الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتاب (التفسير النبوي)

كتاب (التفسير النبوي)

كتاب (التفسير النبوي)

دراسة مهمة اعتنت ببيان التفسير النبوي، جعلها الباحث بمثابة مقدمة تأصيلية، مع دراسة حديثية لأحاديث التفسير النبوي الصريح.

وأصل الكتاب رسالة علمية تقدم بها الباحث خالد بن عبد العزيز الباتلي لنيل درجة الدكتوراه من قسم السنة وعلومها، كلية أصول الدين، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة (1429هـ) وجاء عنوان الكتاب (التفسير النبوي: مقدمة تأصيلية مع دراسة حديثية لأحاديث التفسير النبوي الصريح).

مضمون الكتاب

تضمن الكتاب مقدمة وقسمين رئيسين وخاتمة وفهارس علمية.

أما مقدمة فقد اشتملت على بيان أهمية الموضوع قيد البحث، وأسباب اختياره، وخطة البحث، والكتابات السابقة في هذا الموضوع، والمنهج المتبع في البحث.

القسم الأول: جاء تحت عنوان: الدراسة التأصيلية، واشتمل هذا القسم على ثلاثة فصول، جاءت وفق التالي:

الفصل الأول: بيان الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن. اشتمل هذا الفصل على ثلاثة مباحث:

الأول: أهمية الرجوع للسنة في تفسير القرآن الكريم.

الثاني: هل فسر الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن كله أو بعضه؟

الثالث: أنواع البيان النبوي للقرآن الكريم وصوره.

الفصل الثاني: خطر القول في القرآن بغير علم.

الفصل الثالث: عناية المحدثين بعلم التفسير.

القسم الثاني: جمع ودراسة الأحاديث المرفوعة في التفسير الصريح مرتبة على سور القرآن الكريم. وهذا القسم هو عمود البحث ومقصوده.

الخاتمة: ضمَّنها الباحث أهم النتائج والتوصيات المتعلقة بموضوع الكتاب.

منهج المؤلف

كان منهج المؤلف يقوم على:

1- جمع الأحاديث المرفوعة التي أفادت تفسير الآية، أو لفظة منها إفادة مباشرة للمعنى، وهو التفسير اللفظي الصريح.

2- كتابة نص الآية الوارد تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم بالرسم العثماني.

3- سَوْقُ الحديث مُسنداً من أحد المصادر التي أخرجَته، مُقدِّماً أعلاها إسناداً؛ لشرف العلو عند المـُحدّثين.

4- تخريج الحديث من المصادر الأصلية، فإن كان في "الصحيحين" أو أحدهما، اكتفى في ذلك بالكتب التسعة. وإن كان في غيرها، توسَّع في التخريج بحسب الحاجة، مُقدِّماً الأشهر، ثم الأقدم وفاة.

5- الحكم على الإسناد بعد النظر في أحوال رجاله. وإن كان الحديث مقبولاً أشار أحياناً إلى شواهده وتخريجها، وإن كان ضعيفاً بحث له عن متابعات وشواهد تُعضّده.

6- الحكم على الحديث بعد استيفاء النظر في إسناده، مع الحرص على نقل أحكام الأئمة عليه.

7- بيان الغريب عقب كل حديث.

8- توقف الباحث في بعض المواضع عن الحكم على الحديث؛ لعدم اتضاح الأمر وجلائه بالنسبة له.

نتائج الدراسة

خَلَص الباحث إلى جملة من النتائج أهمها:

- أهمية الرجوع للسنة النبوية في تفسير القرآن الكريم؛ إذ لا خلاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو المفسر الأول، والمرجع المقدم في بيان القرآن الكريم.

- فسر النبي صلى الله عليه وسلم كل ما تحتاج الأمة إلى بيانه من القرآن الكريم، وما مات صلى الله عليه وسلم حتى أكمل الدين، وبلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة.

- أن التفسير النبوي هو كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير في بيان معاني القرآن الكريم. وهذا البيان له أنواع وصور.

- الحذر والتوقي من القول في معاني القرآن بغير علم، وأما تفسير القرآن بالرأي؛ فمنه محمود، ومنه مذموم.

- عناية المـُحَدِّثين بتفسير القرآن الكريم عناية فائقة...ولأن التفسير المأثور يُنقل بالأسانيد كسائر المرويات، فقد اعتنى المحدثون بهذا المأثور المتعلق بتفسير كلام الله تعالى من جهة الرواية والتدوين. وقد تنوعت عنايتهم وخدمتهم لهذا العلم على وجوه متعددة، فصلها الباحث في ثنايا كتابه.

التوصيات

قدَّم الباحث في خاتمة بحثه جملة من التوصيات، نذكر أهمها:

- تحرير منزلة تفسير الصحابي، ومتى يكون له حكم الحديث المرفوع، ودراسة الأحاديث الموقوفة، التي تأخذ حكم المرفوع دراسة حديثية.

- دراسة النُّسخ المشهورة في التفسير، والتي يدور عليها جمهرة كبيرة من مرويات التفسير، من مثل: أسانيد التفسير إلى ابن عباس وابن مسعود وأُبَيِّ بن كعب رضي الله عنهم.

- مشروع (جامع الرسائل العلمية في السنة النبوية) وتتلخص فكرة المشروع في جمع الرسائل العلمية المتخصصة في السنة وعلومها في برنامج حاسوبي (قرص مدمج) يشمل إمكانيات برمجية راقية في البحث والتصنيف، وتيسيرها للراغبين في الاستفادة منها.

- مشروع (المعجم الشامل للرواة) وتتلخص فكرة هذا المشروع في جمع أسماء جميع الرواة في معجم واحد، مرتبين على حروف المعجم؛ فإن كان الراوي من رجال الكتب الستة، أُكتفي بالعزو إلى موضع ترجمته في كتاب "تهذيب الكمال" للحافظ المزِّي، وإلا فيذكر ما فيه من الجرح والتعديل، ثم يحال إلى المراجع التي ترجمت له.

وقد تضمن الكتاب عدداً من الفهارس الفنية، شملت الآتي:

- فهرس الآيات المفسرة في أحاديث الكتاب.

- فهرس الأحاديث مرتبة على الأطراف.

- فهرس الآثار.

- فهرس الغريب واللغة.

- فهرس المراجع.

- فهرس المحتوى.

هذا، وقد بلغ عدد أحاديث الكتاب (318) حديثاً، كان منها (116) حديثاً مقبولاً، و(190) حديثاً مردوداً على اختلاف درجات القبول والرد، وتوقف الباحث في (12) حديثاً، لم يتمكن من الحكم عليها. وكان من ضمن الأحاديث المقبولة (59) حديثاً في "الصحيحين" أو أحدهما. ومن ضمن الأحاديث المردودة (7) أحاديث، حكم عليها بالوضع.

وقد بلغت مجموع صفحات الكتاب (1002) اثنتين وألف صفحة، وصدر الكتاب في جزأين عن دار كنوز إشبيليا بالرياض بالمملكة العربية السعودية، وصدرت طبعته الأولى سنة (1431هـ)، والكتاب موجود كملف إلكتروني ضمن مكتبة موقع شبكة التفسير والدراسات القرآنية على الشبكة العالمية.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة