أعاني من قرحة بعنق الرحم قد تحتاج إلى استئصال وأنا خائفة، فماذا أفعل؟

2011-07-12 12:46:19 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

دكتورة رغدة ما شاء الله عليك نشيطة بالرد دائماً وبالرد الكافي أيضاً، الله يوفقك دائماً.

دكتورة زرت دكتورتين بسبب نزول ماء صافي مني، ولم أشك من شيء آخر، فقط ماء، شخصوا حالتي بأني أعاني من قرحه بالرحم، تعالجت بالتحاميل لمدة شهرين ولم أطب، نصحتني الدكتورتان بالكي، قالت لي الدكتورة حجم القرحة تقريباً 2 سم، واحتمال القرحة تكون عميقة، فأحتاج إلى استئصالها، أخذت التحاليل ومسحة، وأنا بانتظار النتائج، وموعدي بعد الدورة بعد عدة أيام.

إلى ذاك اليوم أحب أن آخذ رأيك ماذا أفعل؟ فأنا خائفة كثيراً، هل وجود مرض خبيث ممكن في حالتي؟

شكراً جزيلا دكتورة وأنتظر ردك.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أشكر لك كلماتك اللطيفة، والتي تعكس طيبتك وذوقك، وأسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.

وبالنسبة لسؤالك عن قرحة عنق الرحم وطريقة علاجها، فإنني أود أن أوضح أولا بأن قرحة عنق الرحم لها شكلان:

- القرحة غير الحقيقية: وهي الحالة الغالبة التي نشاهدها في العيادة (وجرت العادة على تسميتها خطأ بالقرحة) وهي تكون على شكل احمرار فقط في منطقة ما من عنق الرحم, وهذه الاحمرار هو ليس بقرحة، بل هو حالة سليمة جدا وفيزيولوجية، وتحدث بسبب تأثير الهرمونات على عنق الرحم؛ لذلك تكثر مشاهدة هذا الاحمرار في الحمل مثلا, وعند استخدام حبوب منع الحمل.

هذا الاحمرار غالبا لا يؤدي إلى أية أعراض ويزول من تلقاء نفسه بدون علاج, لكن في بعض الحالات قد يؤدي إلى زيادة في كمية الإفراز الشفاف من عنق الرحم؛ مما يزعج السيدة، وهنا فقط يتطلب العلاج.

- الحالة الثانية هي القرحة الحقيقية: وهي حالة قليلة الحدوث, وتكون عبارة عن تآكل أو تقرح حقيقي في عنق الرحم يبدو على شكل منطقة مسلوخة, وهذه هي الحالة الهامة، والتي تنتج عن التهاب أو في حالات نادرة جدا عن ورم لا قدر الله.

ومن المستبعد جدا أن يكون لديك ورم خبيث, فالورم الخبيث لا يتظاهر بشكل إفرازات شفافة، بل بشكل دم أو إفرازات بنية, وكذلك؛ لأن نسبة حدوث هذا النوع من الأورام في بلادنا المسلمة نادر جدا, فهو يكثر عند السيدات اللواتي يمارسن الجنس بشكل مبكر، ويكون لديهن أكثر من شريك والعياذ بالله .

غالباً يكون من السهل التمييز بين الحالتين بالفحص في العيادة، الغالب أن الحالة عندك هي من النوع الأول؛ لأنه هو الشائع, ولكن في كل الأحوال يجب انتظار نتيجة المسحة، والتي من المتوقع بإذن الله أن تكون سليمة, وهنا العلاج يكون حسب رغبتك, فإن كنت تنزعجين كثيرا من هذه الإفرازات فيمكن العلاج بكي هذا الاحمرار لتخفيف الإفراز, وإن كنت قادرة على تحمل ذلك فيمكن الانتظار وإعطاء فرصة لهذا الاحمرار ليزول من تلقاء نفسه فإن بقي الإفراز بشكل مزعج يمكن حينها عمل الكي.

نحن دوما نضع خيار الكي كخيار أخير في حال كون القرحة ليست حقيقية أي احمرار فقط, خاصة عند من كانت ما تزال ترغب في الحمل حتى نحافظ على ليونة العنق ورطوبته.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية.

www.islamweb.net