الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكريم المصلي الصغير

تكريم المصلي الصغير

تكريم المصلي الصغير

اتفق عدد من أئمة وخطباء المساجد القطريين على تبني مسابقة لتكريم شاب نشأ في طاعة الله تحمل اسم «المصلي الصغير»، تهدف المسابقة لتشجيع الأطفال الصغار الذين لم يصلوا لسن التكليف البلوغ على المداومة على أداء الصلوات الخمس في جماعة بالمسجد وخاصة صلاة الفجر، والأئمة والخطباء الذين تبنوا المسابقة هم: محمد بن حسن المريخي خطيب جامع عثمان بن عفان بالخور، وأحمد بن محمد البوعينين خطيب جامع صهيب الرومي بالوكرة، وعبد الله بن عمر البكري خطيب جامع عين خالد، وسعود الهاجري خطيب جامع حصة السويدي بالعزيزية، وسعد الغانم صاحب فكرة المسابقة، ويأمل هؤلاء الدعاة في انضمام أكبر عدد من أئمة المساجد للمسابقة حتى تنتشر في مختلف بيوت الله وتستقطب أكبر عدد من الأطفال، ودعوا الجمعيات الخيرية لتبني وتمويل المسابقة وتكريم الفائزين فيها سنويا.

وذكر سعد الغانم أن المسابقة ستخصص للناشئة من سن سبع سنوات إلى سبعة عشر عاما ممن يحافظون على صلاة الفجر بالمسجد وسيتم تكريمهم وتخصيص جوائز قيمة لهم، وقال: إن نجاح فكرة المسابقة في تشجيع كثير من الأطفال على المحافظة على الصلوات الخمس في أحد مساجد مدينة خليفة الجنوبية العام الماضي دفعه للتشاور مع بعض إخوانه من الدعاة القطريين للتوسع في المسابقة في عدد من مساجد الدولة داخل الدوحة وخارجها، وأعرب عن أمله في أن تتبنى جهة رسمية أو خيرية تنظيم المسابقة سنويا وتخصيص جوائز مغرية للأطفال الفائزين فيها، وأشار إلى أنه تلقى تشجيعا من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تنظيم المسابقة مرة ثانية بعد نجاحها في المرة الأولى، وأشار الغانم إلى أن مساجد قطر لا تخلو من المصلين الصالحين الغيورين على دينهم الحريصين على تعويد أبنائهم وأبناء جيرانهم وأصدقائهم على المحافظة على الصلاة منذ صغرهم حتى ينشأوا ويكبروا على طاعة الله. وأوضح الغانم أن الهدف الأهم للمسابقة هو تشجيع صغارنا على الصلاة بشكل عام وصلاة الفجر بشكل خاص، وتمنى أن يصل عدد المصلين في صلاة الفجر إلى نفس عدد المصلين في صلاة الجمعة بحيث لا يتخلف مسلم، كبير أو صغير، عن صلاة الجماعة بالمسجد في كل الأوقات. وعن تصوره لشكل المسابقة قال الغانم إنه يتشاور مع إخوانه الدعاة القطريين في أفضل شكل لها ويقترح أن تشمل أفضل مسجد ينجح في جذب أكبر عدد من المصلين وأفضل مجموعة من الناشئة تحيي سنة النبي صلى الله عليه وسلم في صوم يومي الاثنين والخميس والإفطار جماعة بالمسجد وأفضل مسجد ينظم حلقات لتحفيظ القران الكريم ويعقد دروسا دعوية للمصلين. وأعرب الغانم عن أمله في أن تنضم معظم مساجد الدولة للمسابقة وأن يخصص لها مقر دائم وأن تتبناها جهة رسمية أو إحدى الجمعيات الخيرية في قطر مثل «قطر الخيرية» أو «عيد الخيرية».

إحياء للسنة:

وقال الشيخ عبد الله بن عمر البكري خطيب جامع حمد بن خالد بمنطقة عين خالد إن الجامع تبنى انطلاق المسابقة عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو داود في سننه من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع».

وقال إن هذا أمر تهاون فيه كثير من الناس ومعلوم أن التربية في هذه السن لها أثر كبير في نفس الصغير فهو يكبر على ما اعتاده في سنواته الأولى من خير أو شر كما قيل:

وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه

وما دان الفتى بحجى ولكن يعوده التدين أقربوه

وإذا لم يعود على الصلاة في الصغر فإنها تشق عليه في الكبر وهذا ملاحظ في الناس والتجارب تؤيده وإذا لم يتدرب على معالي الأمور ومكارم الأخلاق صغيرا صعب عليه إدراكها كبيرا:

إذا المرء أعيته المروءة ناشئا فمطلبها كهلا عليه عسير

وذكر أن تعلم الصلاة والأمر بها والتعويد عليها واصطحاب الأبناء إلى المسجد من حقوق الولد على والده وهذا دأب الصالحين قديما وحديثا والناس عندنا متهاونون في أمرين هامين متعلقين بالأبناء هذا الأمر أعني التعويد على المساجد والأمر الثاني تعويد البنات على الحجاب والاحتشام منذ الصغر فتجد كثيرا من الناس حتى بعض الفضلاء يتهاون في هذه الأمور مع أهميتها وخطورتها ولا يدرك خطأه إلا بعد سنوات وحينها تكون الأمور قد خرجت من يده وشب الأولاد عن الطوق و«في الصيف ضيعت اللبن» كما يقال. ونصيحتي للآباء والأمهات أن يجتهدوا في تعويد الأولاد على الخير ما داموا قادرين على ذلك. وهذه أمانة سوف يسألون عنها، والله سائل كل راع عما استرعاه (وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، فالله الله في الأبناء فإنهم عماد الأمة وأمل المستقبل، والأعداء والمفسدون حريصون على أن يزاحمونا في تربية أولادنا ليصرفوهم عن دينهم وقيمهم وأخلاقهم ويجعلوهم مسوخا خاضعين لا همّ لهم إلا دنياهم وشهواتهم ورغباتهم.

حفظ الأبناء من الرذيلة

وأشار إلى أن هذا المشروع الذي نحن بصدده بادرة طيبة نسأل الله أن تلقى قبولا واستجابة لدى أبنائنا ولدى أولياء أمورهم ليتربوا على موائد القرآن في بيوت الله جل وعلا، فالمسجد هو مركز الانطلاقة الأولى في حياة المسلمين منذ الجيل الأول إلى يومنا هذا، وفي بيوت الله يحفظ الأبناء من شرور الرفقة السيئة وما ينجم عنها من انحرافات وضياع، و نحن سعداء بأن تنطلق هذه المبادرة من هذا الجامع المبارك جامع حمد بن خالد بن أحمد آل ثاني رحمه الله ونحث إخواننا أن يكونوا أول المبادرين لهذا الخير باصطحاب أبنائهم معهم للصلوات فهذا خير لهم في الدنيا والآخرة.

دعم الفكرة

وطالب بإبراز الفكرة لتنمو وتنضج وليتبناها أهل الخير والحريصون على الإصلاح وتكثير الخير في المجتمع.

ودعا لضرورة أن تتبنى مثل هذه المشاريع جهات رسمية أو خيرية حتى تؤتي ثمارها كما تدعم الأنشطة الرياضية أو الترفيهية بكل أنواعها.

وذكر أن جامع حمد بن خالد يتبنى فكرة تخصيص بعض المسابقات لفئة طلاب الابتدائية والإعدادية والثانوية بنينا وبنات..

ـــــــــ

الوطن 9/4/2007م بتصرف.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة