أنا متردد في قرارتي، ودائم التفكير في أي موقف يحدث لي!

2020-12-16 04:50:45 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم
بارك الله فيكم

أنا أعاني من أشياء كثيرة، أعتقد أني أخذتها من أبي، فهو مريض نفسي وغير عادل، وأمي بسبب صبرها عليه تأخذ علاجاً نفسياً لذلك، وأبي كان يعذبنا مثل أسرى الحرب عند الكفار.

أعاني من هم شديد جداً، حتى إن فكي الأسفل قد يسقط أو ينكسر من الألم، وأيضاً التفكير الزائد في كل شيء، وحتى في أصغر الأمور، وهذا سبب لي تردداً في قرارات ولو كانت بسيطة في حياتي، لو أن حادثاً حصل معي، لظللت أفكر به أشهراً كثيرة، حتى أهلك، ثم أفكر أني كان يمكن أن قول له هكذا، أو كان يجب أن أقول له هكذا، ويبقى معي إلى أشهر حتى يحل محله آخر.

أيضاً لو حصل معي موقف -حتى مع طفل صغير- لظللت أفكر طويلاً وأعيش في خيال، (مثلا سيحصل كذا ثم تأتي الشرطة، وهكذا.. تخيل عميقاً حتى أصل إلى نتائج غريبة جداً) أيضاً لو تعاملت مع شخص في إساءة أشعر بخوف شديد جداً، حتى أني مرة صليت في الناس، فأخذت رجلي ترقص من الخوف، أحاول أن لا أرد الإساءة بمثلها، لكن أظل أفكر بلو، ولا أستطيع التخلص من هذا التفكير.

والحمد لله على كل حال.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حذيفة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يبدو أنك تُعاني من "الحساسية النفسية المُفرطة"، وفي هذه الحالة تكون ردود فعلك مُبالغا بها إزاء المواقف التي تتعرض لها أو الكلام الذي يُوجه إليك. مما يجعلك تفضل الابتعاد عن المواقف التي يعتقد أنها تولد فيك القلق والخوف أو تتطلب منك المواجهة علماً أن هذا التصرف ليس هو الحل الأمثل لذلك.

فيما يلي مجموعة من الإرشادات النفسية التي قد تساعدك في تخطي المشكلات التي تعانيها بمشيئة الله:

- اطرح على نفسك الأسئلة التالية: لماذا أقلق وأخاف من المواجهة؟ هل يوجد سبب حقيقي يجعلني أشعر بتلك المشاعر؟ أم أنها مشاعر داخلية ليس لها مُبرر؟

- أُحصر المواقف التي يرتفع فيها مستوى القلق لديك وقم بترتيبها من الأكثر تأثيراً إلى الأقل تأثيراً.

- ابدأ الآن باختيار مشكلة واحدة وابدأ بتطبيق استراتيجية "الإزالة المنتظمة للتحسس النفسي" وصولاً إلى المواجهة، من خلال:

(أ‌) استرخِ على سرير في مكان هادئ.

(ب‌) تخيل المشكلة التي ستواجهك، وسَتُحدث فيك القلق والخوف.

(ت‌) أغمض عينيك وتخيل الموقف الذي تصفه.

(ث‌) تصور الموقف يحدث وتخيل أنك هناك فعلاً.

(ج‌) عندما تفعل الخطوة (ت) فأنت ستشعر ببعض القلق.

(ح‌) إذا حدث ذلك أوقف المشهد التخيُّلي حالاً.

(خ‌) استرخ وأرح عضلات جسمك.

(د‌) ارجع وتخيل المشهد ثانية، وإذا شعرت بالتوتر والقلق، أرح ذهنك.

(ذ‌) كرر الخطوات السابقة للمستوى الذي تستطيع فيه تخيُّل المشهد دون أن تشعر بالقلق.

بذلك الأسلوب تستطيع أن تُخفض من مستوى "التحسس النفسي المفرط" لديك عن طريق إزالة القلق. ولكي تجعل العلاج مُكتملاً ، فإن عليك الآن أن تفكر بهدوء، بالتصرف الصائب في ذلك الموقف وكيف تواجهه وأن تُخطط لذلك بهدوء وحكمة. وسوف تُدهش عندما تكتشف أن قلقك، في الماضي، كان يجعلك تتوتر بشدة، وكان يمنعك من التفكير أو التخطيط في هذا المجال، وكان يَحول دون أن تُفكر بوضوح في ذلك الموقف، وسوف يختلف الأمر كله الآن.

- بعد الانتهاء من المشكلة الأولى والتي تستحوذ على أهمية عالية في تفكيرك، الآن انتقل إلى المشكلات الأخرى، ورتبها من الأكثر تأثيراً إلى الأقل تأثيراً، وجرب الاستراتيجية التي استخدمتها في الخطوة رقم (3) وكرر الخطوات مع الموقف الأول فالموقف الثاني فالثالث، وهكذا إلى أن تبدأ تشعر بعدم الإنزعاج من أي منها، وتستطيع التعامل مع كل المواقف.

- فكر، خطط، واجه: وهنا ليس من المهم أن تتكلم مع الآخرين، ولكن "ماذا" و "متى" تتكلم. إضافة إلى أن تنظيم الأفكار وسَلسلتها يمنحانك قوة المواجه وفصاحة الرد.

- تدرّب وتعوَّد على قول كلمة "لا" عندما لا يتفق الموقف مع ذاتك ومع أفكارك. ولا تُجبر نفسك على مجاراة الآخرين إذا كنت غير مقتنع بما سيقومون به أو يقولونه، ولا تقم بشيء لا تحبه، وكن واضحاً للآخرين وقل "لا" بصوت عالٍ مليء بالثقة.

- ابدأ بالظن والتفكير الإيجابي قبل السلبي، وحاول أن تتجاهل الكلام والمواقف التي ليس لها أي تأثير مباشر عليك.

- نظم حياتك وأولوياتك (نوم كافي، غذاء صحي، علاقات سليمة، أصحاب ذوي أخلاق حسنة، مواظبة على الطاعات).

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

www.islamweb.net