كيف أتقدم لخطبة فتاة أعجبتني؟

2012-12-30 08:58:23 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

جزاكم الله خيرا على جهدكم العظيم في هذا الموقع.

أنا شاب أدرس في السنة النهائية في إحدى الكليات، لا يخفى عليكم بالطبع كم الاختلاط، وكثرة التبرج في الجامعة، هناك بعض الفتيات الملتزمات، أعجبتني إحداهن، وهي معي في الدفعة، أعجبني فيها أخلاقها، وتدينها، وحياؤها، وحرصها على عدم الاختلاط مع الشباب، وتمنيت أن تكون زوجتي في المستقبل.

وأنا بفضل الله ليست لي علاقة بأي فتاة، لا سلام، ولا كلام، حتى هذه الفتاة التي أعجبتني لم أكلمها أبدا، والأمر كله مجرد إعجاب تلقائي يتولد بداخلي عند رؤيتي لفتاة ملتزمة التزاما حقيقيا -أحسبها كذلك ولا أزكيها على الله-.

فجأة وجدت نفسي أفكر بجد في التقدم لخطبتها، ولكن لا أدري كيف يكون ذلك، فأنا لا أعرف عنوانها، ولا أعرف أحدا قريبا منها، ولا أعرف كيف أعرض عليها الأمر.

هل أكلمها مباشرة وأعرض عليها الأمر وأطلب منها رقم هاتف والدها أو أخيها؟

هل أبعث لها برسالة على الفيسبوك بدون عمل إضافة صداقة؟ فأنا بفضل الله لا أضيف فتيات عندي في قائمة الأصدقاء بالفيسبوك، أم أن هذا سيسبب لها إحراجا؟ أم ماذا أفعل؟

في الحقيقة أنا لا أدري إن كانت تبادلني نفس الشعور في نفسها أم لا، ولا أدري هل ستوافق أصلا على إعطائي رقم هاتف أحد من أهلها أم لا، فأنا في حيرة حقيقة، كما أنني لا أملك الجرأة الكافية لعرض الأمر عليها، فبمَ تنصحوني؟

وجزاكم الله خيرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابننا الكريم في موقعك، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونشكر لك البُعد عن مواطن النساء، ونشكر لك الحرص على البُعد عن المتبرجات، ونشكر لك هذا الإعجاب بصاحبة الدين، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يهيء لك من أمرك رشدًا، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وقد أسعدنا وأفرحنا هذا الحرص على عدم الدخول في هذا العالم، وهذا التحرج من التواصل مع الفتيات، لأننا ابتلينا بأن تكون الفتيات مع الشباب في الجامعات، وهذا أمر طبعًا لا تقره شريعة الله تبارك وتعالى، ولكن -ولله الحمد- نجحتَ كما نجحتْ فتيات في البعد عن مواطن الرجال، وفي المحافظة على الحشمة والآداب التي جاء بها هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

أما بالنسبة لطرق الوصول لهذه الفتاة، فلستُ أدري هل بالإمكان أن تأتي أخت لك أو شقيقة أو محرم أو عمة أو خالة من أجل أن تتعرف عليها، إذا كان ذلك ممكنًا لتسألها أسئلة أساسية، إن كانت لها رغبة، إن كانت مرتبطة، وضع الأسرة، رغبتها في الزواج، يعني مثل هذه الأمور حتى تتعرف على هذه الأمور، إن كان لك محرم أو أخت تستطيع أن تأتي بها لتقوم بهذا الدور, فإن هذا يعتبر شيئا مثاليا, وشيئا مطلوبا، وإذا كان هذا غير ميسر وكانت هناك في الجامعة نساء كبيرات فاضلات يمكن أن تطلب منهنَّ أن يكلمنها وأن يأخذن رأيها ويكن واسطات خير، والنساء يُجدن هذا الدور ويجدن القيام بهذا الدور.

وحتى لو كانت هذه من العاملات الكبيرات في السن –العاملات في الجامعة– تستطيع أن تقوم بهذا الدور، فهي في سن الأم بالنسبة لك وبالنسبة لها، وتستطيع أن توصل مثل هذه الرغبة في التواصل وتسألها بعض الأسئلة، وهذا طبعًا سهل بالنسبة للنساء، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنتنَّ ممن يحسن ذلك) لخولة بنت حكيم -رضي الله عنها وأرضاها-.

وقد يقوم بهذا أيضًا بعض الكبار من العاملين في الجامعة، خاصة إذا وجد كبار السن يستطيع (مثلاً) أن يعرف وجهة نظرها، مع أننا لا نفضل هذه الطرائق، ولكن إذا لم نجد إلا هذه الوسائل فأرجو ألا يكون حرجًا في مثل هذا، في التعارف أو على الأقل في طلب هاتف أهلها من أجل أن تأتي البيوت من أبوابها وتتواصل مع أهلها.

إذا كان هذا كله غير ممكن فلا مانع من رسالة بالجوال تطلب منها بأن تعطيك رقم هاتف والدها أو كذا، أو تبين لها أنك راغب في أن تتقدم لها إن لم يكن عندها مانع، وإن لم تكن مرتبطة أو نحو ذلك.

وطالما وجدت هذه المراقبة والخوف من الله تبارك وتعالى؛ فإن الأمور تمشي في الطريق الصحيح، وإن تيسر أن تقابلها وليست وحدها بأن تكون معها أخريات أو معك آخرين حتى تمتنع مسألة الخلوة، وطلبت منها رقم الهاتف أو نحو ذلك –إذا كان هذا متيسرا– أرجو أيضًا ألا يكون في ذلك حرج، طالما أنتم جميعًا فيكم هذا الحرص على البُعد عن الشبه ومواطنها وعن الاختلاط بالجنس الآخر.

على كل حال: نتمنى أن تجد من الوسائل ما تستطيع أن تصل أو تتعرف على الأقل على رغبة الفتاة، ولكننا قبل ذلك ننصحك بأن تكلم الأسرة -وهذا هو الحل الذي نميل إليه– تكلم أسرتك, وتبين لهم بأن لك رغبة في أن ترتبط بفتاة، وأن مواصفاتها كذا، وأنك ما رأيت منها إلا كذا، وأنك تُحب أن يأتوا ليتعرفوا عليها، وهذا أعتقد هو الأسلوب الأمثل، أو تأخذ منهم أن يكلموها أو يتواصلوا معها بأي طريقة من طرق التواصل الموجودة، فإن تواصل البنات مع البنات لا حرج فيه.

فيمكن أن تتواصل أختك، وتقول (فلان الذي معك في الجامعة، وهو يرغب في أن يتواصل معكم أو يرغب في أن يرتبط بك، فما هو رأيك، ونحن أسرة كذا، وعندنا كذا) وأنا حقيقة أفضل هذه الطريقة، لأن فيها رفعا للحرج عن الفتاة, وفيها رفع للحرج عنك أنت، فليس من المصلحة أن يكون التقدم بالطريقة المباشرة، بل هذا قد يعطي انطباعًا غير طيب، ليس من ناحية عدم الالتزام فقط، ولكن قد يؤدي انطباعًا أن هذا الإنسان متهور وأنه مستعجل الأمور وأنه عجل، إلى آخره.

ولذلك نتمنى أن يكون هذا الدور يتم عن طريق محرم من محارمك، أو أحد من أخواتك، أو محرم من محارمها؛ إذا كان الوصول إلى إخوانها أو أخوالها من السهولة بمكان، كأن تكون في المنطقة التي أنت فيها، ففي هذه الحالة أنت تتعرف على بعض أطراف أسرتها ومحارمها، وعلى كل حال نتمنى أن تجد في الوسائل التي اقترحناها عليك الوسيلة المناسبة، التي تستطيع أن تصل إلى ما تريد، ونحن على قناعة أن الشاب إذا أراد شيئًا يستطيع أن يصل إليه بالاستعانة بالله والتوكل عليه.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net