سلس البول سبب لي مشكلة اجتماعية، فما هو الحل؟

2020-12-13 03:21:01 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا عمري ٢٣ سنة، وأعاني من مشاكل كثيرة، ومنها:

أولا: العزلة في المنزل بسبب أن ليس لدي أصدقاء أذهب معهم أبدا، أريد أن أخرج من البيت ولكن لا أعرف إلى أين أذهب، أريد أماكن أذهب إليها لكي أخرج من الاكتئاب، تعبت من هذه الحالة؛ لأن المكوث في البيت قتلني، وظهري أصبح يؤلمني وأنا بهذا العمر، أريد حلا.

ثانيا: أصابني منذ ٦ سنوات تقريبا سلس البول، حيث أنه بعد قضاء الحاجة لا ينقطع البول، بل يظل يخرج على فترات، بعد دقيقة، وبعدها بخمس دقائق، وبعدها بعشر دقائق، وبعدها بربع ونصف ساعة، ولا ينقطع، وأحس بخروج البول، وليس الأمر وسوسة، حيث أذهب لأتفقد وأرى خروج البول على ملابسي، وكنت في بداية حالتي كل مرة أذهب وأنظف الملابس، وأطهر جسدي ويرجع ويخرج البول، وأرجع أقوم بالتطهير مجددا، عانيت وتعبت كثيرا من هذا الشقاء، حتى أصبحت أقوم بلف الذكر بمنديل، وفي كل مرة أزيل فيها المنديل أرى البول عليه "أقول هذا حتى تعلم أنه ليس وسوسة".

أريد أن أرجع إلى الصلاة فكنت أصلِي وتركتها بسبب هذا الشقاء، وأمي تعرض علي فكرة الزواج وأنا أتجاهل، ولكن إلى متى؟ فأنا أريد الزواج ولكن كيف سأتزوج وأنا دائما ذكري عليه المنديل طوال الوقت؟ بالإضافة إلى أنه إذا كان هناك شيء مثير أمامي يخرج المذي فورا بدون لمس الذكر وبهذه السرعة، ودائما تحصل، وهو أيضا نجس وعلي أن أطهره، فكيف أستطيع الزواج وأنا أتخيل ماذا سيحصل وماذا سيخرج مني من بول ومذي عند المعاشرة، وكيف سترى زوجتي المنديل وسأكون في موضع محرج جدا أمامها؟ فلذلك أبتعد عن الزواج.

أريد أن أصلح نفسي، ولكنني لا أعلم ما هو الحل؟ أرجو منكم الحل.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

استشارتك واضحة، وهذه العزلة المنزلية – أيها الفاضل الكريم – قد يكون سببها نوع من الرهاب أو الخوف الاجتماعي، أو مجرد افتقاد الكفاءة النفسية العالية، والتكاسل، وقطعًا ما دمت طالبًا في الجامعة فيجب أن تذهب إلى الجامعة على الأقل.

موضوع سلس البول وما تقوم به من طقوس لتخفيف أثر ذلك عليك: أنت ذكرت أنه ليس وسواس إنما هو حقيقة، أنا أعتقد أن فيه جوانب حقيقية، ربما يكون لديك مثلاً التهاب في البروستاتا، أو التهاب في المثانة هو الذي سبب ذلك، لكن أن تلفَّ الذكر بالمنديل وتتحسَّس ذلك، وموضوع خروج المذي – مع احترامي الشديد لشخصك الكريم – هذه ممارسات وطقوس وسواسية ولا شك في ذلك.

إذًا أنا أنصحك أن تذهب وتقابل طبيب للمسالك البولية ليقوم بالكشف على البروستات، والتأكد من وضع البول لديك، ووضع السبيل، المثانة، هل تُوجد التهابات؟ هل توجد أملاح تؤدي إلى ذلك؟ وبعد أن تتأكد – وإن شاء الله تعالى كل شيء يكونُ سليمًا – يجب أن تقتنع قناعة تامَّة أنك سليم، وتبدأ في معالجة الظواهر التي تحدثت عنها.

وأنا أتفق معك أن الضجر والملل يأتي للإنسان إذا لم يكن لديه قدرة لإدارة وقته، وإدارة الوقت فنٌّ عظيم، والإنسان يستشعر الفراغ الذهني والزمني إذا لم يفلح في إدارة وقته. وعليه: أنا أريدك أن تعرف أنك شاب، والله تعالى حباك بمقدراتٍ كثيرة، قوة النفس وقوة الجسد، وقوة الفكر، ورجاحة العقل؛ هذا كلُّه من كرم الله علينا، فيجب أن تتصور وتتأمَّل وتتدبَّر في هذه المقدرات.

ويجب أن تضع برنامجًا يوميًا، وأوَّلُ خطوات هذا البرنامج هي أن تتجنب النوم بالنهار، وتعتمد على النوم الليلي المبكّر، هذا – أيها الفاضل الكريم – يُساعدك على التركيز كثيرًا، وتستيقظ مبكّرًا لتصلي الفجر في وقته، ويا حبذا مع الجماعة في المسجد، ثم بعد ذلك تقوم بالاستحمام، وشرب الشاي، ويمكن أن تقرأ وردك القرآني في هذا الوقت، وتبدأ بعد ذلك تُذاكر لمدة ساعة قبل الذهاب إلى الجامعة، هذا يكون إنجازًا عظيمًا، والإنسان حين يبدأ يومه بهذه الصورة الفعّالة من الصباح سوف يحس براحة نفسية كبيرة، سوف تحس بالمردود الإيجابي، سوف تحس أن هذه الإنجازات يجب أن تتبعها مزيد من الإنجازات، هذا نسميه بحسن إدارة الوقت، وبعد ذلك تذهب إلى مرفقك الجامعي، ثم ترجع، وبعد ذلك يكون لديك برنامج رياضي، إمَّا منفردًا أو مع مجموعة من الأصدقاء، لعب كرة قدم، مشي، جري، وبعد ذلك تقرأ قراءات حُرة، ترفّه عن نفسك مثلاً بمشاهدات جيدة في التلفزيون، الجلوس مع الأسرة، التواصل الاجتماعي، ويمكن أيضًا أن تنضمّ لجمعية خيرية، جمعية ثقافية، مركز من مراكز تحفيظ القرآن، أو تبدأ حفظ القرآن حتى ولو من خلال البرامج الموجودة على الـ (زوم) أو (تيمز) مثلاً... أشياء كثيرة يمكن أن تقوم بها، فأرجو أن تطبق هذه النصائح.

ثم أريدك أن تتناول دواءً، هنالك دواء ممتاز جدًّا يعطيك القدرة على حسن الدافعية ويزيل هذه المخاوف وهذه التوترات الداخلية والوسوسة. الدواء يُسمَّى (زولفت) واسمه العلمي (سيرترالين)، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرون مليجرامًا) يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة لمدة شهرٍ، ثم اجعلها حبتين لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة لمدة ستة أشهرٍ، ثم نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهر آخرى، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net