أخي رافق أصدقاء السوء فساءت أخلاقة، فما الحل؟

2012-09-13 10:20:38 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي أخ بعمر ثمانية عشر عاما،ً رافق أصحاب السوء، وشرب السجائر، وبعدها المخدرات، ثم اكتشفنا أنه يسرق أموالاً من البيت، ويقسم بالله أنه لم يأخذ شيئاً، حاولنا معه بكل الطرق أن نهدئه ونرجعه إلى رشده، ولكن لا فائدة، وإذا نصحناه وقلنا له لا ترافق فلاناً يرافقه، ويصادقه، ولا يسمع أي أمر من أوامر البيت، مع أن بيتنا بيت ملتزم دينياً.

عرضتُ عليهم في البيت، أن نذهب به إلى طبيب نفسي، ولكن لا أحد يستمع إلي، وأصبحت الخلافات كثيرة، وشديدة بينه وبين والدي ووالدتي، حتى بسبب علاماته الدراسية، يتشاجر مع أبي ومع أمي.

ثم اكتشفت أنه يكلم فتاة، هذه الفتاة كنت قد رأيتها أكثر من مرة، وبعد ذلك اكتشفت أنه لا يكلم فتاة واحدة بل فتيات - الله أعلم- بعددهن، وشاهدنا له صور قذرة هو وأصدقائه الشباب، وعندما يكلمه أحد يصرخ في وجهه.

أصبح يأخذ أموالاً من البيت، وفي كل مرة كان يقسم أنه لم يأخذ شيئاً، ثم بعد ذلك يعترف.

الآن سرق خاتم أمي الذهبي وأنكر، حاولنا معه بكل الطرق، على أن يرجع عن ما هو عليه، ولكن لا فائدة، وأصبح كل من في البيت يعاملونه معاملة سيئة للغاية، وينظرون له نظرة دونية.

عندما وجد ذلك، أصبح يشتكي من معاملة من في البيت له، ومازال على هذه الحال.
أرجو المساعده، وجزاكم الله خير.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rawda Zaghlol حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجزيك عن أخيك خيرًا. كما نسأله تبارك وتعالى أن يصرف عنه كيد شياطين الإنس والجن، وأن يغفر ذنبه، وأن يستر عيبه، وأن يصلح حاله، وأن يهديه صراطه المستقيم.

بخصوص ما ورد برسالتك - ابنتي الكريمة الفاضلة – فإنه مما لا شك فيه أن تصرفات هذا الأخ تصرفات مزعجة ومؤلمة ومحزنة، وأنه فعلاً يُسبب إزعاجًا شديدًا للأسرة، وقد يصل به الفساد إلى أن يُزعج الآخرين أيضًا، لأنه إذا لم يجد في الأسرة ما يسرقه أو ما يأخذه فقطعًا سوف تمتد يده إلى الآخرين أو إلى بيوت الآخرين وأموالهم وممتلكاتهم، لأن شيطانه سوف يؤزه أزًّا ويحركه تحريكًا ويحثه حثًّاً على أن يأخذ أي شيء أمامه بصرف النظر عن كونه مملوكًا له أو لأهله أو لغير ذلك.

هو أمر عظيم ومصيبة كبرى نسأل الله تبارك وتعالى أن يعافيكم منها، وإن قدر الله تبارك وتعالى وتحسنت حالته فهذا الذي نرجوه، وإذا لم يكن هناك من تحسن حالته فأرى أن يجلس معه أحد العقلاء، إذا لم يكن الوالد يستطيع أن يفعل ذلك فلا مانع من الاستعانة ببعض الأفاضل من الدعاة أو المشايخ في منطقتكم ليتحدث إليه ويتكلم معه وليبين له خطورة ما يفعل، وأن والده ووالدته غير راضيين عنه، وأنه بذلك سوف يخسر الدنيا والآخرة، وأن تصرفاته تصرفات مزعجة ولا تليق بأسرة ملتزمة محافظة.

إن استطعنا أن نفعل ذلك أعتقد أن ذلك يكون حسنًا. إذا حاول العودة مرة أخرى إلى هذه الأخطاء وتلك المخالفات فأرى أن نتخذ معه موقفًا جماعيًا، وإن لم يستفد من نصيحة الناصح الذي هو بعيدًا عن الأسرة بعد أن يُبيّن له خطورة ما يفعل والآثار المترتبة على ذلك، فأرى أن نقوم بهجره هجرًا جماعيًا.

هو الآن منزعج كما ذكرت من سوء الأسرة، أرى بعد ذلك أن يكون الأمر أكبر من ذلك، بمعنى ألا نقدم له طعام ولا شراب ولا حتى منام، ونقول له (ليس لك مكان في هذا البيت، لأن هذا البيت بيت محترم وبيت محافظ، وأنت ما تركت لنا فرصة لمساعدتك، نحن حاولنا أن نساعدك ولكنك لم تعطنا الفرصة لذلك، ولذلك لا وجود لك بيننا، واذهب إلى حال سبيلك).

قطعًا هذا الأمر سيكون مؤلمًا، وهذه النصيحة فيها خطورة، لأنه فعلاً قد يحتويه هؤلاء الشياطين الذين يمشي معهم ويتحول بذلك إلى مجرم كبير، ولكن ما الحل؟ إن هذا الشاب بهذه الحالة التي هو عليها سوف يتمادى إلى أبعد حد، بل قد يصل به إلى درجة القتل والعياذ بالله، قد يُقبل على قتل أحد من الأسرة عندما يجد أمامه سبيلاً لأخذ المال بأي وسيلة، فقد يفعل ذلك.

ها هو اليوم قد سرق خاتم أمه الذهبي، ولا أحد يدري ماذا سيفعل غدًا، إذا امتدت يده إلى الأشياء الخاصة لأمه رغم أننا نعلم أن منزلة الأم عظيمة، فإنه قد يفعل أكثر من ذلك.

لذلك أنصح إذا كانت هناك فرصة، أن نسلك سبيلاً آخر، وهو أننا نتصل بالشرطة التي في منطقتكم، ونبين هذا الأمر للضابط، وإن كان هذا الأمر أيضًا فيه صعوبة لأنهم لن يستطيعوا حبسه إلا بقرار من النيابة العامة، ولكن إن كان من الممكن أن يتم الضغط عليه عن طريق قسم الشرطة ونقول له: بأننا نعرف تصرفاتك، وأن هذه التصرفات المزعجة نحن سوف نعاقبك عليها وسوف نضطر لحبسك أو سجنك. إن استطعنا أن نستعين ببعض الجهات الرسمية كما ذكرت لدفعه عن ذلك يكون خيرًا.

أيضًا هناك طريقة أخرى من الممكن أن تضاف، وهي البحث عن صحبة صالحة، تحاول أن تحتك به، وأن تختلط به، وأن تمشي معه، المشكلة أنه أصحب في سن يصعب التحكم فيه، فثمانية عشر من العمر سن ليست صغيرة وليست سهلة، وهو الآن أصبح يرى نفسه رجلاً، ولذلك الحل الآن فيه صعوبة وفيه مخاطرة، كل الحلول التي قدمتُها هي أنصاف حلول، أما الحل الجذري حقيقة يأتي من الله تعالى وحده.

على الوالدة أن تدعو له، وعلى الوالد كذلك، وعليكم جميعًا أن تدعو له، لعل الله تبارك وتعالى أن يصلحه ببركة الدعاء، إذا عجزتِ الأرض فإن الله تبارك وتعالى فوق عرشه لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

أسأل الله تعالى أن يهديه وأن يصلح حاله، إنه جواد كريم. هذا وبالله التوفيق.

www.islamweb.net