لا أشعر بمن حولي وأشعر أني سأصاب بالجنون.. أفيدوني

2016-12-14 01:46:10 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

عمري 18 سنة، معاناتي بدأت في شهر رمضان الفائت، فعندما كنت أصلي شعرت بدوخة شديدة، وبعدها أصبح لدي رهاب الموت بشكل شديد،
وفِي ليلة العيد عندما كنت جالسة مع عائلتي، وشعرت أنهم غير حقيقيين، أصابني اكتئاب شديد وبكاء وكرهت نفسي.

الأشياء التي أشعر بها الآن هي:
لا أشعر بمن حولي، عندما أخلد إلى النوم لا أشعر برجلي، وكأنها ليست موجودة، عصبية زائدة، أشعر بأني سأصاب بالجنون، الكلام يخرج مني من غير أن أفكر.

أشعر أني تغيرت ولَم أعد مثل السابق، أشعر أن الحياة غير حقيقية، لا أتحمل الإضاءة، عندما أرى نفسي في المرآة أشعر أني لست أنا.

ذهبت إلى دكتورة فوصفت لي سبرالكس 10g، ولَم أشعر بتحسن أتناوله منذ ثلاثة أسابيع.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rana Hh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

حين أُصبتِ بتلك الدوخة في شهر رمضان في أثناء الصلاة ومن ثمّ حدث لك الخوف من الموت، الذي يظهر لي أنك قد أُصبتِ في تلك الفترة أو تلك اللحظة بما نسميه بنوبة الهرع أو الفزع، وهذه بالفعل مخيفة للإنسان، لكنّها ليست خطيرة -الحمدُ لله-.

ما أصابك من اكتئاب وأنت جالسة مع الأسرة أعتبره نوعًا من التفاعل الظرفي الآني، وليس اكتئابًا نفسيًا حقيقيًا، إنما هو عرض للاكتئاب وليس الاكتئاب كمرض.

الآن يأتيك شعور بأنك لا تتحسَّسين من حولك، وهنالك شيء من العصبية والمخاوف، وشعورك بأن الأمور – أو حتى الحياة غير حقيقية – وعدم تحمّلك للإضاءة: هذا كله دليل على وجود قلق نفسي، القلق النفسي يعطي هذا الشعور – أيتها الابنة الفاضلة – وأنا أرى أنه بصفة عامَّة لديك قلق مخاوف، وفي نفس عمرك تكثر مثل هذه الأعراض، تجاوزها يتم من خلال تجاهلها، فعليك بالتجاهل، وأن تصرفي انتباهك للأشياء الأخرى مهما كانت مشاعرك، اجتهدي في دراستك، في صلاتك، في التخطيط لمستقبلك، في بر والديك، في الاستمتاع مع صديقاتك بما هو جميل في الحياة، وقومي ببعض التمارين الرياضية وتمارين الاسترخاء، هذا يعطيك إن شاء الله تعالى راحة كبيرة، لكن يجب أن تُداومي على هذه الأنماط والمناهج الحياتية التي ذكرتها لك.

عقار (سبرالكس) الذي وصفته لك الطبيبة عقار ممتاز، اصبري عليه، وربما تحتاجين أن ترفعي الجرعة إلى عشرين مليجرامًا يوميًا، وهذه ليست جرعة كبيرة، قد تستمرين عليها لمدة شهرين مثلاً، ثم ترجعي وتجعلي الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم تجعلينها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

لا أريدك أن تستمري في الدواء أكثر من ذلك، هو دواء نعم سليم وجيد -وإن شاء الله تعالى- فاعل، ومدته من خمسة إلى ستة أشهر، ستكون كافية جدًّا، -وإن شاء الله تعالى- من خلال التطبيقات التي ذكرتها لك، وتناول الدواء أمورك تكون كلها طيبة، وعلى خير بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net