جارتي تقارن بين حياتي وحياتها.. فهل أتجنبها؟

2023-05-14 01:49:26 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

عندما أذهب لجارة لي تقارن بين زوجي وزوجها، وتسألني عن حياتنا العادية، وأنا أخاف أن أذهب لها، فماذا أفعل، هل أتجنبها؟ وما هي كيفية التعامل معها؟ مع عدم قولي لها بأي شيء، حيث إني أحس أن الناس يتخيلون طريقة معيشتنا، وما نحن فيه من سعادة أو حزن، فأفضل أن أجلس بمفردي تجنباً لعدم تأنيب ضميري، لو ذهبت لأي صاحبة، سواء جارة أو غيرها، إذا كانت تتدخل بأسئلة عن حياتي العامة، وهل أنا مُعابة؟ بالله عليك اشرح لي بالتفصيل عن شخصيتي، وماذا أفعل؟

وشكراً لكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ NOOR حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك -ابنتنا الفاضلة– في موقعك، ونشكر لك هذا التواصل المستمر مع الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

قال الظرفاء في تعليقهم على حديث أم زرع، حيث اجتمعت إحدى عشرة امرأة وتعاقدن وتعاهدن على ألا يكتمن من خبر الأزواج شيئًا: فإن النساء إذا اجتمعن دائمًا يتحدثن عن الأزواج، كما أن الرجال إذا اجتمعوا –في الغالب– يتحدثون عن الأموال واستثماراتها وما يتعلق بها، ولكن المؤمنة ينبغي أن تُدرك أن هذا الأمر لا يجوز، لا يجوز لها الحديث عن أسرار زوجها وأسرار بيتها، ولا يجوز لها مشاركة النساء في ذلك، فإن الأسرار التي أمرت الشريعة بحفظها لا تقف عند أسرار الفراش، ولكن كل سر يكره الرجل إظهاره لا يجوز إظهاره عند الآخرين.

وأرجو أن نعلم جميعًا أن المرأة التي تتكلم عن عيوب زوجها، هي دائمًا تشتكي من نقص، وتشتكي من خلل، ولا تصدق في حديثها عن زوجها، وكثير من الزوجات تبالغ عندما تتحدث عن زوجها، تريد أن تغيظ الأخريات وتتشبع بما لم تُعط، والمتشبع بما لم يُعط كلابس ثوبي زور، كما جاء في الآثار.

ولذلك أرجو ألا تتأثري بما يحصل من هؤلاء النسوة، ولا يجوز لك مجاراة هؤلاء النساء في الحديث عن أخبار زوجك، والمرأة التي تتكلم عن زوجها وتقارنه بالآخرين (دائمًا) تحمل في نفسها مركب نقص، وهي لا تُظهر - في الغالب - إلا أحسن ما فيها، فتتأثر بعد ذلك - بكل أسف - كثير من النساء، تقول: (الناس في نعيم وأنا في مشاكل، كل الأزواج طيبون إلا زوجي) ولذلك قالوا: المرأة لا تذكر إلا أحسن ما في زوجها، ولكنها لا تُخبرنا عن ضد ذلك، تقول: (اشترى لي أشياء غالية، ويهتم بمشاعري) لكن لا تذكر لنا أنه يضربها صباحًا ومساءً، وأنه يقصّر في حق فراشها، وأنه يقصر في رعاية أولادها.

ولذلك ما ينبغي للمرأة العاقلة أولاً أن تشارك في مثل هذه المجالس.

الأمر الثاني: ينبغي ألا تغتر وتحزن لتلك المقارنات لأنها كاذبة، ولأنها مبالغ فيها، كذلك أيضًا ينبغي أن تعلم أن مقارنة الزوج بزوج آخر هذا فيه ظلم للزوجين، لأن الإنسان دائمًا عندما نقارنه بالآخر نحن لا نذكر الصورة كاملة، كما قلنا هي تقول: (أنه لا يقصر في كذا) لكنها لا تذكر العيوب ولا تذكر السلبيات، فتظن هذه المسكينة أن الآخرين ليس عندهم سلبيات، وما من رجل - أو امرأة - إلا وفيها ذلك العيب أو ذلك النقص.

ولذلك ينبغي ألا تتأثري، ولا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، واعلمي أن مثل هذه الأمور أمور عادية بين النساء، والإنسان قد يُبتلى بجارة مثل هذه الجارة، فعليك أن تجتهدي في كتمان أسرار بيتك وأخبار الزوج عنها، وليس من الضروري أن تردي لها بكل التفاصيل التي تسأل عنها، وعليك أيضًا أن تحرصي على هذا الزوج وتبالغي في كتمان ما يحصل في بيتك، فلست مطالبة بأن تُخبري الناس من بجميع أحوالك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

كما قلنا: لا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، واعلمي أن مثل هؤلاء النساء نحن نحتاج إلى أن نصبر عليهنَّ، ومن المصلحة أن تكون الزيارة لأمثال هؤلاء قصيرة، وحتى أثناء الزيارة لا تذكري إلا الأمور العامة والمهمة، ويمكن بكل هدوء أن تقولي: (أنا عندما أزوركم لا أريد أن أتكلم عن أسرار الأزواج، لأني سمعتُ الشيخ أو العلماء يقولون: لا يجوز أن تتحدث المرأة عن أخبار بيتها وأخبار زوجها عند الأخريات).

لذلك دائمًا نحن نرجع إلى الشرع ونتمسك به ففي ذلك خير كثير لنا، ونعتقد أن عدم زيارة الجارات ليس حلاًّ، لكن الإنسان المكان الذي يتضرر منه يمكن أن يقلل الزيارة ويقلل مدة الزيارة، ولا نكثر الذهاب إلى مثل هذه البيوت، وإذا ذهبت إلى مجالس هؤلاء النسوة فاجعلي دائمًا معك مصحفا أو كتاباً أو تكلمي عن فكرة طيبة؛ لأن مجالسنا ينبغي أن تكون عامرة بذكر الله وبالصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام - وما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم تِرة، إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، فينبغي أن نجنب أنفسنا نتن مثل هذه المجالس التي ما ذكر فيها الله، ولا صُلِّي على رسولنا عليه الصلاة والسلام.

ونتمنى دائمًا ألا تعطي الأمور أكبر من حجمها، ولعل هذا الطبع بكل أسف موجود بين النساء، فإذا تحدثن عن أزواجهنَّ فأنت كوني حافظة لغيبة زوجك ولأسراره ولأحواله، واحمدي الله تبارك وتعالى، وكما قلنا: لا تتأثري بالكلام، فإن فيه مبالغات، ودائمًا - كما قلنا - الذي يعرف أنه سعيد لا يحتاج أن يتكلم، لكن الذي عنده مركب نقص يحتاج إلى أن يُبرز هذه الجوانب حتى يُخدع نفسه أمام الآخرين، وتقنع نفسها أنها سعيدة وأنها كذا، فمن هنا نحن ندعوك إلى عدم الالتفات لهذا الذي يحدث وعدم الوقوف عنده، ونتمنى أن تكوني أيضًا على صلة بالجارات، ولكن ينبغي أن تخففي من أوقات الزيارة وتقللي من الزيارات، وتستخدمي الزيارة في المفيد وفيما يعود بالفائدة في الدنيا والآخرة، فإنا نُسأل عن كلامنا وعن مجالسنا بين يدي الله تبارك وتعالى.

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

www.islamweb.net