ما علاج العصبية والتوتر الدائم؟

2012-03-13 07:41:31 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من التوتر الشديد، لا أدري ما سببه؟ دائماً متوترة! تعبت جداً، لأني لا أعلم سبب هذا التوتر، وخاصة على أطفالي، لا أستطيع أن أتمالك نفسي عن الصراخ عليهم وضربهم حتى علي أتفه وأبسط الأشياء، حرمتهم من أبسط حقوقهم.

أنا أكتب لكم وقلبي يتقطع على أطفالي، أعاني من الضغط، وآخذ اولدميت 1000جرام، وأيضا آخذ دواء للغده 25 جرام .

أرجو مساعدتي، لأنه حتى زوجي بدأ يتذمر من صراخي علي أطفالي أربع وعشرين ساعة، وأخاف أن تصيبهم حالة نفسية بسبب تعاملي القاسي معهم وضربهم.

أنا أعرف أن الضرب خطأ لكن هم يغضبوني، لأن ابني - الله يصلحه - متعب جداً وشديد العناد، وكثير الحركة.

أنتظر ردكم وأتمنى أن أجد علاجي فيه.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إنك مدركة لحالة التوتر والعصابية الشديدة التي تعانين منها، والتي انعكست سلبًا، ولا شك أنها أضرت بأطفالك وحياتك الأسرية، وجعلتك تحسين بالذنب وعدم الارتياح على سلوكك حيال أبنائك،خاصة التعامل معهم من خلال الضرب، والذي لا شك أنه أمر بغيض ومرفوض جدًّا.

أنا أعتقد أنك تعانين من حالة نفسية، وهذا لا يعني أنه يوجد مرض حقيقي، لكن يظهر أن شخصيتك في الأصل انفعالية وقلقة، وأرى من وجهة نظري أنك أيضًا تعانين من درجة بسيطة إلى متوسطة مما يسمى بالاكتئاب الانفعالي.

هنالك حقيقة مهمة جدًّا، وهي أن دواء (اولدميت) والذي يستعمل لعلاج ضغط الدم خاصة لدى الحوامل، هو دواء فعال جدًّا لعلاج ضغط الدم، لكن يُعاب عليه أنه أحد مسببات عسر المزاج والاكتئاب والكدر.

أنا أعتقد أن هذا الأمر ربما يكون هو جوهر المشكلة التي تعانين منها، لذا أنصحك بأن تذهبي إلى الطبيب الذي وصف لك الأولدميت، وتعرضي عليه وجهة نظرنا هذه، وهي أن الأولدميت دواء جيد لعلاج ضغط الدم، لكن يعرف عنه وحسب ما هو مُثبت لدينا في علوم الطب النفسي أنه قد يقود إلى القلق والاكتئاب والانفعالات السلبية.

الطبيب سوف يتفهم هذا الأمر، ويقوم بتغيير الدواء، وربما يتواصل مع طبيب نفسي من أجل أن تُقدم لك الرعاية والعناية المشتركة ما بين الطبيبين.

هذا هو الوضع المثالي، وهذا هو الوضع الأصح من وجهة نظري.

بجانب أمر العلاج الدوائي، أنا أعتقد أن تناولك أيضًا لدواء بسيط محسن للمزاج ومزيل الانفعالات السلبية سيكون أمرًا إيجابيًا.

الدواء الذي أرشحه هو عقار سبرالكس، والذي يعرف علميًا باسم (إستالوبرام)، والجرعة المطلوبة هي نصف حبة (خمسة مليجرام) يتم تناولها يوميًا لمدة أسبوعين، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول السبرالكس، والذي لا شك أنه علاج متميز جدًّا.

بالطبع إذا قابلت الطبيب النفسي، وقام بتوجيهك نحو أي دواء آخر، أرجو أن تتبعي نصيحته وتعليماته، حيث إنه في موقف أفضل مني في تقييم حالتك بصورة صحيحة.

هنالك نصائح سلوكية مهمة جدًّا، وهي أن ترتبي وقتك، أن تديريه بصورة صحيحة، أن تتخلصي من الفكر السلبي، وتحاولي بناء الفكر الإيجابي، أنت لديك نعم عظيمة، وهبك الله تعالى الذرية، ويجب أن تنظري إلى هذه الذرية نظرة إيجابية فيها الرحمة، وتكوني حريصة على الضوابط التربوية الصحيحة التي تفيدك وتفيد أبناءك.

اهتمي بإدارة شؤون البيت والاهتمام بالزوج، كوني بارة بوالديك وبالأرحام، عليك أيضًا بتطبيق تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، وسوف يقوم الإخوة في إسلام ويب لإرشادك لكيفية القيام بهذه التمارين، وإحالتك إلى بعض الاستشارات التي تفيد في هذا.

أنت في المملكة العربية السعودية، فإذا سمح وقتك لأن تذهبي إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن، هذا سيكون نوعًا من التأهيل الاجتماعي والنفسي والسلوكي الممتاز جدًّا.

كما أرجو منك مراجعة العلاج السلوكي للتوتر والعصبية سلوكيا: ( 276143 - 268830 - 226699 - 268701 ).

هذا هو الذي أود أنصحك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net