الأعراض التي أشكو منها هل سببها الضغط النفسي والتوتر؟

2020-12-28 05:04:47 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أبدأ بشكركم على ما تقدمونه لنا جعله الله في ميزان حسناتكم.

قصتي هي أنني منذ أربع سنوات تقريبا أصبت بالاكتئاب عن طريق صدمة خوف بوقتها، كنت أعاني من أيام جدا صعبة، ووفاة والدي، وغربتي وهجرتني إلى أوروبا عن طريق قوارب الموت.

المهم بعد إصابتي بالاكتئاب بدأت أعاني أيضا من توهم الأمراض، والحمد لله أموري جدا تحسنت من كل الجهات، لدي عمل وزوجة، وشفيت بنسبة ٦٠ بالمئة من الاكتئاب، ولكني أعاني بشدة من الأعراض النفسوجسدية، مثلا فترة أعاني من آلام في البطن وتستمر معي لمدة شهرين وأكثر، ولا تذهب الآلام إلا بعد الفحوصات عند الطبيب، وبعدما يذهب الألم ويأتي ألم آخر.

أنا الآن سلبي جدا وضعيف، ضعفي الآن هو ألم العضلات وبالأخص عضلة الكتف الأيسر، والرقبة والصدر، والظهر هو ألم مثل شد عضلي يذهب ليوم أو يومين ثم يعود، وهذه الآلام لدي منذ ٣ أشهر، وطول هذه المدة وأنا تعبان جدا، تفكيري دائما مع الألم، وأشعر بالخوف، وأن كل شيء سلبي.

علما أنني ذهبت إلى الطبيب، وأرسلني لعمل المساج، وتناولت الأدوية والكريمات، ولم أستفد، فأنا أمارس الرياضة بشكل متواصل يوميا، وأقرأ القرآن، وأتناول الطعام بشكل جيد وصحي، وأتناول ثلاثة أدوية نفسية.

منذ سنة تقريبا عملت فحوصات للقلب، والدم، وصورة للرأس؛ لأنني كنت أعاني من ألم في الرأس، وكالعادة عند عملي للصورة ذهب الألم، بعد أن اطمئن قلبي ولم يجدوا شيئا وكل شيء تمام ولله الحمد، أفيدوني عن آلام العضلات، هل سببها الضغط النفسي والتوتر، أم لدي شيء آخر؟

شكرا لكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ريان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

يُعرف أن الأحداث الحياتية – خاصة السلبية منها – تُعرِّض الإنسان لضغوط نفسيَّة، قد ينتج عنها قلق وتوترات وشيء من الاكتئاب، وهذا كلُّه ينتج بما نسمِّيه بـ (عدم القدرة على التكيُّف).

أنت الحمد لله تعالى مررت بظروف فيها سلبيات، لكن في نهاية الأمر تُوجد مخاطرتك للسفر لأوروبا، لأنك الحمد الله الآن ذهبت، وأنت الآن مستقرًّا في ألمانيا، وهذا يدلُّ أيضًا على أن درجة تحمُّلك الحمد لله عالية وليست ضعيفة، شخصيتك ليست مهزوزة، ولديك طاقات، ولديك مهارات، ولديك إمكانات نفسية عالية جدًّا، فيجب أن تنظر لنفسك من منظور إيجابي.

بالنسبة للحالة المزاجية: أنا أرى أنه قد يكون لديك شيء من القلق الاكتئابي البسيط جدًّا، ولا أريدك أبدًا أن تسمي نفسك بمكتئب، فهذه الآلام العضلية غالبًا هي نفسوجسدية، لأن القلق والتوتر النفسي حتى وإن كان بسيطًا في بعض الناس ينعكس على عضلات الجسد، ممَّا يؤدي إلى انقباضات وتشنُّجات في هذه العضلات، وقد تظهر في شكل آلام.

أنت الحمد لله أجريت كل الفحوصات الطبية اللازمة، وكلها كانت سليمة، وبقي الآن أن أقول لك: يجب أن تكون أكثر ثقة في نفسك بأنك تتمتع بصحة جيدة. واستمر في ممارسة الرياضة، وقطعًا أعجبني التزامك بواجباتك الإسلامية، أسأل الله تعالى أن يزيدك في هذا، والشيء الضروري جدًّا أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة من خلال النوم الليلي المبكّر بقدر المستطاع، هذا يؤدي إلى استقرار ممتاز جدًّا في الجسد، وإن شاء الله تعالى هذا يُساعدك كثيرًا في إزالة هذه الآلام الجسدية.

كما أن تمارين الاسترخاء مفيدة فأرجو أن تتدرَّب عليها من خلال الاطلاع على أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، أو الرجوع لاستشارة إسلام ويب التي رقمها (2136015) كن دائمًا متفائلاً، تواصل اجتماعيًّا، كن بارًّا بوالديك، حاول أن تعيش حياة زوجية طيبة.

وبالنسبة للأدوية: أنت ذكرت أنك تتناول ثلاثة أدوية نفسية لم تذكرها، لكن هل هنالك حاجة حقيقية لأن تتناول هذا العدد من الأدوية؟ عمومًا: أنا أترك هذا الموضوع لتناقشه مع طبيبك المعالِج.

من وجهة نظري أن تناول دواء واحد مثل الـ (دوجماتيل) والذي يُسمَّى علميًا (سولبرايد) بجرعة خمسين مليجرامًا ومساءً سيكون كافيًا جدًّا بالنسبة لك. لكن كما ذكرتُ لك ناقش هذا الموضوع مع الطبيب المعالج.

أرجو أن تتأكد أيضًا من مستوى فيتامين (د) في الدم، لأن نقصه في بعض الأحيان قد يُسبب آلام عضلية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net