هل القلق والخوف لها علاقة باضطرابات المعدة وضيق التنفس؟

2019-01-24 05:59:42 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى السيد الدكتور: محمد عبد العليم حفظه الله.

أما بعد: أعاني في هذه الفترة من اضطرابات في المعدة، غازات كثيرة، وضيق تنفس، ولست مرتاحا عند قضاء الحاجة، وخاصة القلق والخوف الذي يصاحب هذه الأعراض، وأتناول الآن دواء دوجمتيل منذ 50 يوما بعد يوم حبة واحدة، ومعه meteoxane مرتين في اليوم.

علما أني أعاني منذ سنة 2005 من الأعصاب في المعدة، وفي سنة 2007 أصبحت أعالج عند طبيب نفساني، ووصف لي عديد الأدوية من بينها paraxat setrotyl .lysanxia normocardyl .debroxyl لكن منذ سنة 2015 إلى الآن لا أستعمل إلا الدوجمتيل 50.

علما أني أصبت بسحر مأكول لتعطيل الأسباب ومنذ سنة 2010 إلى اليوم لم أتحصل على عمل ولم أعمل، ولكني ملتزم بالقرآن والأذكار والصلاة والرقية -والحمد لله- رغم أني أبحث دائما عن عمل، لكن بدون جدوى.

دكتور: جزاك الله خيرا، هل من مساعدة حتى يكتب الله تعالى الشفاء على يديك؟ وشكر الله سعيكم، وجزاك الله خيرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كنبات أسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: من المؤكد أن هنالك علاقة وثيقة جدًّا بين وظائف الجسد ووظائف النفس، وما يؤثّر على هذا يؤثِّرُ على ذاك، وأعراض الجهاز الهضمي في مجملها تلعب الأسباب النفسية دورًا كبيرًا فيها، التوترات والقلق النفسي قد يتحول إلى توتر وقلق عضلي، وأكثر عضلات الجسم تأثُّرًا هي عضلات الجهاز الهضمي.

فأنا أعتقد أن حالتك هي حالة نفسوجسدية، وأنت لست مريضًا نفسيًا أبدًا، لا أريدك أن تنظر لنفسك بهذه الكيفية.

موضوع الإصابة بالسحر – أخي الكريم – أنا أؤمن بالسحر وأؤمن بوجوده، وأؤمن بالإصابة به، لكن أؤمن أن الله خيرٌ حافظًا، وأن مَن سيدخلون الجنة بغير حساب الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون، وأؤمن أن الله سيبطل كل باطل ومن ذلك الباطل السحر، فاجعل هذا هو معتقدك، ولا تشغل نفسك بهذا الموضوع، وعليك أن تغلق هذا الباب تمامًا، ولا مانع من أن يرقي الإنسان نفسه بنفسه، ومَن حافظ على أذكار الصباح والمساء لا يضره شيء بإذن اللهِ.

الحمد لله تعالى أنت تحافظ على الصلاة والأذكار وتلاوة القرآن، هذا يكفي – أخي – والرقية الشرعية، فأرجو أن تغلق هذا الباب تمامًا، واعتبر أن هذا السحر – إن وُجد – قد أبطله الله تعالى، وارفع من همّتك في كل شيء، في التواصل الاجتماعي، في العبادة، في بر الوالدين، في أن تكون شخصًا نافعًا لنفسك ولغيرك، نظِّم وقتك.

أعجبني كثيرًا اهتمامك بموضوع العمل، والعمل مهمٌّ جدًّا، وقيمة الرجل في العمل، أرجو ألَّا تُوقف بحثك أبدًا عن العمل، واسأل الله تعالى أن يرزقك عملاً طيبًا ونافعًا لك في الدنيا والآخرة، وحتى إن وجدتَّ عملاً بسيطًا – أخي الكريم – لا تتأفف منه، لا ترفضه أبدًا، العمل يمثِّلُ ركيزة أساسية للتأهيل النفسي والاجتماعي، فاحرص على ذلك.

بالنسبة للعلاجات الأخرى: الرياضة مهمّة، رياضة المشي تُحسّن المزاج، وتؤدي إلى زوال معظم الأعراض النفسوجسدية خاصة أعراض الجهاز الهضمي، فاحرص عليها أخي الكريم.

أما بالنسبة للدواء: فالدوجماتيل يمكنك أن تستعمله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم من عيار خمسين مليجرامًا، هذه جرعة صغيرة لكنها -إن شاء الله تعالى- مفيدة، ويمكن أن تتناوله لمدة ستة أشهر إلى عام لا بأس في ذلك أبدًا، وإن أردتَّ أن تُدعمه بدواء آخر هذا أيضًا سوف يكون أمرًا جيدًا.

وهنالك دواء قديم لكنّه جيد جدًّا يُسمَّى (تربتزول)، واسمه العلمي (إيميتربتالين) بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً قد يكون مفيدًا جدًّا لك، لكنه يُعاب عليه أنه قد يُسبِّب جفافًا في الفم، أو ربما في بعض الأحيان عند الرجال ضعف في تيار البول، فإن أردتَّ أن تُجرِّبه فلا بأس في ذلك؛ لأنه مفيد، وإن سبَّب لك أي عرض من الأعراض التي ذكرتها فيجب أن تتوقف عنه.

ويمكنك أن تستبدله بعقار (زولفت)، والذي يُسمَّى علميًا (سيرترالين)، هذا دواء رائع جدًّا أيضًا، والجرعة هي: تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً لمدة شهرٍ، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله، هو قطعًا دواء ممتاز وسليم، وسوف يفيدك كثيرًا مع الدوجماتيل.

أخي: لا داعي لتناول الـ (lysanxia)، دواء طيب، لكنّه سريع التعود والإدمان، وأنت لا حاجة لك فيه، وأعتقد أنك قد توقفت عنه، والـ (paraxat) أعطيناك بديله وهو الزولفت.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net