كيف يكون التوفيق بين الزواج والدراسة في الغرب؟

2020-04-13 02:52:03 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا شاب بمقتبل العمر وفي نهاية الدراسة الجامعية، وأريد أن أنتقل إلى دول الغرب (أمريكا) بعد التخرج لغرض العمل لوجود فرص أفضل هناك لتحقيق ما أصبوا إليه من طلب العلم.

أنا أيضاً على مشارف الزواج، لكن تخوفي من أن انتقالي هناك مع زوجتي لوحدنا هناك أمر غير آمن لنا، إذ لا يوجد الكثير من المعارف هناك كما في الوطن، وأخشى عليها أن أذهب للعمل لساعات طويلة وهي بمفردها في البيت هناك، إذ ليس لنا (من الناس) من نلجأ إليه عند الحاجة خصوصاً أنها شابة أيضاً وبالتأكيد ليس لها الخبرة والقدرة على التواصل مع الناس والثقة بهم.

أنا أخشى على زوجتي المستقبلية كثيراً وأخشى أن لا أوفر لها الأمان المطلوب ومقومات الحياة التي نحتاجها.

حتى إن كان هناك ما يسمى بجالية عربية فأيضاً لا أستطيع الوثوق بشخص لا أعرفه جيداً، فهل لديكم أي نصيحة بشأن ذلك؟

وآسف على الإطالة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابننا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يكتب لك التوفيق والنجاح والصلاح وأن يصلح الأحوال، وأن يرزقك الزوجة المؤمنة بالحلال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

نهنئك بوصولك لنهاية المرحلة الجامعية، ونهنئك أيضاً بفكرة الزواج قبل السفر إلى بلاد الغرب؛ فإن هذا مما يعين الإنسان على الثبات في بلاد الشهوات (بحيث تمشي على رجليك وأنت ثابت بتمسكك بدينك القويم).

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، نبشرك -ابننا الكريم- بأن في كل بقعة في أرض الله هناك جاليات مسلمة، هناك أخيار هناك فضلاء وفاضلات والأمر ليس كما تتخيل، ولكن أيضاً المهم جداً أن تطوروا مهاراتكم الاجتماعية مهارات التواصل مع الآخرين، زوجتك ستجد صالحات فاضلات وأنت ستجد صالحين وفضلاء والحمد لله لا توجد بقعة في أرض الله الواسعة إلا وفيها أخيار وصالحات.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأكثروا من الدعاء إلى الله، اسألوه أن يحببكم إلى خلقه وأن يحبب إليكم الصالحين منهم، غير أن الظروف الحالية يحتاج إلى أن تقفوا مع أنفسكم وتدرسوا مسألة السفر دراسة متأنية كاملة تقدرون فيها المصالح وتقدرون فيها المفاسد، ونسأل الله أن يرفع الغمة عن الأمة وعن البشرية.

إن ما يحدث في دنيا الناس لا يشجع على مسألة السفر والانتقال، إلا أن القيم وهذه الأحداث تثبت أن القيم في بلادنا وأن المعاني الكبيرة هي الأغلى وهي الأعلى، فاجتهد في تقدير الأمور وفي الحسابات الصحيحة، وننصحك في هذا المجال بالرجوع إلى أهل الخبرة إلى معارفك الذين سبقوك، إلى الذين درسوا في تلك البلاد حتى تستطيع التقدير الصحيح للأمور.

نطمئنك أنه في حال السفر لن تجدوا إلا الخير، والحمد لله إذا سافر الإنسان ومعه الزوجة فإنه يؤنسها وتؤنسه، وهذا من أكبر ما يعين الإنسان -إن شاء الله- على النجاح والفلاح والعافية أيضاً من الوقوع في الفتن التي تحاصر الناس، أقول: (إن مضلات الفتن في كل الأرض، لكنها هناك بطريقة مزعجة أكثر من بلادنا نحن معشر العرب والمسلمين).

أما كونك لا تثق بالآخرين فهذا قطعاً يحتاج منك إلى وقفات، لأن الغالب في الناس دائماً هو حسن الظن، ودائماً المرأة العفيفة المرأة المتسترة لا يمكن أن يجرؤ الإنسان من العدوان عليها، ولذلك مما ننصحك به أن تحرص زوجتك على حجابها وسترها وأدبها، فإن في الحجاب والالتزام بآداب الإسلام حماية ( ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ) يعرفن بأنهن الفاضلات يعرفن بأنهن الخيرات، ونحمد الله أن هذه الحشمة وهذا التميز للمرأة المسلمة كان سبباً لصيانتها في بلاد المسلمين وفي بلاد غيرهم، لأن الله يقول (ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ)، وأصلاً لا يمكن أن يحصل عدوان إلا إذا كان من المرأة استجابة، وهذا ما ينبغي أن يكون واضحاً.

عليك أيضاً أن تتعرف إلى الصالحين وما أكثر الصالحين وستجدهم في أماكن المراكز الإسلامية حيث ينادى للصلاة في مواطن الخير ستجد الأخيار، والإنسان فعلاً يحتاج إلى رفقة صالحة، ويمكنك أيضاً عندما تريد السفر أن تنسق مع الجهات المسؤولة التي تبتعث الطلاب وطلاب الدراسات العليا حتى يبينوا لك أماكن وجود هؤلاء الفضلاء الأخيار، وستجد هنالك من بلدك المسلم ومن البلاد العربية ومن هذه البلاد المسلمة كما قالوا: أخ لك لم تلده أمك، وستجد الأخيار الفضلاء.

نسأل الله أن يحفظكم حيث ما كنتم وأن يلهمكم السداد والرشاد، وهذه وصيتنا لكم ولأنفسنا بتقوى الله ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net