أختي الصغيرة لا تحب الذهاب للمدرسة وتشعر بالضيق والخوف.

2013-01-15 08:49:50 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أشكرك وأشكر القائمين على الموقع، وجزاكم الله خيراً.

أختي عمرها 12 سنة، تعاني من خوف شديد وهلع من المدرسة، حدث لها موقف وهي في بداية المرحلة الابتدائية سنة أولى، كان حينها أمطار شديدة وانقطع التيار الكهربائي، وتم ذهاب جميع الطالبات مع أمهاتهن، وبقيت أختي وعدد من الطالبات بالمدرسة لعدم حضور أمهاتهن، وبعد مجيء أمي إلى المدرسة وجدتها في الممر المؤدي للفصل وهي في حالة بكاء شديد، ومن يومها وهي تكره المدرسة ولم تكمل تلك السنة، وبعد مضي سنة ومع بداية الدراسة رجعت إلى نفس المدرسة، ولم تستطع أن تكمل، وتم نقلها إلى مدرسة أخرى واستمرت فيها أربع سنوات، وبعدها بدأت تكره المدرسة وكثر غيابها، وتم نقلها إلى مدرسة أخرى، واستمرت فيها سنة، وبعدها بدأت تكثر الغياب، وعندما نسألها تقول إنها تشعر بضيق وخوف في الفصل، ولا تستطيع المكوث فيه طويلاً، مع العلم أنها مجتهدة ومتفوقة في دروسها، فهل العلاج الدوائي مناسب لمثل عمرها؟

ولكم مني جزيل الشكر.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن حالة الخوف التي تعاني منه أختك هو خوف سبب حدث يعرف بالارتباط الشرطي ما بين الحادثة التي حدثت لأختك في المدرسة أولاً، وسكن الأمر في خيالها، وأصبح جزءًا أساسيًا من مكونات شخصيتها وحالتها النفسية.

أود أن أنبه أن هؤلاء الأطفال - كما ذكرت وتفضلت – دائمًا يكونون من المجتهدين والجيدين والمتفوقين، وهذا الخوف الذي انتابها ليس كله كرهًا للمدرسة، ولكن جُله ناتج من فكرة أنها تخاف الفراق والابتعاد عن أمان البيت، والعلاج في مثل هذه الحالات هو التحفيز، التشجيع، أن نطمئنها، والتنقل من مدرسة إلى مدرسة لا أعتقد أنه أمر جيد، لكن نقول ما حدث قد حدث، ومن هنا نعتمد على أسلوب التحفيز وطمأنتها، مع شيء من الحزم فيما يخص الغياب مهما كانت الأعذار التي تُبديها، وهذا بالمناسبة ليس تمثيلاً أو تصنعًا من جانبها، إنما هو عملية نفسية معقدة على مستوى العقل الباطني، عمومًا يجب أن يكون هنالك التزام من جانبكم بألا تغيب عن مدرستها ودراستها، لأن الغياب فيه تحفيز ومردود إيجابي للمزيد من المخاوف والابتعاد عن المدرسة والبحث عن أمان البيت دائمًا.

يفضل أيضًا أن تُدرب هذه الصغيرة على تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة ممتازة جدًّا، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت الرقم (2136015) أرجو أن تستفيد منها هذه الطفلة.

الجوانب التربوية الأخرى يجب ألا يتم تجاهلها، وذلك بأن تُعطى أهمية خاصة داخل الأسرة، أن تُوكل إليها بعض المهام، وأن تطور من مهاراتها، وأن يُشار إليها دائمًا بما هو إيجابي، هذا ينفعها كثيرًا في البناء والتكوين النفسي مما يكون له آثار إيجابية جدًّا عليها - إن شاء الله تعالى -.

العلاج الدوائي يمكن استعماله في هذا العمر، لكن يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب المباشر، هنالك أدوية جيدة: عقار تفرانيل (مثلاً) بجرعة صغيرة (عشرة مليجرام) لمدة أسبوع، بعد ذلك تكون الجرعة 25 مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين (مثلاً) ثم تخفض إلى 10 مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، هذا - إن شاء الله تعالى – جيد، هنالك أيضًا من يُعطي عقار بروزاك، وهنالك من يُعطي عقار فافرين، كلها - إن شاء الله تعالى – جيدة وفاعلة ومفيدة، والدواء في حالتك يجب أن يؤخذ كجزئية للعلاج وليس كل العلاج، تطبيق ما ذكرناه سلفًا يعتبر مهما جدًّا، وأرجو ألا تُعطى الدواء إلا تحت إشراف طبي مباشر.

بارك الله فيك، جزاك الله خيرًا، أسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net