أعاني من القلق الشديد والوسواس من الإصابة بمرض الإيدز، أفيدوني

2018-02-27 04:53:53 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا شاب، أعاني من القلق الشديد والوسواس من مرض الإيدز، بسبب علاقة غير محمية قبل شهر، لكن أنا تآئب لله، والله أعلم بما في الصدور، وقال الله: لو بلغت ذنوبك عنان السماء واستغفرتني لغفرت لك.

يا دكتور: أنا قرأت عن الأعراض، ومن ضمنها انتفاخ الغدد اللمفاوية، ومن بعدها بديت أتحسس رقبتي كل يوم، وأدور الغدد اللمفاوية، بعد مرور أسبوعين بدأت أحس آلام في الرقبة ونغزات، وبدأت أخاف وأتحسس رقبتي وأدور، فلقيت كرة صغيرة بحجم حبة الحمص.

أتوقع أنها قديمة، كما أنني بدأت أشعر بنغزات تحت الفك السفلي، وأتحسس فمي من الداخل وأضغط عليه، فذهبت لعدة أطباء فحصوني سريريا، وقالوا: لا يوجد شيء، فأدخلت إصبعي بالأمس تحت اللسان من اليمين، والإصبع الآخر تحت الفك من اليمين، وبدأت أتحسس الكرة مكان النعزات والألم فلم أجد شيئا، وضغطت المكان بقوة فشعرت بألم، استمر ينبض لمدة نصف ساعة ثم ذهب، وشعرت كأن المنطقة متورمة، ولكن من الظاهر لا شيء.

بعدها إذا حركت الفك أشعر بألم خفيف في المنطقة، وبدأت أحس تحت الفك بكرة صغيرة بحجم حبة الحمص أو أصغر، لم تكن مرئية من قبل، ولا يوجد أي أعراض سخونة، أو زكام، أو التهاب في الحلق.

أنا أعاني من التهاب اللوز الدائم، وفكرت بإزالتها لأنها أتعبتني، وأجريت تحليل PCR في اليوم الثامن من العلاقة، وكانت النتيجة سلبية، فما تشخيصكم لحالتي؟

أرجو الإفادة، مع الشكر.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيها -الفاضل الكريم-: الوقوع في فاحشة الزنى يجرُّ للإنسان الحسَّاس، والإنسان صاحب القِيم الكثير من الأعراض والمهالك النفسية المخيفة، أنت وقعت في هذا الذنب العظيم، وأسأل الله تعالى أن يغفر لك، ولا بد أن تُحدث توبة نصوحا، ولا بد أن تكون توبتك مستوفية لشروط التوبة، نعم رحمة الله واسعة، ولا حدود لها، لكن -أخي الكريم- هذا الأمر يجب ألَّا نُسيء فهمه، أو نلجأ للتبرير والنكران، لأن رحمة الله سوف تشملنا ويخوض الواحد مع الخائضين، لا.

أنا سعيد أنك قد تبت، وهذا علاجك، وأقول لك -أيها الفاضل الكريم- مخاوفك سببها أنه في الأصل لديك قابلية للخوف وتوتر الوسوسة حول الإصابة بالأمراض، والأمر الثاني -كما ذكرت لك- أنني أرى أن قيم الخيْريَّة فيك عالية جدًّا وقيمة الفضيلة لديك موجودة، وهذا جعل نفسك اللوَّامة تتسلَّط عليك، وهي نفسٌ طيبة عظيمة، سوف تُعطِّل فعالية النفس الأمَّارة بالسوء، -وإن شاء الله تعالى- تنتقل إلى النفس المطمئنة.

أيها -الفاضل الكريم-: هذا النوع من المخاوف والوسوسة يحسمه الإكثار من الاستغفار والتوبة، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ من الشيطان الرجيم، ومن نفسك الأمَّارة بالسوء، وأن تعيش الحياة بقوة وبصورة طبيعية جدًّ.

أنا لا أرجِّح أبدًا أنك قد أُصبتَ بداء فقدان المناعة المكتسب، لكن في ذات الوقت اعلم أن هذا النوع من الوسوسة لا يحسمه إلَّا الفحص، ولذا أقول لك أنك يمكن أن تذهب لطبيب باطني، أو طبيب مختص في الأمراض المنقولة، ويُجري لك بعض الفحوصات البسيطة جدًّا والغير مكلِّفة، وتطمئن بعد ذلك -إن شاء الله تعالى-.

وأشترط عليك شيئًا واحدًا -أيها الفاضل الكريم- وهو: ألَّا تُكرِّر الفحوصات، ولا تتنقل بين الأطباء بعد ذلك أبدًا، وأنصحك الآن أن تعيش حياة صحيَّة: أن تمارس الرياضة، أن تنام نومًا ليليًا مبكِّرًا، أن يكون لك تواصل اجتماعي ممتاز، أن تُحسن إدارة وقتك، أن تهتمَّ بتغذيتك، أن تهتم بتطوّرك الوظيفي والمهني، أن تجعل الزواج نصب عينيك، هذه هي الحياة الطيبة والحياة الجميلة، وعليك بالصلاة مع الجماعة، فيها خير كثير وخير عظيم.

ولا بأس -أيها الفاضل الكريم- أن تتناول أحد مضادات القلق والتوتر، وهنالك دواء بسيط يُعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل)، واسمه العلمي (سلبرايد)، أعتقد أنه سوف يُساعدك بشيء من الاسترخاء النفسي والجسدي.

تناول الدواء بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة أسبوع، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا ومثلها مساءً لمدة شهر، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء. دواء بسيط، وسليم، وهذه الجرعة جرعة صغيرة، كما أن مدة العلاج محدودة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

www.islamweb.net