زوجي لا يحسن التعامل معي ولا يفهمني، فما العمل؟

2021-03-25 05:36:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ 4 أشهر، والحياة روتينية ولا أرى أية فائدة من تقدمي لهذه الخطوة والموافقة على الزواج، وفعلا نادمة، علما أن زوجي شخص محترم وخلوق ويعرف الله، ولكن ليس له أية خبرة في التعامل مع النساء إطلاقا، يؤلمني أنه لا يعرف ما أشعر به، وأني ملزمة أن أشرح له ما أشعر به، وبعدها لا يفهم سبب خنقتي وحزني، ويقلل من قوة الأسباب التي تؤدي لحزني.

أشعر بأني كنت في منزل أهلي أكثر سعادة وحيوية، بالإضافة أنه مفروض علي الاهتمام بالمنزل والطعام، ونفسية زوجي، وأن لا أبدي حزني حتى لا أكون نكدية ومملة، وهو لا يبذل أي مجهود شخصي كي يراني سعيدة، يطلب مني أن أعمل فالعمل ينفعني كما يقول، ماذا أفعل؟ لقد يئست.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمسم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة-، وشكرًا لك على هذه الاستشارة الرائعة، وعلى طلب المشورة من آبائك وإخوانك وأخواتك من الخبراء والخبيرات، نسأل الله أن يوفقك ويُسعدك ويرفعك عنده درجات.

إذا كان هذا الزوج -ولله الحمد- محترم وخلوق ويعرف الله تبارك وتعالى فكل الأمور الأخرى ستُصبح سهلة، والوقت جزء مهمٌّ جدًّا في الحل، فاستمري فيما أنت عليه، واستعيني بالله تبارك وتعالى، ولا تيأسي، وتعوذي بالله من شيطانٍ لا يريد لنا الخير والحلال، واعلمي أن ما تشعرين به من بُعدك عن الأهل تشعر به كل فتاة عندما تنتقل من بيت أهلها إلى بيت زوجها، فالإنسان يصعب عليه أن ينتقل من بيئة ألفها، من حياةٍ اعتادت عليها، ولذلك قالت المرأة العاقلة (إنك فارقت البيت الذي منه خرجت، وخلَّفت العش الذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرينٍ لم تألفيه)، فهذا يحتاج إلى وقت، وهذه الأشهر المذكورة غير كافية أبدًا للتأقلم والتفاهم مع هذا الزوج.

وأعتقد أن الذي بقي عليك هو السهل، فوجود الدين والأخلاق والالتزام والخوف من الله تبارك وتعالى؛ هذه عناصر أساسية ونادرة وبها يصلح وتصلح الحياة، أمَّا بقية المهارات: كيف يتعامل مع النساء؟ النقص في هذه الأمور: هذا يستطيع أن يتعلَّم منك، ويستطيع أن يتعلَّم من الحياة، ونتمنَّى وأرجو أن تُشجعيه ليتواصل مع الموقع، حتى يذكر ما عنده ويطلب المساعدة، فالرجل دائمًا يحب أن يسمع من الرجال، نسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينكم على الخير.

أرجو ألَا تطول عندك لحظات الحزن، واشتغلي بذكر الله، كلَّما ذكّرك الشيطان وحاول أن يُوصلك إلى اليأس تعوّذي بالله من شرِّه، واشغلي نفسك بذكر الله تبارك وتعالى، واحمدي الله على ما أنت فيه، وإذا كان زوجك يطلب منك العمل؛ فمن العمل أن تطلبي العلم الشرعي، وأن تطلبي المفاتيح التي تستطيعين أن تصلي بها إلى شخصية الرجل والتأثير عليه.

نسأل الله أن يُعينكما على الخير، ونتمنَّى أن تطردي هذه الأفكار السالبة ولا تُعطيها أكبر من حجمها، ونُقدّر المعاناة إذا كان الرجل لا يفهم، لكن سيفهم، وسيعرف، طالما وجد الدِّين، وأنه يعرف الله، وأنه يخاف عليك، وأنه محترم، يعني: هذه الأساسيات ولله الحمد موجودة بزيادة.

نسأل الله أن يوفقك للخير، وأنت بحاجة إلى مزيد من الصبر، ومزيد من التواصل مع موقعك، ومزيد من التطوير أيضًا لمهاراتك ومهارات زوجك، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net