كيف أتعامل مع أبي، وهو كثير الغضب ويرفع صوته؟

2018-11-11 07:42:39 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم
والله ما ترددت يوماً بتصفح موقعكم لثقتي الدائمة بكم، فشكراً لكم.

مشكلتي تكمن مع أبي: أبي رجل محترم، ويشهد له الجميع، ويصلي وطيب ويخاف علينا، لكنه عصبي جداً، لدرجة أنه صار لدينا ثقة تامة بالبيت أنه يفتعل المشاكل، دائماً صوته عال!

ينتقد كل شيء باستمرار، أسلوبه جداً مستفز، أحياناً أبقى صامتة حتى لا أرد جواباً يغضبه وأدخل بمشكلة كبيرة، ولو فعلت ودافعت عن موقفي أو أبديت رأياً قد يكون مخالفاً لرأيه يغضب جداً، فأدخل بحزن عميق، وينتابني شعور بالذنب؛ لأني لم أتربَ على الرد على والدي، أو أسمعهم أي كلام يغضبهم، لكن صدقوني غصباً عني.

دائماً كلامه مستفز معنا بشكل عام، وخلقه ضيق، الآن وصلنا إلى (الطناش) تصوروا؛ لأن غضبه بات شيئاً عادياً بالنسبة لنا.

الآن هو غاضب مني، وأنا لم أأبه للموضوع أبداً؛ لأنها عادته، لكن بداخلي شعور أخاف من غضب الله علي، حتى إن أبي ليس من النوع المسامح السلس، شخصيته صعبة جداً، والله حتى رضاؤه صعب.

مع العلم أنني واجهته كثيراً، وقلت له أنه لا بد من تغيير الأسلوب حتى نبقى عائلة متفاهمة إلا أنه وبكل مرة يزداد غضباً ونعود لنقطة الصفر، ماذا أفعل؟ والله ما يهمني هو رضا الله، والله يعلم بأن أبي صعب جداً، حتى أنه طلب مني طلب أنا أنجزته، ولكني لا أريد أن أقول له أني أتممته حتى لا أدخل معه بنقاش، أصبحت لا أحب حتى مناقشته، لا أطيق منه أي تعليق.

مع العلم أني أحبه والله، فهو أبي بالنهاية، لكنني أشتاق لذلك الأب المسؤول الأب الذي يعامل أولاده بحكمة وصوت منخفض وبثقافة.

لا أعلم أين الصح وأين الخطأ؟! نحن عائلة متماسكة -ولله الحمد- وأمي امرأة صالحة وصابرة على كل شيء -ولله الحمد-.

أبي لا أذكر يوماً أنه تغاضى عن سيئة بدرت منا أو قلص مشكلة عادية قد تحصل بالعائلة، أرجوكم لا تقولوا لي: ضغوطات، فالكل مضغوط، والكل يعاني، وعزاؤنا بزمننا، كلمة طيبة نسمعها من أقرب الناس لنا، هل أنا مذنبة؟ هل علي شيء لا بد من فعله لأبرئ نفسي أمام الله؟

وشكراً جزيلاً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ربا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا يخفى على أمثالك أن الصبر على الوالد والاحتمال منه باب من أبواب البر والإحسان، وإذا كان البر عبادة فالعبرة فيها بإرضاء الله، وإذا قمت بما عليك ولم يقبل الوالد فلا تعتبري عاقة له، وقد جاء في سورة الإسراء بعد آيات البر قول ربنا سبحانه: (ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفوراً)، أعلم بما في نفوسكم من البر والرغبة في الإحسان، ففي الآية عزاء لمن أدى واجبه كاملاً، ولكنه مبتلى بوالد أو والدة يصعب عليه الوصول إلى إرضائهم.

هذه بعض التوجيهات والتنبيهات، أرجو أن تكون عوناً لك على البر والخير.
- عليك بكثرة اللجوء إلى الله الموفق سبحانه، فقلب الوالد وقلوب الناس بين أصابعه، يقلبها ويصرفها.

- عليك بذل كل الجهد في إرضاء الوالد، وذلك بتجنب ما لا يرضيه من الأقوال والأفعال والتصرفات، وأنت أعلم بوالدك من أي أحد.

- عدم مقابلة عناده بعناد أو (تطنيش) فالأب يظل أباً مهما حصل منه، واحتسبي الأجر والثواب، فإن تذكر لذة الثواب تنسي الآلام.

- حاولي رصد المواقف والأشياء التي تثير غضبه لتفاديها، وسوف نسعد إذا تم عرضها علينا حتى نحلل شخصيته، ونتعاون في وضع خطة للتعامل معه.

- عدم القيام بأي أمر دون مشاورته أو إعلامه؛ لأن الأب يصل إلى مرحلة يشعر فيها أن الأمور تقضى بدونه، وربما يشعر أن أبناءه وبناته ابتعدوا عنه وانحازوا لوالدتهم، وهذا قد يجعله يغضب منهم جميعاً.

-إذا نفذت ما طلبه الوالد فلا بد من إعلامه وإخباره، حتى لا يستمر عدم رضاه، واستمري في التواصل مع موقعك، وأعرضي تفاصيل بعض المواقف، ومن حقك المطالبة بحجب الاستشارة إذا كنت سوف تذكرين بعض الخصوصيات.

- حاولي مناقشة الوالد وسؤاله عن الأمور التي تضايقه، وقدمي بين يدي ذلك الحوار صنوفاً من البر والاهتمام، فإذا غضب فاتركيه ثم عودي بخطة جديدة، وثقي بأن التوتر المذكور له أسبابه.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسعادة والسداد.

www.islamweb.net