التشتت الذهني وضعف التركيز الناجم عن الرهاب الاجتماعي

2011-04-11 08:07:18 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني كثيراً من مشكلة التشتت الذهني، فمثلاً عندما أتكلم مع صديقي بقصة وأنا أتكلم فجأة لا أدري عن ماذا أتكلم! فأسكت فيعتقد بأني أكذب، فيكون هناك كثير من الإحراج، وقد حدثت معي كثيراً.

كذلك عند الاستماع لشخص فإني أحاول بشتى الطرق أن أركز ماذا يقول، ولكنني أنسى ماذا قال قبل لحظات، وخاصة عند شرح المعلم، وكذلك عندما أتكلم مع شخص لا أستطيع توصيل المعلومة بشكل ممتاز.

أرجو منكم المساعدة؛ لأن هذه الحالة أتعبت نفسي كثيراً، مع العلم أني كثير التفكير، وكثير الحياء من الآخرين حتى من أقاربي.

أفيدوني، وجزاكم الله خيراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ النجمي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن التشتت الذهني وضعف التركيز من النوع الذي وصفته غالباً يكون مرتبطاً بوجود قلق نفسي، وفي حالتك يظهر أن لديك درجة بسيطة أيضاً من المخاوف الاجتماعية، وهذا هو الذي يجعلك تقلق وتكون مشتت الذهن ويضعف لديك التركيز.
من الواضح أيضاً أنك حينما تبدأ أي نوع من الحوار مع شخص آخر يكون همك كيف سوف تُجيبه أو كيف ستشارك معه في هذا الحوار بصورة إيجابية، هذا في حد ذاته يشغلك ويزيد من قلقك ويشتت كثيراً من الانتباه لديك.

أنصحك بصفة عامة أن تعتمد على التركيز البصري، التركيز البصري زائد التركيز السمعي يجعل الإنسان يتابع مجرى الحوار حين يتحدث مع الآخرين، وأقصد بالتركيز البصري: ضع نظرك على منطقة معينة، مثلاً انظر لهذا الشخص في وجهه، وبالطبع لا أقول لك يجب أن تكون ثابت البصر على هذه المنطقة فقط، يمكنك أن تحرك عينيك بالطبع حتى لا يلاحظ الشخص الآخر ذلك، ولكن اربط التركيز البصري بما يقوله، وكذلك اعتمد على التركيز السمعي، قل أنا لن أفكر في أي شيء غير أن أستمع لهذا الإنسان في هذه اللحظة.

في بعض الأحيان أيضاً تركيزنا الكثير على مشاغل الدنيا ومشاكلها ونسياننا لما هو طيب وإيجابي قد يشتت من تفكيرنا ومن تركيزنا.

البعض ربما ينشغل عن قراءة القرآن أيضاً مما يجعل الإنسان مشتت الذهن، وهذا قد أثبت بالتجربة، فيا أخي الكريم اجعل لنفسك نصيباً في تلاوة القرآن بصورة صحيحة.

نصيحتي لك أيضاً أن تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة، رياضة المشي، الجري، فهي تفيد كثيراً في تحسين التركيز وإزالة القلق.

من النصائح التي أود أيضاً أن أسديها لك هي أن تطبق تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، وهذه جيدة جدّاً وبسيطة جدّاً، يمكنك أن تتحصل على كتاب أو شريط أو (CD) أو بتصفح أحد المواقع على الإنترنت، يمكنك أن تتحصل على أحد البرامج التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

نصيحتي لك أيضاً هي أن تحاول أن تأخذ قسطاً كافياً من الراحة، فالنوم يؤدي إلى ترميم التفكير وتحسينه بدرجة كبيرة.
بقي أن أقول لك أنه سيكون من الجيد لك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر والمخاوف، والتي تؤدي إلى تحسين التركيز لديك، الدواء يعرف تجارياً باسم (زولفت) واسمه الآخر التجاري (لسترال) واسمه العلمي هو (سيرترالين).

أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة، الحبة تحتوي على خمسين مليجراماً، إذن تناول خمسة وعشرين مليجراماً ليلاً بعد الأكل، لمدة ثمان ليال، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة واستمر عليها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن تناولها، هذا دواء بسيط وجيد وسليم جدّاً.

أرجو أن تطبق التمارين السابقة مع تناول الدواء، وإن كنت تجد صعوبة في مواجهة الآخرين فعليك أن تكثر من هذه المواجهات، وأن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأن لا تتجنب أبداً المواجهات، وأنا أؤكد لك أن لا أحد يقوم بمراقبتك، ولن تفشل أبداً إن شاء الله في المواقف العامة.

من الضروري جدّاً أن يكون للإنسان ذخيرة من المعلومات الحوارية الجيدة، هذا يسهل عليه كثيراً في أن يشارك الآخرين في حواراتهم، وعليك إذن أن تزود نفسك بالمعارف والمعلومات، وحين تكون مثلاً ذاهباً لزيارة صديق حضر موضوعاً أو موضوعين من أجل أن تطرحها للنقاش، بعد أن يزول القلق سوف تجد أن مخاطبتك للآخرين وتركيزك قد تحسناً بصورة تلقائية، وسوف تستطيع أن توصل المعلومات للآخرين بصورة مرضية جدّاً.

فقط أنصحك أيضاً بأن لا تراقب أداءك، لا تراقب نفسك بشدة وقسوة، هل أنا أحسنت التعبير أم لم أحسن التعبير؟ هل الطرف الآخر فهمني أم لا؟ لا تركز على هذه الجوانب، هذه تزيد من قلقك وتقلل من فعاليتك، وتعطل أداءك بصورة ملحوظة جدّاً.
أنا متأكد أن لديك مقدرات ومهارات اجتماعية جيدة جدّاً، فقط كن أكثر ثقة في نفسك، وأنصحك دائماً أن تكون في صلاة الجماعة في الصف الأول، هذا يُكسب الإنسان ثقة كبيرة جدّاً في المواجهة.

ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي: علاج عدم التركيز سلوكياً 226145 _264551.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

www.islamweb.net