هل يجب عليّ إخبار أمي بأخطاء أخي أم أكتفي بنصحه؟

2020-06-15 21:32:43 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أخي عمره ١١ سنة فقط، أخذت هاتفه لغرض ما، ولكن دهشت عندما رأيت المحادثات في هاتفه، فهو يتشاجر مع أشخاص لا يعرفهم عبر الإنترنت، ويستخدم كلمات جداً بذيئة، ويسبهم بشرفهم، ولا أعلم ماذا يجب علي أن أفعل؟ لقد نصحته وطلبت منه أن يبتعد عن أصحاب السوء الذين علموه هذه الألفاظ، ولكن لا أعلم هل يجب علي إخبار أمي بذلك؟ أم أكتفي بنصحه؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بأمر شقيقك، ونحيّي عندك روح الخير التي دفعتك للنصح له، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح الأحوال، وأن يهدينا جميعًا لأحسن الأخلاق والأقوال والأفعال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعة ربنا السعادة والآمال.

نحن سعداء جدًّا بهذه النصيحة الغالية لشقيقك الأصغر، وهكذا ينبغي أن تكون الأخت لأخيها، فاستمري في النصح له، والمتابعة له، وكوني قريبة منه بالنصائح والإرشادات المفيدة، ولا نؤيد إخبار الوالدة في هذه المرحلة إلَّا إذا تمادى، لأن المحافظة على الثقة التي بينك وبينه من الأمور المهمّة، بالعكس ينبغي أن تستمري في النصح والمتابعة، ونتمنّى ألَّا يتكرر منه هذا الخطأ، وأن يستمع إلى النصائح التي تصل إليه منك.

أمَّا إذا تمادى في هذا الأمر ورفض فعند ذلك ينبغي أولاً أن تُهدِّديه بإخبار الوالدين، فإذا تمادى عند ذلك تُخبريه، بعد أن تُهدِّديه تقولي: (بما أنك مُصِرٌّ على ما أنت عليه فأنا مضطرة لأن أخبر الوالدين، لأن هذه الأمور أمور خطيرة، لذلك فأنا مضطرَّة إلى إخبارهما)، يعني بهذه الطريقة.

ونحن حقيقة لا نفضل الاستعجال بإشراك أحد، طالما هو استمع النصح، أنت نصحتِ له ودخلت معه في التفاصيل، فيكفي أن تتابعي معه، لكن إذا تمادى ورفض أن يتوقف عند ذلك الأمر سيختلف، وعند ذلك أيضًا ينبغي أن تتواصلي مع الموقع حتى نعرف الطريقة المناسبة، وما هو نمط شخصية الأم، هل تتوقعين أنها ستزجر وتصبر عليه وينتهي الأمر؟ هل تتوقعين أنها ستضربُه؟ لأن بعض الآباء وبعض الأمهات ربما يغضب مرة ثم يسكت، عند ذلك نكون قد خسرنا كثيرًا، لأن هذا هو آخر حاجز، وآخر رادع له، فإذا كان الوالدة أو الوالد متساهل معه فإن الولد يمكن أن يضيع ويُعاند ويستمر، ولا يستمع بعد ذلك لأي نصيحة.

لذلك هذه الخطوة رغم أهميتها إلَّا أننا نريد أن تتأخّر جدًّا، ونتمنّى ألَّا نحتاج إليها، بل أنت فيك الخير، وأنت ولله الحمد ناضجة، والدليل هذه الاستشارة، فاستمري في النصح لهذا الشقيق، وكوني قريبة منه، وتابعي الموضوع معه، وأشغليه بالأشياء المفيدة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا جميعًا، وأن يُلهمنا السداد والرشاد.

وهذه وصيتنا لكم جميعًا بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يحفظكم ويحفظنا جميعًا، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

www.islamweb.net