الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحريف التوراة ( 2 )

  • الكاتب:
  • التصنيف:أديان

تحريف التوراة ( 2 )

تحريف التوراة ( 2 )

كنا قد ذكرنا في مقال سابق بعض أوجه التحريف في التوراة ، والتي تدل دلالة قطعية على جناية اليهود على كتاب ربهم ، وعبثهم به ، ونحن على قناعة تامة أن المرء إذا نظر إلى ما سقناه وما سنسوقه من أمثلة من واقع التوراة نفسها ، إذا نظر إليها بعين الإنصاف والموضوعية فليس أمامه إلا أن يسلم بوقوع التحريف فيها ، ولا شك عندنا أنه سيشعر بالضجر والاشمئزاز عندما يقرأ تحريفاتهم في الله عز وجل ورسله من الطعن ونسبة النقص إليهم ، في دلالة صريحة على ما يعتلج في نفوسهم المريضة من قلة التعظيم والإجلال لأنبياء ورسله ، والآن فلنسق بعض الأمثلة حتى يتبين لنا صحة ما ذكرنا ، فمن ذلك :

أولا : نسبة النقص والفواحش لأنبياء الله ورسله :
وينبغي أن نذكر الآن ما جاء في التوراة مما ينزه عنه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام :
1- زعموا أن نوحا عليه السلام شرب الخمر وتعرى ، فقد جاء في سفر التكوين ( 9/20) : ( وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كرماً وشرب من الخمر وتعرى داخل خبائه ) . قبح الله اليهود ، أي تعظيم في قلوبهم لأنبياء الله ورسله ؟!!، حيث ينسبون إليهم القبائح التي يتنزه عنها الصالحون فضلا عن الأنبياء والمرسلين .

2- ومن ذلك ما جاء في سفر التكوين - الإصحاح التاسع عشر - ( عن لوط عليه السلام أنه سكن وابنتاه في غار ، فقالت ابنته الكبرى للصغرى : قد شاخ أبونا ، وليس على الأرض رجل يدخل علينا ، فلنسقي أبانا الخمر ، ونضطجع معه في مضجعه ، ففعلتا ، وحملتا منه بولدين موآب وعمون ) فانظر إلى صورة الأنبياء في كتب اليهود ، قبحهم الله.

3- جاء في سفر صموئيل الثاني : ( أن داود عليه السلام اطلع من قصره فرأى امرأة من نساء المؤمنين تغتسل في دارها ، فعشقها ، وبعث إليها فحبسها أياما حتى حبلت - تعالى الله أن يكون ذلك من رسله - ، ثم ردها ، وكان زوجها يسمى أوريا غائبا في العسكر ، ولما علمت المرأة بالحمل أرسلت تعلم داود عليه السلام به ، فبعث داود إلى يوآب بن صوريا قائده على العسكر ، يأمره أن يبعث إليه بأوريا زوج المرأة ، فجاء فصنع له طعاما وخمراً حتى سكر ، وأمره بالانصراف إلى أهله ليواقعها ، فينسب الحمل إليه ، ففهم الأمر أوريا وتخابث فلم يمش إلى أهله ، وقال : حاشى لله أن يكون الملك هنا دون أهله ، وأمشى أنا إلى أهلي ، فلما يئس داود منه رده إلى العسكر ، وكتب إلى القائد أن يبعث به في القتال مستقتلا له ، فبعث به وقتل أوريا ، فسر بموته داود عليه السلام ) فانظر إلى هذه الجريمة النكراء التي تنسبها يهود إلى داود عليه السلام ، اطلاع على العورات ، وهتك للأعراض ، وسكر ، وقتل ، ماذا أبقوا من خصال الفساق والمجرمين لم ينسبوه لنبي الله داود عليه السلام ، فالله المستعان .

4- ومن أفضح ما كتبوا في توراتهم عن سليمان بن داود عليهما السلام أنه ختم عمره بعبادة الأصنام والسحر وتركت نساؤه دينه - كذبوا قاتلهم الله أنى يؤفكون - ، وقد نزه الله نبيه سليمان عن مقالة اليهود واتهامهم له ، فقال سبحانه : { وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ } ( البقرة: من الآية102) .

ثانياً: إثبات الزيادة في التوراة :
يزعم اليهود أن ما في التوراة هو كلام الله الخالص ليس فيه زيادة ولا نقصان ، ولكن بمجرد أن يتصفح المرء التوراة فإنه يتبين له كذب ادعاء اليهود وتزييفهم ، فكثيرا ما يجيء فيها : وكلم الرب موسى ، وقال له : اقبض حساب بني جرشون ، وكلم الرب موسى ، وقال له : كلم بني إسرائيل ومثل هذا كثير ، وهذا يدلك أنه ليس مما قاله الرب جل ذكره لموسى ، ولا مما قاله موسى لهم ، وإنما هو شيء حكي عنه بعد موته ، وأضيف الى كلام الله ، وإذا جاز مثل هذا جاز أن يكون جزء من التوراة مغيراً ومبدلا وليس من كلام الله ، ولا من كلام موسى .

هذه هي التوراة ، تكاد تفصح لقارئيها عن تحريفها ، فأي فرق وأي تباين بين التعظيم والإجلال الذي يملأ كتاب الله جل وعلا - القرآن - ، وبين ما في التوراة من الهزء والمسبة لله ورسله .

إن التوراة في كثير من نصوصها تعكس - في دلالة قاطعة - شخصية اليهود المتمردة ، المستهترة بكل القيم والمبادئ ، الشخصية التي لم تعظم أحدا حتى الله ورسله ، ولكنها عظمت نفسها ، وأعلت من شأنها فهم شعب الله المختار ، ولكن الله يتعب ويجهل ويظلم ، هم شعب الله المختار ، ولكن الأنبياء يسكرون ويزنون ويقتلون وكأنهم من فساق البشر وفجارهم، هؤلاء هم اليهود الذين اعتنى الله بذكر صفاتهم حتى تعتبر بهم أمة الإسلام فلا تسلك طريقهم ، وحتى تعرف السبل الصحيحة للتعامل معهم .

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة