أجد صعوبة في غض البصر عند رؤية الفتن، فما الحل؟

2024-02-10 22:30:33 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

جزاكم الله خيرًا على موقعكم المبارك.

الحمد لله تركت العادة السيئة، ولكم الفضل في ذلك بعد الله تعالى، وأسأل الله ألَّا أعود لها كما كنت أفعل من قبل.

سؤالي: أنا أدرس في جامعة مختلطة، وقليل من هنَّ ملتزمات باللبس الشرعي، والأغلبية متبرجات - هدانا الله وإياهنَّ - ومشكلتي في غض البصر، وأنا أغض بصري بقدر المستطاع، ولكن في بعض المرات ألمح بالخطأ متبرجة، وأجد صعوبة بعدها في غض البصر مباشرة، وتبقى عيني تنظر لعدة ثوان، وعندما أرجع إلى البيت تأتي تلك التي لم أغض بصري عنها في بالي، وأشعر بضيق ويوسوس لي الشيطان بالعادة السيئة، وأيضًا كلما نظرت أعاقب بسبب تلك النظرة بعدم التوفيق في الامتحانات، وأمرض وقت الامتحان، وتتعطل السيارة، ويخرب الهاتف، وتتعسّر وتتصعب أمامي الأمور.

الآن الحمد لله أنا منتبه في غض البصر، ولكن أخاف أن أخطئ ولا أغض بصري، ماذا أفعل؟ وكيف أبعد تلك الصور عن مخيلتي؟ وكيف أتقي عقاب تلك النظرة أو عقاب أي معصية؟ فإني أعاقب بسبب ذنوبي!

وسؤالي الثاني: في بداية بلوغي لمدة سنة كنت مقصِّرًا في صلاتي، ولم أكن أعرف عن الجنابة ووجوب الغسل، فكيف أعوض الصلوات التي فاتتني في تلك الأيام؟ وهل أنوي النوافل وصلاة التراويح مثلًا كصلاة الفجر؟

أعتذر عن الإطالة، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يتوب عليك، وأن يثبتك على الطاعة.

من أعظم أسباب الوقوع في العادة السيئة إطلاق البصر في النساء المتبرجات والصور والافلام الإباحية، ومن شروط قبول التوبة الإقلاع عن الذنب، وأسبابه، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليه، لذا ننصحك بصدق التوبة، وإخلاص النية فيها، والأخذ بأسباب الاستقامة، والبعد عن اسباب الانحراف.

غض بصرك واحفظ فرجك؛ لأمر الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30]، واجعل الله رقيبًا عليك في ذلك، وصم صيام نافلة كالاثنين والخميس، وابتعد عن كل ما يثير الشهوة ولا تتعرض لها، وابتعد عن الشبهات فإن من وقع في الشبهات وقع في الحرام، وأكثر من الذكر والاستغفار كلما خطر ببالك صورة أو وسواس، وكلما أذنبت تب واستغفر، فإن الله يحب التوابين، وعليك بالطاعة بعد المعصية فهي تذهب أثرها بإذن الله، قال (ﷺ): «‌أَتْبِعِ ‌السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا»، والله تعالى يقول: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].

وما ذكرته من مصائب تقع لك قد تكون فعلاً من آثار المعصية فتنبه لها، وقد تكون من أقدار الله عليك، فعليك بالدعاء بالعفو والعافية، والصبر عليها، وترك التسخط منها حتى تؤجر عليها.

وبخصوص سؤالك الثاني: اعلم أن (التوبة تجب وتمحو ما قبلها)، وأن (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، فإذا صدقت توبتك محا الله عنك ما سلف من ذنوب ومعاصٍ وتقصير في الفرائض، ولا يحتاج منك قضاء ما فات من الفرائض والصلوات، ولكن أكثر من النوافل المطلقة والطاعات والأعمال الصالحة حتى يغفر الله لك، فـ {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

www.islamweb.net