لشبونة على منح المسلمين أرضا لبناء مسجد ومركز إسلامي في لشبونة ، وكان ذلك عام 1977م ، وتم تأسيس مجلس إشرافي من سفراء الدول الإسلامية لدى البرتغال برئاسة سفير المغرب ، وتم تأسيس أول مسجد ومركز إسلامي في البرتغال بعد زوال حكم المسلمين عنها ، وتم الإنتهاء منه عام 1985م ، وبالإضافة إلى هذا المركز الإسلامي ، وفي البرتغال حاليا مسجدان جامعان و 17 مصلى معظمها في لشبونة ماعدا أربعة منها في مدن كويمبرا في وسط البرتغال ، وفيلادوكونده في الشمال ، وأيفورا في الجنوب ، وبورتو ، التي تعتبر من أقدم المدن البرتغالية .
وفي لشبونة مدرسة دار العلوم الإسلامية ، كما تنتشر في المساجد والمصليات حلقات تحفيظ القرآن الكريم ، إضافة إلى وجود فصول لتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية .
ويدرس في مدرسة دار العلوم الإسلامية التي تأسست عام 1995م نحو 70 طالبا وطالبة ، ويقوم بتدريسهم سبعة معلمين ، وهي تعادل المرحلتين الإعدادية والثانوية .
كما أصدر المسلمون في البرتغال عددا من الدوريات باللغة البرتغالية والعربية ، مثل مجلة "إسلام" الفصلية التي تصدرها الجماعة الإسلامية للشبونة ، ومجلة "القلم" ، كما أصدرت الجماعة الإسلامية في لارانجيروا مجلة "النور" باللغة البرتغالية ، مرة كل شهرين .
الجدير بالذكر أن المسلمين فتحوا البرتغال على يد القائد المسلم موسى بن نصير ، ثم أكمل أبنه عبد العزيز الفتح من بعده ، وتوالت فتوحات المسلمين للبرتغال الحالية ، وبنهاية القرن الهجري الأول كانت البرتغال الحالية تقريبا كلها خاضعة لحكم المسلمين ، وهم الذين أطلقوا عليها اسم (برتغال) .
لكن المسلمين بعد أن أتموا فتح البرتغال هجروا المناطق الجبلية الباردة في الشمال وأنحدروا إلى الجنوب الدافئ ذي الأراضي الخصبة والطبيعة الجميلة ، فكانت مناطق الشمال المهجورة من المسلمين هي أولى المناطق التي لجأ إليها النصارى واتخذوها مركزا يغيرون منها على المسلمين .
واستمرت الحرب سجالا بين المسلمين والنصارى إلى أن سقطت لشبونة بيد "الفونسو هنريك" الذي أعلن نفسه ملكا على البرتغال ، وذلك في عام 541هـ/1147م .
لكن جنوب البرتغال ومركزه "شلب" لم تسقط نهائيا إلا في عام 647هـ/1429م .
وقد ذكر بعض المؤرخين أن كافة سكان مدن وقرى البرتغال من غير المسلمين كانوا يتحدثون اللغة العربية ، حيث ذكر الإدريسي عن "شلب" أن سكان قراها وسكان المدينة يتكلمون باللغة العربية .
وقد نبغ من العرب والمسلمين سكان البرتغال عدد كبير في مختلف العلوم والآداب ، ذكرتهم كتب التراجم والسير ، ومن أشهرهم إبن بسام الشنتويني ، المتوفي عام 1147م ، وأبو الوليد الباجي وإبن عمار الشاعر ، وأبو القاسم أحمد بن قسي ، الذي ولي شلب لعبد المؤمن التوحدي .
والمؤرخ المعروف أبوبكر بن محمد بن إدريس الفارابي العالوسي ، صاحب كتاب "الدرة المكنونة في أخبار لشبونة" .
وكان من أبرز المدن التي إزدهرت في عهد المسلمين مدينة لشبونة ومدينة شلب في الجزء الجنوبي من البرتغال

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة