أذاكر وأجتهد ولكن لا أحصل على ما أطمح إليه.. ما الحل؟

2013-04-13 05:49:20 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

مشكلتي أن هناك شيئا يضايقني، وهو المذاكرة والدرجات منذ صغري، وأنا أدرس وأدرس، ولكن لا أحصل على الدرجة المطلوبة، وكان أبي يوبخني على سوء الدرجات، إلى أن أصبح عندي قلق وتوتر كبير بشأن الامتحانات.

اقتربت من التخرج، وقبل التخرج بالفصل كان عندي ثلاث مواد، وكان هناك ظروف وضغط وقلق في هذا الفصل بسبب فكرة المشروع، أي تحضيره، وكان يحدث بيني وبين زملائي بعض الخلافات لدرجة أني أخطأت في تسليم الواجب باسم آخر مرتين، ولكن تجاوزت هذه المرحلة بعد أن رأيت الدرجات جيدة جدا.

ولكن للأسف أنا حزين فقد وجدت أن الامتحانين اللذين كنت أذاكر، وأجتهد، وأحفظ فيهما كثيرا أجد نفسي رسبت في مادة، ومادة أخذت فيها 60، ولا أدري ما هو السبب؟ لا أعرف؟ كنت واثقا من إجاباتي، لكني أجد نفسي مصدوما في بالدرجات التي أخذتها وأنا لا أستطيع أن أقوم بشيء بعد الآن كل ما أذاكر آخذ درجة سيئة جدا أعرف أني متوتر وأقلق كثيرا، وأنهم سبب في إجاباتي، ولكن سؤالي الذي يغيظني هو لماذا لا أوفى حقي؟

وأقوم بواجبي وأدرس وأجيب وأتأكد من كل شيء، وأجد في النهاية خطأ مئة بالمئة، أريد أن أفهم طوال الوقت، وأنا أنظر إلى زملائي وإلى من هم أقل مني يأخذون درجات أعلى مني، مع أنهم يذاكرون أقل مني.

هذا الشيء أثر عليّ كثيرا، وأثر على حياتي وزاد توتري فى علاقاتي؟ لماذا أجتهد وفي النهاية لا أحصل على ما أريد?

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mustafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبالطبع إذا بذل الإنسان مجهودًا، فإنه يكون منتظرًا أن يكون هنالك مردود إيجابي، أنت تُذاكر وتجتهد، ولكن النتائج التي تتحصل عليها لا تناسب جُهدك، أنا أقدر هذا الذي ذكرته تمامًا، لكن أقول لك أن الوسيلة الوحيدة لأن يواجه الإنسان الامتحانات بدرجة عالية من الاستعداد، والتمكن هي من خلال المذاكرة والاجتهاد، المذاكرة المتأنية المرتبة المنظّمة يكون عائدها -إن شاء الله تعالى – ممتازًا.

الذي ألاحظه هو أن القلق والتوتر يسيطر عليك، أصبح لديك هذا القلق حول المذاكرة ذاتها والاجتهاد ذاته، وأصبحت مشغولاً بهذا الأمر جدًّا، هذا أعتقد أنه أثر عليك سلبًا أيضًا.

وملاحظتي الثانية هي أنك ربما تقوم ببذل جهد فوق طاقتك، يعني أن تخصص أوقاتا طويلة للمذاكرة دون أن تنظر لجوانب الحياة الأخرى، فالجسد يتطلب الراحة، وكذلك الفكر والعقل، الإنسان لا بد أن يرفه عن نفسه، لا بد أن ينفس عمّا بداخله، فربما يكون منهجك وترتيبك لوقتك فيه خلل.

نصيحتي لك – أيها الفاضل الكريم – ألا تنظر للأمور بسلبية شديدة وسوء، نعم أنت لديك مشكلة في المادتين الأخيرتين – كما ذكرت – إحداهما لم تتوفق فيها، والثانية كانت درجتك متدنية، وذلك بالرغم مما بذلته من جُهد.

لا أريدك أن تركز على هذه النقطة حتى لا تضيع على نفسك المستقبل، ما مضى فقد مضى وقد ذهب، ولا تقل لنفسك (أنا لستُ مستعدًا أن أبذل جهدًا أكثر من ذلك) لا، هذا خطأ، يجب أن تبذل جهدًا أكثر من ذلك، لكن تعطي الأمور الأخرى حقها، بمعنى أن تأخذ قسطًا من الراحة، أن تنظم وقتك بصورة لا تشكل عليك ضغوطًا كثيرة، والنوم المبكر وسيلة ممتازة جدًّا للحصول على أفضل الدرجات، لا تستغرب، هذا الكلام ليس فيه أي تناقض، النوم المبكر والمذاكرة في ذات الوقت مطلوبة، وهذا ليس بالصعب أبدًا، يأتي من خلال تنظيم الوقت.

خطوات عملية أريدها منك هو أن تكتب جدولا يوميا، هذا الجدول من الطبيعي أن يبدأ بصلاة الفجر، وبعد ذلك حاول أن تدرس لمدة ساعة إلى ساعتين بعد الفجر، وقبل الذهاب إلى المدرسة، الذين يواجهون صعوبات في الحصول على الدرجات في الامتحانات ننصحهم دائمًا بهذه الوسيلة لأنها وسيلة جيدة، حيث إن خلايا الدماغ تكون في حالة استرخاء، والشيء الذي يقرأه الإنسان ويطلع عليه ويذاكره سوف يستذكره؛ لأن عملية تسجيل المعلومات في الدماغ تكون أفضل، والإنسان حين ينجز شيئًا من الصباح الباكر يكون منشرح الصدر، يستقبل بقية اليوم بقبول وانشراح كبير.

فتنظيم وقتك وبهذه البدايات سيكون أمرًا جيدًا، بعد ذلك رتب لكل شيء وقتًا معينًا، وكما ذكرت لك أن تأخذ قسطًا من الراحة، يجب أن ترفه عن نفسك بما هو معقول ومقبول وألا تضيع زمنك، وأن تخصص وقتًا للمذاكرة.

ثانيًا: حاول أن تذاكر مع بعض أصدقائك، على الأقل يكون هنالك لقاءان أو ثلاثة خلال الأسبوع، فالمذاكرة الجماعية مهمة جدًّا.

ثالثًا: تدرب على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مهمة جدًّا، اجلس في مكان هادئ مثلاً، وخذ نفسًا عميقًا وبطيئًا، املأ صدرك بالهواء، ثم أمسك الهواء قليلاً في صدرك، ثم أخرج الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم.

إدخال الهواء عن طريق الأنف وإخراجه يكون عن طريق الفم، هذا التمرين يكرر ثلاث إلى أربع مرات متتالية، مرة في الصباح ومرة في المساء. تمرين جيد جدًّا، ومفيد جدًّا.

رابعًا: اهتم بالجوانب الغذائية بشكل متوازنٍ.

خامسًا: مارس أي تمارين رياضية حتى ولو كانت بسيطة مثل تمارين الإحماء (مثلاً) داخل البيت.

هذه كلها تضيف إليك إضافات ممتازة جدًّا فيما يخص ترتيب القراءة، وكما ذكرت لك حاول أن تنام مبكرًا نسبيًا، ولا تنسى أذكار النوم، وعليك بالدعاء، وأن تسأل الله تعالى أن يوفقك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net