ما مدى فاعلية دواء الدوجماتيل والبروزاك لمعالجة الاكتئاب مع طول الاستخدام؟

2011-03-08 10:36:06 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دكتور محمد عبد العليم لدي عدة أسئلة:

1- هل الدوجماتيل يقل مفعوله مع طول مدة الاستخدام أم عند الانقطاع عنه فترة والعودة إليه مرة أخرى أم عند الحجامة؟ وإذا كان يقل مفعوله فما هي البدائل المشابهة له (ذهان - قلق)؟

2- وكذلك البروزاك هل عندما ينقطع عنه الإنسان ثم يعود إليه لا يكون مفعوله مثل المرة الأولى؟ إذا كانت الإجابة نعم فكيف نستطيع أن نجعل مفعول الدواء مثل المرة الأولى، وكذلك هذا السؤال بالنسبة للفيفارين؟

3 - ما هي الأشياء التي تتعارض مع الأدوية التالية (دوجماتيل - بروزاك - فيفارين) سواء من أدوية أم أطعمة أم أعشاب، إلخ؟

4 - بالنسبة لدواء السيركويل كم مدة بقائه في الدم؟

5- ما هو العلاج السلوكي والمعرفي بالنسبة لقضية الرهاب والخجل، وهل هناك طبيب متمكن تنصحني بالذهاب إليه في جدة؟

6- هل يمكن الاستمرار على الأدوية مدى الحياة (بروزاك - دوجماتيل - فيفارين)؟ وماذا عن الزواج مستقبلاً؟ وكيف أصارح شريكة حياتي؟ وهل يجب أن أخبر من أتقدم لهم بذلك؟

7- ماذا عن الوراثة بالنسبة للأبناء مستقبلاً؟ هل هناك احتمالية انتقال المرض إليهم (ذهان أو اكتئاب، إلخ)، وهل البعد عن زواج الأقارب يقلل من هذه النسبة؟

8- كيف نربي أبناءنا ونبعد بهم عن الضغوط والتوتر والقلق الذي تنشأ منه هذه الأمراض؟

9 - كيف للإنسان أن يعيش حياته مستمتعاً بها دون ضغوط أو قلق أو توتر يؤدي واجباته وعباداته ومسؤولياته على أكمل وجه؟

اعذروني على كثرة الأسئلة، فهذه تساؤلات دارت في ذهني خلال سنوات علاجي جمعتها في هذا الموضوع، وشكراً لكم على سعة صدركم.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سوف أحاول بقدر المستطاع أن أجيب على أسئلتك، وإن كانت الإجابات سوف تكون مقتضبة ومناسبة -بإذن الله-.

بالنسبة للدوجماتيل والبروزاك لا يقل مفعول هذه الأدوية بطول استعمالها، وكذلك بعد التوقف منها، حيث إن هذه الأدوية ليست من الأدوية التي تحمل صفة ما يعرف بالتحمل، والذي يحدث هو فقط عامل نفسي، فبعض الناس يأتيهم هذا الشعور أن الدواء قد فقد مفعوله، والحجامة ليس لها أثر سلبي على فعالية الدواء.

الأدوية المشابهة للدوجماتيل كثيرة، وأفضلها من وجهة نظري هو عقار سوليان، والذي يعرف باسم (إيمسلبرايد)، بالنسبة للفافرين لا يقل أبداً مفعوله عند استعماله في المرة الثانية.

الأشياء التي تتعارض مع الدوجماتيل، بروزاك، فافرين، هي أشياء قليلة، ومنها بالنسبة لعقار فافرين وبروزاك دواء (والفارين)، والذي يستعمل في تخثر الدم، أما الدوجماتيل فلا توجد أي تعارض مع أي أدوية أخرى.

بالنسبة للأطعمة فليس هنالك أطعمة أو أعشاب تتعارض مع هذه الأدوية، بالنسبة لعقار سوركويل يبقى في الدم حوالي اثنتي عشرة ساعة مع بعض الاختلافات ما بين الناس؛ لأن الأدوية يتم استقلابها وتمثيلها الأيضي من خلال المنظومة الجينية لكل إنسان.

العلاج السلوكي والمعرفي بالنسبة لقضية الرهبة والخجل، هو أولاً الفهم الكامل لطبيعة الرهاب والخجل، لا بد للإنسان أن يتفهمها، هذا هو أهم علاج سلوكي، ثم يحقر الفكرة ويتجاهلها، وأن يقوم بضدها، بمعنى أن الخوف يجب أن يقتحم، وكذلك الخجل، وأن يطور الإنسان مهاراته الاجتماعية على أساس معرفي، وذلك بأن يستشعر بأنه ليس أقل من الآخرين.

والاسترخاء أيضاً يعتبر من العلاج السلوكي، وممارسة الرياضة ذات قيمة سلوكية كبيرة، والتأهيل عن طريق العمل والأنشطة الاجتماعية أيضاً هي علاجات نعتبرها الآن سلوكية.

بالنسبة للأطباء: يوجد أطباء كثر في المملكة العربية السعودية، وهم كثر في جدة، لكن ربما لا يحضرني اسم طبيب معين، وإذا كنت تريد علاجاً سلوكياً معرفيا حقيقيا يفضل أن تتواصل مع أخصائي نفسي وليس طبيباً نفسياً.

الاستمرار على الأدوية مثل البروزاك والفافرين والدوجماتيل مدى الحياة، ليس هناك ما يمنع ذلك أبداً، فقط يجب أن نراعي إذا كان الإنسان سوف يحتاج إلى دواء آخر، فمثلاً الفافرين ربما يتعارض مع الأدوية التي تستعمل في علاج الضغط أو الأدوية التي تستعمل في علاج أمراض القلب وكذلك الأدوية التي تتعلق بالنسبة لسيولة الدم.

ولا أعتقد أن الحالات النفسية كالقلق والتوتر والمخاوف والاكتئاب تمنع الزواج، ومن المهم جدّاً أن يخطر الشخص الطرف الثاني بطبيعة المشكلة التي يعاني منها، ويكون هذا الإخطار بلغة بسيطة وأمينة وصادقة دون نوع من التخويف، وأن يعطى الشريك الحق في أن يقابل الطبيب الذي تقابله، هذه هي الطريقة الأفضل، وهذه هي الوسيلة الأحسن، والطيبب الأمين يستطيع أن يعطي للطرف الآخر كل المعلومات، وأنا شخصياً منهجي هو هذا المنهج وجدته نافعاً وجيداً وقد نجحت -الحمد لله- جميع الزيجات التي يتعالج أصحابها.

والأمراض النفسية تلعب الوراثة فيها دوراً، ولكن هذا يختلف من مرض إلى آخر، والوراثة ليست هي الوراثة المباشرة، إنما الاستعداد لبعض الأمراض، والجينات الوراثية للأمراض النفسية هي جينات معطلة وخاملة، ولا تنشط إلا إذا تهيأت الظروف الأخرى، وهي الظروف الحياتية وظروف التربية، وهذا مهم جدّاً.

إذن بصفة عامة نستطيع أن نقول إن نسبة الخطورة لانتقال هذه الأمراض هي قليلة جدّاً، والبُعد عن الزواج من الأقارب ليس له علاقة، لكن إذا كان هؤلاء الأقارب يعانون من أمراض نفسية أو سمات نفسية تتصف بها شخصياتهم لا شك أن البُعد سوف يكون أفضل.

كيف نربي أبناءنا ونبعد بهم عن الضغوط والتوتر والقلق الذي تنشأ منه هذه الأمراض؟ أعتقد أن الطفل يُربى عن طريق أن لا نشكل حماية مطلقة حوله، هذا مهم جدّاً.

ثانياً: أن نكون نحن قدوة لأطفالنا.

ثالثاً: أن نعطي الأطفال الفرصة للعب من الأطفال الآخرين، وأن نلجأ أيضاً إلى الألعاب ذات الصفة والصيغة التعليمية.

الطفل يجب أن يتعلم لغته ودينه في فترة مبكرة، فهذه أحد المهارات التي تجعل الطفل متوازناً من الناحية التربوية.

لابد أن نغذي أطفالنا غذاءً متوازناً، ولابد أن نعلم أطفالنا ممارسة الرياضة، ولابد أن نعلمهم كيفية إدارة وقتهم، هذه كلها أسس علاجية ممتازة، ومن المهم جدّاً أن لا نظهر خلافاتنا .

بالنسبة للأشياء التي تتعارض مع الأدوية، لا توجد أشياء معينة تتعارض مع الدوجماتيل والبروزاك والفافرين، فقط يجب أن يكون هنالك محاذير شديدة إذا استعملت هذه الأدوية مع الأدوية التي تساعد على سيولة الدم مثل الوارفرين، بالنسبة لعقار السوركويل يبقى في الدم من عشرة إلى ثمانية عشر ساعة.

العلاج السلوكي والمعرفي بالنسبة للرهاب والخجل يقوم على التفهم الكامل لماهية الرهاب والخجل.

الجزء الثاني في العلاج: هو المواجهة، أو التعريض أو التعرض مع منع الاستجابة السلبية، والجزء السلوكي الآخر هو التدرب على التمارين الاسترخاء وتطوير المهارات الاجتماعية، والحرص على التواصل الاجتماعي مثل ممارسة الرياضة الجماعية والانخراط في الأعمال الخيرية والثقافية، وحضور حلقات التلاوة وحضور صلاة الجماعة بالنسبة للرجال.

بالنسبة للأطباء المختصين ففي جدة هم كثر حقيقة، ولا أستحضر اسماً معيناً، وأنصحك أن تتواصل مع أخصائي نفسي وليس طبيباً نفسياً.

هل يمكن الاستمرار على الأدوية (بروزاك، دوجماتيل، فافرين) مدى الحياة؟ نعم ليس هنلك ما يمنع أبداً، وليس هنالك ما يتعارض مع استعمال هذه الأدوية والزواج، وبالنسبة لشريكة الحياة يمكن مصارحتها بأنك محتاج لاستعمال هذه الأدوية لحالة نفسية بسيطة، وهذا قام على نصيحة الأطباء، ويمكن أن تتيح لها الفرصة بأن تقابل الطبيب الذي يعالجك إذا أرادت ذلك.

بالنسبة للوراثة وأثرها في انتقال المرض، لا ننكر دور الوراثة، لكن الذي يورث ليس هو المرض نفسه، إنما القابلية للمرض، والعوامل الثلاثة التي قد تؤدي إلى ظهور المرض هو العامل الوراثي زائد العوامل التربوية والظروف الحياتية.

إذا تهيأت الظروف الحياتية السلبية وكانت هنالك مشاكل تربوية ربما تحدث الطرفة الجينية بالنسبة للأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي وهذا قد يؤثر على الأولاد.

هذا يعني أن الحرص في التربية المتوازنة البعيدة عن الضغوط والتوتر والتنشئة السليمة التي تقوم على إشعار الطفل بالأمان ومحاورته وأن لا نهمشه وأن نعطيه اعتباره وأن نلجأ إلى أسلوب الترغيب وأن نكون قريبين منه وجدانياً، هذا -إن شاء الله- يقلل كثيراً من فرص هذه الأمراض.

كيف للإنسان أن يعيش حياته مستمتعاً بها دون ضغوط أو قلق أو توتر يؤدي واجباته وعباداته ومسؤولياته على أكمل وجه؟
الإنسان يجب أن يُشعر نفسه أنه في معية الله، وأن يكون الخوف من الله تعالى هو ديدنه، وأن يفرق بين الحق والباطل، والحلال والحرام، والخير والشر، وأن يكون مفيداً لنفسه ولغيره، وأن يكون منجزاً، وأن يدير وقته بصورة سليمة، وأن يتحمل شيئاً من الأذى من قبل الآخرين، وأن يعطي أكثر مما يأخذ، وأن يكون متوائماً وراضياً عن نفسه وعن ذاته، وأن يسعى لتطوير ذاته، وأن يعيش حياته بقوة والمستقبل بأمل ورجاء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

www.islamweb.net