كيف أتغلب على الفشل في الحياة وضعف الثقة بنفسي؟

2020-11-25 05:33:05 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

طوال مسيرتي الدراسية كنت متفوقة إلا انني كنت أعاني من نقد شديد من عائلتي والمقربين لهندامي، أو ملابسي، أو شخصيتي مما عزز فقدي للثقة في النفس، فقررت أن أهمل دراستي في البيت، وأركز على تطوير نفسي.

بعدها بفترة مرضت بمرض مزمن، ففقدت زمام أمور حياتي، عندما تحسن حالي قررت أن أطور نفسي لكي أستطيع السيطرة على كل شيء بما فيها دراستي التي لم أعد فيها كما كنت.

ضغط وانتقادات من كل الجهات، فبدون إدراك أعطيت الأولوية للأشياء الثانوية، نجحت بالثانوية العامة بمعدل مستحسن، فصدمت ولم أرض أن التحق بالكلية العادية، فجلست في البيت أنتظر العام المقبل للدراسة في الخارج، بعد كل الجهد حصلت على رفض للفيزا، أقراني يستمرون في الدراسة والتقدم وأنا واقفة في مكاني لا أعرف ماذا أفعل كل ما فعلته في هذه السنتين التي كنت منقطعة عن الدراسة هو محاربة الاكتئاب والتشاؤم وقتل وقتي.

أسرتي متسلطة، وجدا منتقدة، ولا يتوقفون عن المقارنة واللوم، من ناحية الجانب الديني، أحيانا أصلي بالسنن والأذكار، وأحيانا أوقف الصلاة نهائيا، لم أستطع يوما الاستمرار في الصلاة أكثر من 10 أيام رغم كل محاولاتي.

سبق وأن فكرت في قتل نفسي، إلا أنني أظنني تغلبت على هذه الفكرة نهائيا، وأحس برغبة ملحة في قص شعري أو أظافري أو أذية نفسي قمت بعدة معاص في الماضي، لكنني تبت توبة نصوحة، لست مرتبطة عاطفيا، ولم يسبق لي بالنسبة للأصدقاء ذلك، كان لدي العديد إلا أنني صرت لا أضيع الفرصة لأقطع علاقتي بهم، والآن صار لدي رفقاء فقط.

أدعو الله أن يجازيكم خيرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بشرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نًرحب بك أجمل ترحيب، ونسأل الله أن يُبشرك بما يسرك، ويكف عنك ما يضرك ويثبت يقينك ويبعد عنك كل شيء يُؤذيك، ويجعل السعادة مستوطن قلبك يا بشرى.

مما لا ريب فيه أنّ كثرة الضغوطات النفسية التي تعرضت لها والمرحلة العصبية التي مررت به ولدت لديك بعض الشعور بالبأس ودرجة من درجات الاكتئاب التي تستدعي لك الخضوع إلى جلسات علاجية، فالرغبة قي قص الشعر والأظافر والرغبة الملحة لأذية النفس ما هي إلا بعض الأفعال والسلوكيات التي تعبر عن ذلك، وعن رغبتك في التخلص من الطاقة السلبية وتفريغها والتخلص من الضغط النفسي الذي تعيشينه بالإضافة إلى أنه نوع من أنواع معاقبة الذات لإظهار عدم الرضى عن النفس، وعن الحياة التي تعيشينها.

وإن شاء الله تعالى هذه الحالة ستكون عرضية، ولن تستمر كثيراً بل وستختفي تأثيراتها مع الوقت، ومع تحسن أمورك إلى الأفضل، ولكن كما قلنا يجدر بك متابعة أخصائية نفسية موثوق بها لمساعدتك في تخطي ذلك.

أما بالنسبة لحياتك العملية والعلمية، فاعلمي يا بنيتي أن بداية التغيير يبدأ من رغبتك فيه؛ فلا يمكنك أنّ تغيري من واقعك إلا إذا رغبت أنت في ذلك!

لذلك من الضروري أنّ تقومي بتحديد واختيار الطريق الجديد الذي تريدين سلوكه في محاولة لفتح الباب لحياة جديدة، واضعة في عين الاعتبار أنّ التغيير يتطلب منك كثيراً معرفة نفسك وعن المهارات والقدرات التي تمتلكينها.. فمن عرف نفسه عرف ربه.

عليك بالتفكير الإيجابي؛ لأنه أصلا من الكون والفطرة التي فطر الله الناس عليها وتجنب التفكير السلبي فهو يستمد قوتها من غير الطبيعة وهو ما يوصلك إلى الحزن والكآبة والتعاسة والكسل والشعور بالندم في حياتك.

وكوني على يقين بإنك قادرة على تحقيق أهدافك ما دمت متمسكة بهدفك، وما دمت مستمرة في جهودك متجاهلة ومتناسية كل السقطات التي واجهتها، ولتكن لك مصدر قوة لتتجهين بها إلى مستقبل أفضل بإذن الله تعالى يا بشرى.

ومن أجل تعزيز الثقة بالنفس أنصحك:
تظوير الذات فأنت بحاجة إلى دعم نفسي أكثر، وترتيب أوراقك وحياتك بروية وهدوء واختيار اختصاص يتناسب مع قدراتك وإمكانياتك وأهمية اختيار المتاح لك.

ومن المهم جداً قراءة الكتب المتنوعة، فقراءة الكتب طريقة رائعة للتعلم، ففي كل مرة تتعلمين فيها جديداً، تكتسبين المزيد من المعرفة التي تحقق لديك المزيد من الثقة بالنفس، كما أنه ساعدك على أنّ تكوني أكثر قدرة على التكيف مع ظروفك وأكثر مرونة مع المواقف المختلفة التي تمرين بها.

كما أنه يساعدك على أن تكوني أكثر ابداعاً وابتكاراً في تفكيرك، وبالتالي يزودك بالإحساس بالراحة مع كل ما هو مجهول بالنسبة لك.

أرجو أنّ تتجاهلي قدر المستطاع الانتقادات من الأهل، فهذه الأمور نجدها في معظم البيوت وهي تحزن القلب مما تتركه من آثار سلبية على النفوس وجرح القلوب..

قومي بواجبك تجاه والديك من برّ واحترام وبناء علاقة جيدة مع اخوانك، وإذا بقي حالهم كما هو معك، ارفعي شكواك إلى رب البرية وتضرعي بالدعاء وطلب الهداية لهم جميعاً وفوضي أمرك له وحده، ولك في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام أسوة حسنة بما تحمله من قسوة أبيه، وما تحمله سيدنا يوسف من ظلم إخوته وما كان عليه إلا مسامحتهم عما فعلوه.

الصلاة نور الحياة، فحافظي على أدائها، وقد أمرنا الله بذلك فقال: " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين".

وفقك الله لما يحب ويرضى غاليتي، ولا تنسي أنّ تطمئنينا عنك يا بشرى، ويمكنك معاودة التواصل معنا إن احتجت لذلك.

www.islamweb.net