كنت أحب الناس ويحبونني ولكن الأمر أصبح غير ذلك.. ما توجيهكم؟

2013-10-05 16:22:57 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر بعدم الاتزان في تصرفاتي مع الآخرين، وفي المنزل والعمل، وفقداني الثقة في نفسي بشكل متزايد، ولا أستطيع النظر في عيون الناس كما لو أنهم يعرفون عني شيئا خطيرا، وأشعر بالخجل، ولا أطيق النظر في عيون أحد، وأنظر في الأرض فورا إذا نظر إلي أحد الأشخاص كما لو كنت خائنا.

أنا أيضاً أشعر بنفس الشعور مما يفقدهم الثقة في التعامل معي بسبب تلك النظرة في عيني، ولكنني أحب كل الناس، وأحب أن أخدمهم ولكني سريع الغضب، وأخسر الناس بمنتهى السهولة، وأصبحت الآن بلا أصحاب، ولا يوجد مجتمع أعيش فيه، ولا أعرف ما السبب وراء ذلك، وحينما يحدث ذلك أبحث عن الانتقام؛ لأن هذا الشخص لم يفهمني، ويخفف ألمي، ويكون بجانبي، بل زاد همي فانتقم منه بالرغم من حبي الشديد له، وأنا أيضاً عندي ملكة السيطرة على قلوب الناس وأعرف كيف أسيطر على القلوب والعقول، لكن حينما أريد ذلك فقط.

أشعر أنني لست شخصا سويا، وأن ما يحدث وراءه سبب ما، ولكنني لم أكن بهذه القذارة والدناءة من قبل، لكنني لا أسيطر على نفسي، ولا أعرف لماذا أفعل ذلك، أسرق ما لست بحاجته، وأساعد الناس بكل ما أملك حتى ولو على حساب نفسي، وأضحك وقت الحزن، وأبكي وقت الفرح، وأحبذ الوحدة فى الوقت الذي أحتاج فيه الناس، وأحبذ الرفقة في ذروة انشغالي، وانشغال الناس وأقوم بكل شيء، وضده في نفس الوقت حتى صار الجميع يكرهني، فقدت الثقة في نفسي بشكل مريب وأفكر فى إيذاء الناس بشكل مستمر كما لو كان الجميع أعدائي، وحينما أجلس مع نفسي وأفكر فيما أفعله.

أصبحت الآن أفكر كثيراً في قتل نفسي حتى أرتاح من حياتي ويرتاح الجميع مني، حاولت الانتحار مرات عديدة، لكن هناك بعض الناس من يفهمني ويعرفني جيدا، وهم أصدقاء طفولتي قبل أن يحدث هذا التغيير القذر في حياتي، ويظهرون ويمنعونني فقط حينما أشعر بالحنان، وأن هناك من يحبني، وهم أيضاً يذكرونني بنفسي في الماضي حينما كان الجميع يحبني، ويبحث عن وجودي ويبتعد عن كل ما يزعجني.

لقد كنت شخصا محبوبا لدرجة أن الجميع لا يجتمعون إلا في وجودي، وكنت مؤثرا في حياة الجميع، ومن يعرفني يحبني ويضحي من أجلي ويتمني رضائي، ويفعل كل ما أحب.

كرهت حياتي بسبب ظلمي للناس، وأكتب إليكم رسالتي الآن، وأنا أفكر في قتل نفسي؛ لأنني لا أجد سببا لما أنا عليه، وأشعر باليأس؛ لأنني حاولت أن أعود لحياتي وأن أكون على طبيعتي مرة أخرى.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ muhammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا والفضفضة بما في نفسك.

كنت أتمنى لو ذكرت لنا عمرك، وماذا تعمل أو تدرس، فهذا له علاقة بما وصفت في سؤالك، لمعرفة إن كانت مرحلة عمرية معينة أنت تمرّ بها، أو شيئا آخر.

من الواضح أن الوضع الذي أنت فيه مؤلم بالنسبة لك، وهو وضع كثير من الشباب، وسواء تحدثوا عنه أم أخفوه عن أعين الآحرين، ولكن لا أدري لماذا تتشدد في تسمية ما يمرّ بك بألقاب مثل "القذارة والدناءة"؟

أنا متأكد أنه من خلال الأوصاف الأخرى التي ذكرتها عن نفسك من تضحيتك في مساعدة الآخرين، ووجود الأصدقاء المخلصين الذين يفهمونك ويعرفونك بشكل جيد، وأنك كنت شخصا محبوبا... فكل هذا يشير إلى أنك شاب أو شخص طيب، إلا أن ظروف الحياة ربما كانت مؤلمة لك، ولعلك مررت بمواقف صعبة جعلتك بالطريقة التي أنت عليها الآن.

إن إصلاح النفس، وسواء الشخصية أو الثقة بالنفس، أو طريقة التعامل مع الآخرين... يجب أن يبدأ كل هذا من عند الإنسان نفسه:{ إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم }، فابدأ بتقبل ومحبة هذه النفس التي بين جنبيك، فإذا لم يحب الإنسان نفسه فكيف يتوقع محبة الناس له؟

أرجو أن تبدأ صفحة جديدة، وتحاول التركيز على ما تتقن وما تحب، وتغض النظر قليلا عن بعض السلبيات التي عندك، لتبدأ مشوار التعرف الإيجابي على نفسك، والتطلع للعطاء والإنجاز في حياتك.

وإذا طال عليك الوقت ولم تشعر ببعض التحسن، ولا بأس بمراجعة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي لتتحدث بما في نفسك، فيسمع لك، وتتبادلا الرأي.

إن دورة الحياة لا تتوقف لخيبة أمل هنا، أو إحباط هناك، كما أن الزمن لا يتوقف عندما تتعطل الساعة!

وفقك الله ويسّر لك النجاح.

www.islamweb.net