ساعدوني في التخلص من الاكتئاب الحاد...

2013-11-14 02:55:09 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ..

أنا أعاني من الاكتئاب الحاد منذ 10 سنوات، وله أعراض كثيرة، منها الوساوس والقلق والتوتر والأفكار السلبية، والضيق وتعكر المزاج والعيش كأنني في حلم، وكأنني شخص آخر، واضطرابات في النوم، وضعف القدرات العقلية مثل التركيز والذاكرة، والاستيعاب والفهم السريع، والذكاء, والانعزال التام عن الناس والمجتمع، وضعف العلاقات مع الناس والأصدقاء، وعدم الشعور بأي شيء مثل الفرح والحزن، وعدم الشعور بالمتعة في الحياة بكل ما فيها، وعدم القيام بأداء الصلاة لاختفاء الشعور بالخشوع لله سبحانه وتعالى بسبب المرض, والشعور بالتعب والإرهاق بسرعة عندما أبذل جهداً، والشعور بالكسل والخمول وعدم الرغبة في ممارسة أي شيء في الحياة.

جاء المرض على شكل صدمة مرتين، الأولى قبل10 سنوات والثانية قبل 3سنوات تقريباً.

الصدمة الأولى عندما شاهدت الكدمات على وجه شخص حصل خلاف بيني وبينه، وتمت المشاجرة بيننا.

الصدمة الثانية عندما رميت قارورة زجاج من السطح على سقف محل أسفل البيت، حيث سمعت صوتاً قوياً عندما اصطدمت القارورة بالسقف، وتأثرت بالصوت، وجاءني المرض للمرة الثانية، حيث أن الدماغ أو القدرات العقلية تأثرت والنفسية تأثرت، وحصل ضيق وتغير في التنفس وحصل تغير في النظر والسمع، حيث لا أستطيع التقاط ما أسمعه بسرعة، ومن أول مرة، وأرى العالم حولي وكأنني في حلم، أو كأنني أرى ضبابا.

حاليا أستخدم الأدوية التالية:
أبيليفاي15ملجرام نصف حبة في اليوم (غالي الثمن) حبة لمدة 8 أشهر، ثم نصف حبة لمدة 4 أشهر لمدة سنة، وسيبرالكس 10ملجرام نصف حبة في اليوم، حبة لمدة 8 أشهر، ثم نصف حبة لمدة 4 أشهر لمدة سنة، و (ميرتازابين 30 ملجرام) حبة في اليوم، لمدة شهر وأسبوع.

(لاميكتال 25 ملجرام)- حبتين في اليوم، مع أبيليفاي، فقلت كثيرا الوساوس والأفكار السلبية، ومع (سيبرالكس) قل القلق والتوتر والوساوس (التفكير والوسوسة لأمور تافهة لا تستحق التفكير).

مع (ميرتازابين) ساعد في تقليل الوساوس والاكتئاب والتركيز بشكل قليل، مع (لاميكتال) لا زال تحت التجربة.

بشكل عام أعاني حتى الآن من اختفاء الشعور بمتعة الحياة، وقد واجهت صعوبة كبيرة في الدراسة، ولكنني لم أيأس -ولله الحمد- فقد أكملت دراستي الجامعية -بفضل الله- ثم بفضل الأدوية التي استخدمتها، وحالياً أبحث عن عمل في مجال الهندسة، وأعلم بأن العمل يحتاج في البداية إلى اجتهاد وتركيز، وأنا أعاني من ناحية الاجتهاد والتركيز.

ما تشخيصكم لهذه الحالة؟ وما هو الحل المناسب أو العلاج المناسب لهذه الحالة؟ وبماذا تنصحونني بشكل عام وبشكل خاص من ناحية العمل في بداية الوظيفة؟

أتمنى منكم جواباً شاملاً لكل شيء يتعلق بهذه الحالة، ولكم خالص الشكر والتقدير.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المعلومات التي زودتنا بها معلومات وافية جدًّا وجيدة جدًّا، لكن قطعًا الإخوة الأطباء الذين قاموا بفحصك هم في وضع أفضل مني كثيرًا لتحديد التشخيص.

ما أقوله لك قد لا يكون بالدقة؛ لأن المعايير التشخيصية لا يمكن أن تكتمل إلا إذا قام الإنسان بفحص الحالة، وفي بعض المرات قد يحتاج الإنسان أن يفحص أكثر من مرة.

مما ورد في إفادتك الطبية ونوعية الأدوية التي تتناولها: قطعًا الاكتئاب هو جزء أساسي في حالتك، وهنالك أدوية مثل الـ (إبليفاي) والـ (لامكتال) هذه الأدوية عادة لا تُعطى في حالات الاكتئاب البسيط، ربما تُعطى في حالات الاكتئاب المزمن أو إذا رأى الطبيب أن القطب المرضي الذي تعاني منه هو قطب ثنائي القطبية، يعني أنه يوجد لديك اكتئاب، وربما شيء من ارتفاع المزاج في بعض الأحيان، وإن كان ارتفاع المزاج قد لا يظهر أبدًا في شكل فرحة أو نشوة في كثير من الناس.

عمومًا القطب الاكتئابي لديك واضح جدًّا، وموضوع الوسوسة وموضوع شعورك بالتغرب عن ذاتك، وعدم إحساسك بها في بعض الأحيان، وعدم تلمسك لذائذ الحياة، هذا أيضًا يتبع كثيرًا للقلق الاكتئابي، فأنا أعتقد أن أهم شيء في حالتك هو المتابعة مع طبيبك.

الأمر الثاني: أن تدفع نفسك دفعًا إيجابيًا، خاصة أنك قد أنجزت الكثير - الحمد لله تعالى – أكملت دراستك، وأنت الآن تبحث عن العمل، ويجب ألا تقلل من قيمة هذا الإنجاز، هذا إنجاز عظيم جدًّا، والتفكير الإيجابي على هذا النمط يحسن عندك الدافعية.

الأمر الثالث هو: أن تجتهد في حسن إدارة الوقت - هذا مهم جدًّا – إذا أدرنا أوقاتنا بصورة ممتازة سوف نستطيع أن ندير حياتنا بصورة أفضل.

من المهم جدًّا - أخي الكريم – أن تتواصل اجتماعيًا، وموضوع الصلاة قطعًا هذا لا مجاملة فيه، لا مساومة فيه أبدًا، أمر الصلاة أمر عظيم، وبها تطمئن النفوس والقلوب، وهي عمود الإسلام، وهي نور كما قال - صلى الله عليه وسلم – (والصلاة نور) فلا تجد لنفسك عذرًا أبدًا، أقدِم على الصلاة بجد واجتهاد، ولا تترك للشيطان سبيلاً أبدًا، واعلم أن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة صلاته، فإذا صلحت صلح سائر عمله، وإذا فسدت – هذا إن كان يصلي – فسد سائر عمله.

إذًا أنت تحتاج لشيء من التأهيل على الأنماط التي ذكرناها لك، وذلك بجانب تناول العلاج الدوائي.

موضوع التركيز: يتحسن من خلال ممارسة الرياضة، النوم المبكر، تنظيم الغذاء، تلاوة القرآن بتدبر {واذكر ربك إذا نسيت} وقال فيمن نسوا ذكر الله بأنه أنساهم أنفسهم فقال: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}.

الذين اقتنعوا بهذا المبدأ استفادوا كثيرًا من تلاوة القرآن، وقطعًا العمل سوف يطور مهاراتك كثيرًا ويحسن من تركيزك.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

www.islamweb.net