أختي بلغت ثلاث سنوات وما زالت ترضع ... ما نصيحتكم؟

2013-03-20 01:55:49 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحب أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
أختي بعد شهرين ستكمل 3 سنوات، ومشكلتها أنها لا زالت مستمرة في الرضاعة، وهذا الأمر أتعب والدتي كثيرًا، وقد جربنا معها أغلب الطرق كوضع والدتي لونًا على صدرها حتى تخاف، ووضعت كذلك شطة، ولكن دون فائدة، وما زالت مستمرة في الرضاعة.

الأمر الثاني: أنها لا تتكلم بصورة واضحة، يعني: تتكلم بكلمات بسيطة فقط، ولكن إن تكلمنا تردد معنا الكلام، يعني: إذا طلبنا منها الترديد تردد مثلا: بابا، تقول: بابا، وهكذا، لكنها لا تقول ذلك من تلقاء نفسها، مع العلم أنها عندما تشاهد أناشيد الأطفال تستمع إليها، وتردد كلامهم، وأحيانًا حركاتهم أيضًا.

المشكلة الثالثة: أختي الأخرى عمرها 9 سنوات ونصفاً، وأصبحت عنيدة أحيانًا، ولا تحترمنا، بمعنى أنها عندما أصرخ عليها لا تكتفي بالسكوت، بل تبدأ بالرد! وأنا عصبية بعض الشيء, حتى عندما تطلب والدتي منها شيئًا بصيغة الأمر وهي غير راضية به، تبدأ بالعناد، وأيضًا أشعر أنها لا تطيق أختها التي عمرها الآن 6 سنوات، وتحاول خلق مشكلة معها، ويبدأن بالمشاجرة, وهي تصلي فروضها في أوقاتها، ومتفوقة دراسياً - ولله الحمد - لكن عنادها يسبب النفور في بعض الأحيان، وهي حنونة، وتحبنا ونحن كذلك، فما الحل؟

شكرًا, وأتأسف عن الإطالة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابنة الإسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الفطام من الرضاعة في مثل هذا العمر يجب أن يكون تدريجيًا، لأن الطفلة قد أكملت الرضاعة، وبعد ذلك استمرت، ولابد أنها قد وجدت نوعًا من المحفزات والمشجعات على هذا الاستمرار، وأصبح وعيها وإدراكها أكبر، فحدث لها ارتباط نفسي بثدي والدتها، وهذا يعتمد أيضًا على ترابط وربط عاطفي ووجداني ما بين والدتك وابنتها الصغيرة.

لا تنزعجوا لهذا الموضوع، ففي مثل هذه الحالات يكون الفطام تدريجيًا، ومن خلال تحضير بدائل أخرى للطفلة، يعني تُنهى عن الرضاعة، ولكن في المقابل نكافئها بأن نلفت نظرها – مثلاً - للعبة صغيرة، تُعطى حليبًا – مثلاً - حتى وإن كان ذلك في -بزازة - ومن خلال هذه الممارسات المتدرجة - إن شاء الله تعالى – تتوقف عن الرضاعة.

وعلى والدتك أيضًا أن تلبس ملابسًا تجعل ثديها غير متاح للطفلة، وسوف تحتج بالطبع وتصرخ، لكن من خلال تكرار هذه التجربة وإعطائها البدائل - إن شاء الله تعالى – أتوقع في ظرف أسبوع سوف تقل حدة طلبها للرضاعة، مما يؤكد فطامها - إن شاء الله تعالى -.

بالنسبة لمشكلة الكلام: البنت في هذا العمر من المفترض أن تكون قد ألمّت ببعض الكلمات؛ لأن البنات غالبًا لديهنَّ القدرة على التحدث قبل الأولاد، لكن أيضًا لا ننزعج إلا إذا وصل الطفل لعمر خمس سنوات، وكان رصيده اللغوي ضعيفًا.

المهم أيضًا هو مستوى ذكاء الطفلة، وتفاعلها الاجتماعي، ومما يظهر لي أن ذكاء الطفلة معقول، كما أن تفاعلها الاجتماعي جيد، وما دامت هذه الصفات موجودة لدى أختك فلا أعتقد أنها تعاني من تأخر، أو إعاقة عقلية، أو حالة مثل حالات مرض التوحد، أو ما يسمى بمرض (الذواتية)، لا أعتقد أنها تعاني بأي حال من واحدة من هذه الحالات، وقطعًا إذا عُرضت على طبيب أطفال، فهذا سوف يكون جيدًا.

بالنسبة لأختك الثانية والتي عمرها تسع سنوات: أنت ذكرتِ أنها عنيدة، وأحيانًا لا تحترمكم، وأنت وصفت نفسك بالعصبية، وأنها ترد على تفاعلك العصبي السلبي. هذه حالة واضحة جدًّا، لا يمكن أن يسعى الكل داخل البيت للسيطرة على هذه الصغيرة، ونجعلها تكون هي الراضخة والمستسلمة، والتي يجب أن تُطيع الجميع، هذا المبدأ ليس صحيحًا.

السلوك يتم تعلمه تدريجيًا، والسلوك أخذ وعطاء، والإنسان لا يرضى لنفسه العنف أو الإهانة أو الصراخ، أو عدم الاحترام من جانب الآخرين، حتى وإن كان صغيرًا.

أنا لا أريد أبدًا أن أضع أي لوم عليكم، أو على منهجكم التربوي، لكن هذه الفتاة – حفظها الله – يمكن أن يُصلح أمرها من خلال أن تُشعروها بالأمان، وأن تشعروها بالطمأنينة، وأن تبنوا شخصيتها من خلال تحفيزها، ومن خلال الكلام الطيب، وهكذا... لكن أن يكون هناك صراخ، وأن يكون هنالك انفعالات، هذا غير مُجدٍ.

والطفل الذي يُوصف بأنه طفل عنيد في معظم الأحيان تكون الطريقة التي نتعامل نحن بها معه هي الخاطئة، وهذا الطفل الذي ننعته بالعناد غالبًا يكون طفلاً محترمًا جدًّا، وذو شخصية ممتازة وقوية، لكننا لم نتفهمه، ونكون قد جعلناه يعيش تحت الخوف والرعب؛ لذا ليس له وسيلة غير العناد والتمرد للتعبير عن ذاته.

فأرجو - أيتها الفاضلة الكريمة – أن يكون هنالك اتفاق فيما بينكم – أنت ووالدتك وإخوتك – في التعامل مع أختك هذه، أظهروا لها حبكم الشديد، حفّزوها، وجّهوها - هذا كله جيد - أعطوها بعض المهام داخل المنزل؛ لتشعروها بالفعل أنها إنسانة فعالة وممتازة ويوثق بها، فمجرد أن نجعلها – مثلاً - ترتب غرفتها وسريرها وملابسها، ويكون لها نشاطات بسيطة داخل المطبخ، كأن تحضر كوبًا من الشاي – مثلا - هذا له قيمة نفسية وسلوكية عظيمة جدًّا.

أرجو أن تنتهجوا هذا المنهج معها، - وإن شاء الله تعالى - بهذه الطريقة نعطيها الثقة في نفسها، وسوف تعمُّ الطمأنينة في بيتكم، ولابد أن نتمثل بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إِذَا أَرَادَ اللهُ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net