هل بعد ترك العادة السرية ترجع قوة حفظ وفهم المعلومات؟

2020-04-07 22:13:22 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم

لو سمحت يا دكتور: كان عندي سؤال أتمنى من كل قلبي أن تجاوبني على كل نقطة فيه حتى يرتاح قلبي، عندما عرفت أضرار العادة السرية قررت تركها، وأنا -والحمد لله- فقد أعطاني الله عقل إنسان شاطر -ما شاء الله- فبعد أن قرأت عن أضرارها خفت جدا، حيث أني أمارسها منذ خمس سنين، والآن توقفت عنها.

أولاً: هل العادة السرية تؤثر على العقل وتنقص من معدل الذكاء؟ وإذا كانت هكذا هل تركها يرجع مستوى معدل الذكاء كما كان؟

ثانيا: هل بعد ترك العادة السرية ترجع قوة حفظ وفهم المعلومات؟ حيث أنني يا دكتور -وهذه نقطة مهمة- في ثالث ثانوي، وأريد أن أصبح طيارا في المستقبل بإذن الله، وهذه المهنة تحتاج لإنسان ذكي ويحفظ ويفهم الأشياء بسرعة.

ثالثا: هل بتركها يزول التشتت الذهني وأبدأ أقرأ وأنا صافي الذهن وأحصل على معدلات عالية في الدراسة؟

لا أريد أن أفقد شيئا منحنيه الله، ولأنه يعز علي أن أفقد سرعة الحفظ ويصيبني التشتت الذهني، ولا أريد أن تمنعني هذه العادة من تحقيق حلمي.

ملاحظة: أحيانا تأتيني أفكار تقول لي إن عقلك نقص من قوته، وإني سأصبح فاشلا ولن أحقق أحلامي، وهذا يقلقني جدا، فهل هذا الشيء صحيح أم مجرد أوهام؟ لأني مثل ما ذكرت أتمنى أن أكون طيارا المستقبل.

لك أجمل التحيات المعطرة بالورد.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وأود أن أهنئك على توقفك عن العادة السرية القبيحة، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على ذلك، وبخصوص أسئلتك، فسوف أجيب عليها -بإذن الله تعالى- وبدقة مطلوبة.

أولاً: هل العادة السرية تؤثر على عقلك وتنقص من معدل ذكائك؟
الإجابة لا، لكن حين يمارس الإنسان العادة السرية قد يصاب بقلق داخلي وشعور بالذنب، وتبدأ شخصيته في الانطوائية، وهذا يؤدي إلى تشتت في التركيز، وتشتت التركيز يُضعف من استيعاب المعلومات واستقبالها وتسجلها وتشفيرها في مناطق معينة في الدماغ ليستفيد الإنسان منها.

إذن عملية ضعف الحفظ هي ناتجة من القلق المرتبط بممارسة العادة السرية، وهذا يعني أن الإنسان حين يتوقف عن ممارسة هذه العادة -إن شاء الله- يحدث ترميم كامل لمراكز الاستيعاب في الدماغ، وتبدأ بالتدريج في التحسن إلى أن يصل الإنسان إلى مبتغاه وهو إجادة الحفظ وتحليل المعلومات واستنباطها، لأن الحفظ وحده لا يكفي، والحفظ ليس أعلى درجات المقدرات الإنسانية.

سؤالك الثاني: هل بعد ترك العادة السرية ترجع قوة حفظ وفهم المعلومات؟
الإجابة نعم وبصورة قاطعة جدّا، و-إن شاء الله- سوف تحقق كل مراميك وتصبح طيّارًا ماهراً، فقط أود أن أنصحك بأشياء معينة وهي أن تكثر من ممارسة الرياضة، فالرياضة يجب أن تكون جزءاً من حياتك؛ لأن الرياضة تفتق ذهن الإنسان بصورة إيجابية وتحسن الاستيعاب وتزيل الشوائب والطاقات النفسية السلبية، وحين تتحسن الدورة الدموية من خلال ممارسة الرياضة تتحسن تغذية الدماغ، وهذا أمر مهم جدًّا.

أنصحك أيضًا بأن تكون الأطعمة التي تتناولها متوازنة وتحتوي على كل المتطلبات الغذائية المعروفة، نصيحة أخرى هي أن توزع وقتك بصورة جيدة، من حقك أن ترتاح ومن حقك أن تمارس الرياضة، ومن حقك أن ترفه على نفسك بما هو مشروع ومعقول، وفي نفس الوقت تدرس وتخصص وقتًا للدراسة، هذا هو المطلوب فيما يخص إدارة الوقت، علماً أنه توجد أوقات خصها الله تعالى بالهدوء والسكينة، وهذه تجعل الإنسان يستوعب بصورة أفضل، فمثلاً الوقت بعد صلاة الفجر، هذا وقت يكون استيعاب الإنسان فيه جيداً، ومن يذاكر ساعة في هذا الوقت من وجهة نظري أفضل من ثلاث ساعات فيما عدا ذلك من الأوقات، فكن حريصًا على هذا أيها الفاضل الكريم.

لديَّ شعور هو أنك تعاني من بعض الوساوس البسيطة، وهذه الوساوس نتجت من القلق، والوساوس دائمًا قد تؤدي إلى تشتت الذهن، فأنت لديك مخاوف حول مقدراتك وأنت تريد أن تحقق حلمك، وفي بعض الأحيان تقول لك الأفكار أن عقلك قد نقص من قوته وأنك ستصبح فاشلاً وشيئا من هذا القبيل.

هذه وساوس -أيها الفاضل الكريم- يجب أن تدفعها وأن تتجاهلها تمامًا، وحتى نقضي عليها تمامًا أود أن أصف لك دواء ممتازًا فعالاً سليمًا وغير إدماني، وهو موجود -إن شاء الله- في العراق، يعرف تجاريًا باسم (بروزاك) واسمه العلمي هو (فلوكستين) وله مسميات تجارية كثيرة، أشهرها كما ذكرت (بروزاك) لكن في العراق قد تجده تحت مسمى آخر، تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم توقف عن تناوله، يفضل تناول الدواء بعد تناول الأكل، وهو دواء سليم جدًّا.

-إن شاء الله تعالى- سوف تنجح ما دمت قد توقفت عن هذه العادة القبيحة، وباتباعك للإرشادات التي ذكرناها لك وتناول الدواء الموصوف سوف تجد أن استيعابك ودافعيتك الإيجابية قد تحسنت جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

www.islamweb.net