دلالة التعب والإرهاق والبكاء بعد القيام بالاستخارة

2005-09-01 11:45:35 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكراً لخدمتكم في استشاراتكم.

أنا شاب تقدمت لخطبة فتاة، وقامت الفتاة بالاستخارة، وفي اليوم التالي صباحاً استيقظت شديدة التعب والإرهاق، وكانت تبكي، فهل هذا يعني الإقلاع والابتعاد عن الخطوبة؟

أرجو منكم الإجابة بالتفصيل.

وجزاكم الله خيراً.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونسأله تبارك وتعالى أن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

فإنه لا علاقة لما حدث بالاستخارة التي هي طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير، ولأهميتها فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن.

والمسلم دائماً يستخير ويستشير، ويقصد بيوت أهل الصلاح والخير (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، وإذا حصل له تردد ولم يتبين له الخير فإنه يصلي صلاة الاستخارة، ويسأل ربه (إن كان في هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي، وإن كنت تعلم أن في هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به) وليس من الضروري أن يرى مناماً، أو أن تحدث أشياء معينة، لكنه انشراح يجده الإنسان فيمضي في أمره، وقد تواجهه بعض الصعاب؛ لأن هذه هي طبيعة هذه الدنيا التي جُبلت على الكدر والعنت، وإذا كان الإنسان مهموماً مشغولاً فإنه ينهض متعباً، وفي بعض الأحيان يشعر أن عقله كان يعمل وهو نائم، ولا يخفى عليك أن القلق والتوتر طبيعي لكل من يقدم على مشروع كبير كالزواج، بل إن التوتر يشتد عندما تقترب أيام الزواج أو مع وجود آراء مختلفة في المنزل في قضية الزواج، والذي فهمته أن هذه الاستخارة كانت بعد الخطوبة، والصواب أن تكون قبلها، فإن الإنسان إذا اختار شيئاً معنياً ورضيت المرأة برجل معين فكيف تكون الاستخارة على موضوع الخطوبة الذي فُرغ منه؟! ولكن يمكن أن تستخير في أن تقدم الزواج على الدراسة، وهل تجعل الزواج في المدينة أو في القرية؟ ونحو ذلك.

وعليه فلا داعي للقلق أو الالتفات إلى هذا الأمر، وسِر على بركة الله لإتمام مراسيم الزواج، واعلم أن البكاء له دلالات كثيرة، فقد يكون لأجل التعب، وربما كان لخوفها من فراق أهلها ومسكنها، وقد يكون سببه التوتر والقلق، وقد عده بعض الفقهاء من علامات الرضا، ولذلك نوصيكما بالإكثار من ذكر الله، واحرصا على البعد عن المعاصي، وأسس هذا الزواج على الطاعة، واعلموا أن خير البر عاجله.

نسأل الله أن يكتب لكما التوفيق والسداد.



www.islamweb.net