هل عدم استيعاب الكلام يعد حالة مرضية؟

2020-09-23 03:08:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

هل عدم استيعاب الكلام يعد حالة مرضية؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخت الكريمة: تختلف أسباب عدم استيعاب الكلام بالنسبة للطفل الصغير عنها لدى الكبير؛ لأنه من صيغة سؤالك لم يحدد إذا كان المعني شخص كبير أو صغير.

إن عدم استيعاب الكلام عند الصغير غالباً ما يكون سببه تدنيا في القدرات العقلية حيث يعاني الطفل من بطء في التعلم، أو تأخر ذهني (أقل من ٦٩ درجة على مقياس الذكاء) مما يؤثر في قدرته على معالجة المعلومات بالسرعة المناسبة في الدماغ، وهذا يؤثر على استيعابه لما يقال له أو يراه؛ لأن النقص في القدرات العقلية يؤثر في عمل العمليات العقلية المسؤولة عن الاستيعاب، وهي: الانتباه، والذاكرة، والتمييز، والقدرة على التفكير وتحليل المعلومات الواردة للدماغ.

أما عند الكبار فإن أسباب عدم الاستيعاب غالباً ما تكون "مَرضيّة" نتيجة لإصابة الفرد بـ "حُبسة كلامية" Aphasia وهي حالة تُضعف قدرة الفرد على التواصل مع الآخرين، ويمكن أن تؤثر في قدرته على التحدث، والكتابة، وفهم اللغة لفظية أكانت أو مكتوبة، وعادة ما تحدث الحُبسة بصفة مفاجئة، بعد الإصابة بسكتة دماغية، أو إصابة بالرأس، إضافة إلى أنها قد تنشأ تدريجيًا إثر ورم ينمو ببطء في الدماغ، أو مرض يسبب ضررًا تدريجيًا ودائمًا (تنكسيًا).

وتحدد درجة الإصابة وفقًا لموقع وسبب الضرر والتلف في الدماغ.

ومن الناحية العصبية، فالذين يعانون من ضعف في استيعاب الكلام، يكون لديهم خلل مرضي في منطقة فيرنيك بالدماغ، وتسمى بالحبسة الاستقبالية" وتتميز بطلاقة الشخص بالكلام، مع ملاحظة أن لديه صعوبة في استيعاب الحديث والكلمات والجمل، وعلى الرغم من طلاقة الكلام إلا أن المريض يعاني من فقدان بعض الكلمات الأساسية في حديثه (أسماء، أفعال أو صفات)، كما قد يحتوي الكلام على كلمات غير صحيحة أو غير منطقية، ويرتبط هذا النوع مع الحبسة بالضرر المتصل بالجزء الخلفي الأيسر من القشرة الصدغية في الدماغ، حيث تعتبر المنطقة الأكثر شيوعاً لهذا النوع.

ويوجد العديد من الاستراتيجيات التي تساعد في تحسين الاستيعاب عند الفرد، أهمها:
- عليه أن يركز انتباهه لما يقال له أو يسمعه.
- عندما يتكلم شخص معه، على من يعاني من ضعف في استيعاب الكلام، أن يحرص على التواصل البصري مع المتحدث، لكي لا يتشتت انتباهه وتضيع المعلومات التي يقولها الطرف الآخر.

- استخدام استراتيجيات معينة للمساعدة على التذكر وتخزين الفرد للمعلومات في الدماغ بطريقة يسهل استرجاعها والتحدث عنها.

- اتباع أسلوب كتابة الملاحظات، عندما يقال له أشياء مهمة، والعمل على تصنيفها ليسهل الرجوع إليها.

- على من يتحدث مع شخص ويعلم أنه يعاني مشكلة في استيعاب الكلام، عليه التحدث بعبارات قصيرة وواضحة ومباشرة، وألا يطلب منه القيام بعدة أعمال دفعة واحدة، وعلى المتحدث إعادة التعليمات حتى يتأكد أن الشخص قد فهم ما قيل له، وما هو مطلوب منه.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

www.islamweb.net