هل يحق لي الطلاق من زوجي والزواج بمن أحب؟

2015-10-19 03:05:13 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعلم كيف أبدأ سؤالي، وأعلم بأن الرد سيكون عنيفاً، فأنا امرأة عمري 29 سنة، متزوجة منذ خمسة أشهر، تزوجت بسبب ضغوط الحياة، وبسبب التقدم في العمر، إلا أنني لم أكن مقتنعة بزوجي، لأنه إنسان متهور وعصبي وغيور، وطبعه الشك، وليس لديه فكر ناضج، فهو كاذب ويهرب عند الحديث في أي مشكلة، وإذا رفضت الحديث في المشكلة والتزمت الصمت، فإنه يغضب ويثور ويتجاهلني حتى تنهار أعصابي، ثم ينتبه لما حدث ويتصل بوالده لحل المشكلة.

سئمت حياتي معه، فلا شيء يجمعنا، نتشاجر كل يومين، فأصبحت حياتنا يغلبها طابع قلة الاحترام، رغم أنه إنسان مستقيم ويصلي، ويتصف بالكرم، لكنني طلبت منه الطلاق كثيراً خلال الخمسة أشهر، وتدخل أهلي بيننا وأعادوني إليه مرتين، ولكنني أرغب بالانفصال عنه.

في الحقيقة، أنني أحب شاباً خطبني قبل زوجي هذا، ولكن أهلي رفضوه لظروفه المعيشية، وزوحي الحالي يعلم بهذا الموضوع، ويعلم أنني أحبه، وبعد عقد القران، وقبل موعد الزفاف بأشهر قليلة طلبت منه الطلاق لتعلق قلبي بغيره، ولأنني لا أريد خيانته ولو بالتفكير في غيره، ولكنه رفض، وكذلك أهلي رفضوا أيضاً وتم الزواج، لم أصرح بهذا السبب، ولكن خلافاتنا كانت كثيرة، وحالياً أتحدث مع ذلك الشاب، وزوجي يشك في ذلك، ولقد حاولت كثيراً أن أبتعد عنه، وأن أستغفر الله ولكنني فشلت.

أرجو إجابتي على ما يلي:

1- زوجي رفض أن يطلقني، وقال لي: لن أطلقك حتى لا تتزوجي غيري، فكيف يمكنني الطلاق منه؟
2- هل من الأفضل أن أنفصل عن زوجي وأتزوج من أحب، خاصة أنني لم أتمكن من نسيانه والابتعاد عنه، فهل سيقبل الله زواجنا؟

أعلم الحديث النبوي الشريف الذي يقول: "من خبب امرأة على زوجها"، وأعلم بأنني على خطأ، ولكنني لا أستطيع الاستمرار مع زوجي الذي لم أقتنع به منذ البداية، ولا يوجد بيننا توافق، ويشهد الله أنني لا أبرر رغبتي في الطلاق من زوجي، بل هذه الحقيقة، ولا أستطيع أن أظلم نفسي، وأظلم شخص آخر ما زلت أحبه، وأفضل الزواج به لكي نعف أنفسنا، فماذا أفعل؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإننا نرحب بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونطمئنك بأن الرد لن يكون عنيفاً، وأنت -ولله الحمد- تعرفين الحق من الباطل، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الأحوال، وأن يحقق في طاعته ورضاه الآمال، وكم تمنينا لو أن أهلك تفهموا ما في نفسك، وسهلوا الارتباط بمن تجدي في نفسك الميل إليه، لكننا نؤكد أن رفضهم لا يبرر لك التواصل في الخفاء، واعلمي أن الحب الحلال الفعلي لا يتحقق إلا بعد المجيء للبيوت من أبوابها، وبعد حصول القبول والارتياح والانشراح، ويزداد قوة ورسوخاً بالتعاون على البر والتقوى.

ومن هنا فنحن ندعوك إلى إيقاف العلاقة تماماً مع الشاب المذكور، وإعطاء نفسك فرصة لتحسين العلاقة مع من تزوجك بعقد شرعي، وثقي بأن بعد ذلك الشاب عنك، ويأسك منه، سوف يفتح عليك أفق جديدة مع زوج ذكرتِ بعض إيجابياته، واعلمي أننا بشر والنقص يطاردنا، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بإيقاف ما يحصل، والاجتهاد في التكيف مع زوجك والتأقلم، ونتشرف نحن في موقعك بمتابعتكم ودعم العلاقة بينكما، ونتشرف بتواصله معنا إذا كان ذلك ممكناً، حتى نضع لكما النقاط على الحروف، واعلموا أننا لكم جميعاً في مقام الآباء، وننظر للعلاقة من منطلق هذا الشرع الحنيف، ونتمنى أن تعرضوا علينا أنماطاً من المواقف التي حصل فيها احتكاك، حتى نتفهم طريقة تعاملكم مع الأزمات، وننصحك بعدم إشعاره بأن هناك رجل في حياتك، لأن في ذلك جرح لمشاعره، ودافع له لمزيد الأذى والعناد.

سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يصلح نياتنا ونيتك، وأن يعينك على التوبة والتصحيح، وعلى الشاب المذكور أن يتقي الله ويبتعد، واعلموا أن ما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته، كما أن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، ومن هنا، فنحن ندعوك إلى وقفة مع النفس من أجل تصحيح المسار.

أسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net