أبي مدمن خمر، وأمي خائنة، وأنا ضحية تحتاج إلى مساعدتكم.

2015-11-18 01:35:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أتقدم إليكم بمشكلتي، وأرجو منكم مساعدتي.

أنا فتاة عمري 16 سنة، والدي مدمن خمر، أما أمي فقد أسلمت عندما تزوجت من أبي، وكانت في 20 من عمرها، ولكنها لا تصلي، ولا تعرف عن الدين إلا قليلا؛ لأنها لم تجد لها ناصحا، وعندما أحاول التحدث معها تسخر مني، أما أبي فلا يستمع إليَّ، وجدتي لا تحاول التحدث معه ليقلع عن شرب الخمر، ويتبع الطريق المستقيم.

أما أمي فهي على علاقة برجل آخر، لا أستطيع التحدث في هذا الموضوع مع أحد، وقد غضبت منها، وطلبت منها إنهاء العلاقة، ولكنها لا تستمع لي، فقررت أن لا أتدخل، وتجاهلت الأمر، حتى اكتشف أبي أمرها من خلال رسالة في جوالها.

طلبت أمي مني أن أدَّعِي: إنني أنا التي على علاقة بذلك الرجل، فوافقت بشرط أن تنهي علاقتها به، فقبلت أمي الشرط، ووعدتني، وحلت المشكلة مع أبي، فاكتشفتُ فيما بعد أنها كذبت عليَّ، وأنها ما زالت مستمرة في علاقتها بذلك الرجل.

لا أعلم ماذا أفعل الآن؟ هل أخبر أبي بالحقيقة أم أتجاهلها؟ هل أحاسب على صمتي؟ أنا خائفة أن يرتكب أبي جريمة قتل إذا عرف عن خيانتها، فهو مدمن خمر، ولا يعي ما يفعل، والآن مضت ثلاثة أيام وأنا لا أكلم أمي، ماذا أفعل؟ وشكرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sabrine حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بأمر هداية والديك، ونحيي فيك حسن عرضك للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يقر عينك بهداية والديك، وبتحقيق الآمال، واستمري في النصح، واستعيني بالكبير المتعال.

ليس هناك من هم أولى من الوالدين، والنصح لكل إنسان مطلوب، لكنه في حق الوالدين واجب عظيم، وإذا كان نبي الرحمة -عليه الصلاة والسلام- قد قال:" لأن يهدي الله بك رجلا واحدا -طبعا أو امرأة- خير لك من حمر النعم"، فكيف إذا كانت الهداية المبذولة للوالدين، فاستمري في النصح للوالدة، واستري عليها، ووضحي لها ما يضايقك، وذكريها بعواقب ما يحصل، واقتربي من والدك، وشجعيه على تصحيح الأوضاع، والاقتراب من الوالدة، وإعطائها حقها الشرعي، شريطة أن يكون كل ذلك بمنتهى اللطف والحنكة والحكمة، وقدمي بين يدي نصائحك صنوفا من البر والإحسان، واختاري الأوقات، وانتقي الكلمات، وإذا غضبا فعليك التوقف عن النصح، وتغيير الأسلوب، ثم العودة إلى التذكير والنصح، فإن الخليل إبراهيم يرسم لنا المنهاج: يا أبت، يا أبت.. في منتهى اللطف والشفقة، وأنت -ولله الحمد- في سن تؤهلك لفعل الكثير.

فاستعيني بالله، وابحثي عمن هو حكيم وسديد الرأي، ومعروف بالحكمة والمحافظة على الأسرار، سواء من داخل الأسرة من المحارم، أو من الأصدقاء المقربين الموثوق بهم، وأدخليه في الأمر، وشاوريه، واطلبي مساعدته، وحاولي معالجة والدك من إدمان الخمر، عن طريق عرض أمره على المصحات العلاجية، وابحثي عن طريقة تبعد ذاك الرجل عن والدتك، ولكن بحذر حتى لا تقعي فريسة له، وحتى لا تعرضي نفسك للخطر وللمعاصي، وحاولي أيضا استخدام الوسائل الحديثة والتقنية في دعوة والديك، مثل الأسطوانات، والكتيبات وغيرها، وأيضا اجعلي القرآن يملأ أرجاء المنزل بصوت جميل مؤثر، فلعله يحرك في نفسيهما شيئا مما أغلق عليهما الشيطان، واستمري في التواصل مع الموقع، للتزود بالإرشادات، واجعلي تعليم والدتك وإرشادها هدفا لك.

واعلمي أن ما يحصل منها له علاقة بجهلها بالأحكام، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، واحرصي على تذكير الوالدة بما عندها وفيها من الإيجابيات، واتخذي محاسنها مدخلا إلى قلبها، وتوجهي إلى الله قبل وبعد دعوتها، واعلمي أن قلبها وقلوب الناس بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالستر على الوالدة، مع الاستمرار في النصح، وحاوريها لتتعرفي على مواطن الخلل، ونسأل الله أن يقر عينك بهدايتها، وبعودة والدك إلى الصواب، ونسأل الله أن يجعلك مصدر خير لوالديك، وأن ينفع بك البلاد والعباد.

www.islamweb.net