الاكتئاب والوسواس والوهن ثم كراهية زوجي، معاول هدم لحياتي فأنقذوني.

2016-08-07 06:04:22 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا عمري 20 سنة، متزوجة منذ خمسة أعوام، وأم لطفلتين وحامل، أشكو من أعراض كثيرة، فلم أستطع تحديد حالتي، وأرجو منكم تشخيص حالتي، فقد ضقت ذرعا مما أشكو منه.

لقد عانيت من اكتئاب الحمل الذي لازمني من أول الحمل إلى ما بعد الولادة بسبعة أشهر، كما عانيت من نقص شديد في فيتامين د وكانت نسبته 6، فذهبت إلى راق في منطقتنا، وأخبرني أنني ممسوسة بمس عاشق، استنادا على أوجاعي وكوابيسي التي تتكرر دائما.

وأعاني من وسواس شديد في الصلاة والوضوء، حيث أشعر بأن وضوئي انتقض، أو أحس أنني لم أركع، أو لم أقرأ الفاتحة، وهذا الوسواس يلازمني في كل صلاة، وطلب مني الراقي أن أتجاهل الوسواس، وأحاول تنفيذ طلبه، لكن بلا جدوى، بعد الرقية بت أشكو من وسواس القرآن، حيث لا أصدق بأية آية، وأشعر بأنه كلام عادي، حتى أتأكد من وجودها في سورة من القرآن.

كذلك أعاني من وهن عام، حيث أشعر بكسل وخمول في جسمي وعظامي، مع مزاج سيء، كما أنني أكره زوجي، أكره صوته وكلامه، وأشعر بالغثيان كلما اقترب مني، وأراه أبشع رجل كلما عاد إلى المنزل، كما أشعر بصداع، وألم في العيون، وسرعة النبض، وقرص شديد في الثدي، وأسفل الإبط.

أشعر بأن الجميع حولي لا يصدقون حالتي، وخصوصا أهلي وزوجي، وأنهم يكرهونني ويريدون التخلص مني، حتى صرت أشعر بأنني كاذبة، ولا أعاني من شيء.

عذرا على الإطالة، وأرجو أن ترشدوني لحلول لحالتي.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هيفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء.
أنا اطلعتُ على رسالتك وما ذكرتيه واضح جدًّا، اكتئاب ما بعد الولادة هو اكتئاب بيولوجي، حقيقةً لا يتحسَّن الإنسان إلا من خلال تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، هذه حقيقة علمية، وأنا أرى بالفعل أن مزاجك العام مضطرب جدًّا، لديك ميول للكدر، لديك ميول للانفعالات السلبية، أصبحتْ لديك مشكلة في التواصل الاجتماعي مع زوجك ومع من حولك، هذا كله ناتج من الناحية المزاجية، أي أن المزاج الكدري، المزاج غير المبتهج وغير المنشرح هو الذي أوقعك في ذلك، ثم بعد ذلك أتت الوساوس، والوساوس لعينة جدًّا، وتُضعف من تركيز الإنسان، وتؤدي إلى مزيد من الاكتئاب.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت الحمد لله تعالى في نعمٍ عظيمة، ولا بد أن تتذكري ذلك، نعم أنتِ تزوجتِ في سِنٍّ قد تكون صغيرة نسبيًا، لكن الحمد لله تعالى وصلت الآن مراحل النضوج، ورزقك الله تعالى الذرية الصالحة -إن شاء الله تعالى-، ولديك طاقات، لديك فكر، لديك آمال، لا بد أن يكون لديك خطط، أن تُديري وقتك بصورة جيدة.

أولاً: يجب أن تثقي في مقدراتك، وأن تثقي في نفسك، وأن تثقي في أن السعادة يجلبها الإنسان لنفسه، وتقوى الله تعالى يجب أن تكون على رأس الأمر، بعد ذلك تُديري حياتك بصورة جيدة، توزِّعي وقتك، تُحسني برَّ والديك، ولا بد أن تبدِّلي مشاعرك نحو زوجك، هذه المشاعر التي تحدثت عنها هي مشاعر سلبية جدًّا، ولا بد أن تسألي نفسك، وتستعيذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وتكوني قريبة من زوجك حتى يُساندك ويتقبَّل مشاعرك ويتفهمها أيضًا، كوني على هذا النمط.

أيتها الفاضلة الكرية: أعتقد أن ذهابك إلى الطبيب النفسي سيكون أمرًا جيدًا، ذكرتِ أن لا أحد يثق فيما تقولين، لا، الناس تثق إذا عرضت مشكلتك بصورة كيِّسة وفطنة، تحدَّثي مع والدتك مثلاً، أو حتى مع زوجك الكريم أنك قد عانيت من اكتئاب ما بعد الولادة، وأن هذا الاكتئاب اكتئاب بيولوجي مرتبط باضطراب الهرمونات كما يقول الأطباء، ولا بد أن يتم العلاج في مثل هذه الحالة، سوف يسمح لك بالذهاب إلى الطبيب أو يذهب معك، أو حتى إن لم تذهبي إلى الطبيب النفسي طبيبة المركز الصحي يمكن أن تصف لك أحد مضادات الاكتئاب ومُحسِّنات المزاج.

أنتِ الآن حامل، ونحن لا ننصح باستعمال الأدوية في الأربعة الأشهر الأولى من الحمل، لكن بعد ذلك ليس ما يمنع أن تستعملي أحد مضادات الاكتئاب، وعقار (زولفت Zoloft) والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) من الأدوية الممتازة والسليمة، والفاعلة جدًّا.

إذًا اذهبي إلى الطبيب، والعلاج الدوائي مفيد، وسوف يُفيدك كثيرًا، بجانب ما ذكرته لك من إرشاد.

تصحيح فيتامين (د) مهم وسهل جدًّا، تناولي العلاج التعويضي، كبسولة واحدة مرة في الأسبوع لمدة ستة أشهر، و-إن شاء الله تعالى- سوف يرجع لوضعه الصحيح بعد الاهتمام بالتغذية، وأن تُعرِّضي نفسك للشمس بقدر المستطاع.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
--------------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. محمد عبدالعليم -مستشار أول الطب النفسي وطب الإدمان-،
تليها إجابة: د. مراد المقدسي - مستشار أسري وتربوي-.
--------------------------------------------------------------
نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يعافيك، ويظهر من خلال ما ذكرت من أعراض مرضية، يظهر أن هذا مس وأكد هذا قراءة الشيخ عليك، والأمر يسير -بإذن الله- وأنت بحاجة إلى الصبر، فهذا من البلاء وعليك الاستعانة بالله تعالى، وكثرة الذكر وخاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، وعليك بكثرة الاستغفار، وننصح أن تخرجي الصدقة للمحتاجين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (داووا مرضاكم بالصدقة)، (حسن) فالصدقة لها أثر عجيب في تفريج الهم بإذن الله تعالى.

- ومما ننصح به الرقية الشرعية، ويمكن أن تقومي بذلك بنفسك، وتكون الرقية كالآتي:
* قراءة الفاتحة عدة مرات ثم النفث على اليد ومسح الجسد ومكان الألم.
* قراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات على ماء و شربه، أو الاغتسال به، بشرط أن لا يسقط في مكان النجاسات.
* قراءة سورة البقرة على الأقل كل ثلاثة أيام مرة في البيت، وإذا شعرت بالتعب فيمكن أن تستمعي لها من صوت أي قارئ.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة). قال معاوية : بلغني أن البطلة السحرة. [رواه مسلم].
الرقم: 804.
* خذي عسلا طبيعيا واقرئي عليه سورة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات 3 مرات، ثم كلي منه.

ومن الرقية التي يمكن أن ننصح بها خذي قليلا من الماء، وأضيفي عليه ملحا وأوراق سدر مطحونة، ثم يقرأ عليه:
- الفاتحة سبع مرات.
- آية الكرسي سبع مرات.
- أول خمس آيات من سورة البقرة سبع مرات.
- سورة الكافرون سبع مرات.
- سورة الإخلاص سبع مرات.
- سورة الفلق سبع مرات.
- سورة الناس سبع مرات.
- آيات السحر.
. آيات الحسد.. .
ثم يشرب منه قليلا، ويغتسل به بعد أن يوضع في الثلاجة ليكون باردا - إذا استطعت - ويُغتسل به عدة مرات حتى يكاد ينتهي، ثم ما تبقى لا يرمى في الحمام بل يكب في مكان طاهر.
- ومما ننصح به الأخذ بنصيحة الطبيب النفسي.

نسأل الله تعالى أن يشفيكم إنه جواد كريم.

www.islamweb.net