الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدة الداعي .. الإيمان العميق

عدة الداعي .. الإيمان العميق

عدة الداعي .. الإيمان العميق يقول ربي وخير القول قول ربي : { ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين } (الحج: 11).

لئن كان هذا هو وصف بعض أهل الشك والنفاق، فإن وصف الداعية إلى الله على عكس ذلك تماما .. فإنما هو على يقين بأن الإسلام ـ الذي هداه الله إليه وأمره بالدعوة إليه ـ حق خالص ، وهذه بدهية لا تحتمل نقاشا ولا شكا ولا جدلا ولا مراجعة وإعادة نظر ، وأي تحول عن هذا اليقين أو ميل إلى غيره إنما يعني اتباع الأهواء الباطلة : {قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين * قل إني على بينة من ربي وكذبتم به } ( الأنعام : 56، 57).

وإيمان الداعية ويقينه بأحقية الإسلام قائم على علم قطعي وبينة راسخة ، تجعل هذا الإيمان يسري في دمه ، ويعيش في وجدانه ، فلا ينقطع عن العمل له أبدا .

وهذا الإيمان هو باب الثبات ومفتاح الرسوخ مهما كانت حال العاملين ـ أو حال الدعوة ـ من ضعف في الإمكانات ، أو قلة في الأعداد والإمداد ، أو اضطهاد من أهل الكفر والعناد ، أو انصراف الناس عن دعوته .. وللدعاة أسوة حسنة في سيدنا نوح عليه السلام ، وكذلك في نبينا صلى الله عليه وسلم وأصحابه في حبسهم في الشعب ، وفي الهجرة للحبشة ، والخروج من مكة ، والهزيمة في غزوة أحد ، والحصار في الخندق ، .. ، .. ، فخرجوا من كل هذه المحن سالمين ، بفضل الله تعالى ، ثم بفضل إيمانهم الذي لا يتزعزع بهذا الدين الحق .

والدعاة في زماننا هذا أحوج ما يكونون إلى هذا الإيمان الوثيق، وذاك اليقين الكامل، خصوصا مع صولة الكفر وجولته، وارتفاع صوت الباطل وكلمته، واضطهاد أهل الإيمان المتمسكين بأوامره ، المحاولين إظهار شعائره ، وبعد إعلان أهل الكفر عداءهم ، وإظهارهم مكنونات صدورهم من حقد على الإسلام وأهله ، وخاصة الداعين إليه المجاهدين في سبيله ، وبعد تمالؤ أهل النفاق مع إخوانهم الذين كفروا في تضييق الأرض على المؤمنين ، ومطاردتهم في أي مكان نزلوا أو أي موطن حلوا ، فلم يعد لأهل التقوى إلا الاعتصام بالله والركون إليه ، والرجوع إلى ذخيرة الإيمان، وسلاح اليقين ، حتى يأتي الله بأمره ـ وهو آت ولابد بإذن الله رب العالمين : {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب } (البقرة:214).

ثمرات الإيمان
هذا الإيمان بالله له ثمرات لابد أن تظهر على صاحبه.. منها :
ـ محبة الله ، ورجاء رحمته ، وخوف عقوبته .
ـ الولع بذكره سبحانه في كل لحظاته ، والأنس به في خلواته وجلواته ، والتلذذ بطاعته الموصلة إلى تحصيل مرضاته ، وإيثار ما يحبه الله على جميع مستحباته هو ورغباته .
ـ الحسرة على فوت الحظ منه جل وعز ، فإذا حصله فكل ما سواه غير مأسوف عليه .
ـ الغيرة على ضياع الدين ، الغضب عند انتهاك محارم العزيز الحكيم ، والحزن على عدم تمكن المؤمنين والشرع المتين ، والانبعاث لأثر الغيرة والغضب والحزن للعمل على نصر الله ودينه .
{يأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم }
{وجعلناهم أئمة لماصبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} .
.....................

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة